خلاف دبلوماسي بين إسبانيا ومالي بعد تصريحات عن تدخل محتمل للناتو

time reading iconدقائق القراءة - 3
وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريز خلال مؤتمر بشأن العلاقات الأميركية الإسبانية في بلباو -  2 يوليو 2022 - Twitter/jmalbares
وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريز خلال مؤتمر بشأن العلاقات الأميركية الإسبانية في بلباو - 2 يوليو 2022 - Twitter/jmalbares
باماكو -أ ف ب

استدعت حكومة مالي، الجمعة، سفير إسبانيا لديها على خلفيّة تصريحات لوزير خارجيّة إسبانيا، قال فيها إنّ تدخّل حلف شمال الأطلسي (الناتو) عسكرياً في مالي "لا يمكن استبعاده"، وفق ما أعلن وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب.

وقال ديوب خلال مقابلة أجراها معه التلفزيون الرسمي "استدعينا (الجمعة) سفير إسبانيا إلى وزارة الخارجيّة لإبلاغه احتجاجنا الشديد على هذه التصريحات".

كان وزير الخارجيّة الإسباني خوسيه مانويل ألباريز، اعتبر أنّ فرضيّة تدخّل الأطلسي في مالي "غير مستبعدة".

وأضاف ألباريز في تصريحات للمحطة الإذاعية الرسميّة RNE على هامش قمّة الأطلسي في مدريد "لا يمكننا أن نستبعد ذلك. لم يتمّ التطرّق إلى هذه القضيّة خلال النقاشات في مدريد لأنّ القمّة مخصّصة لتحديد إطار عمل حلف شمال الأطلسي. إذا لزم الأمر وإذا حصل تهديد لأمننا، بالتأكيد سنفعل ذلك".

وقال وزير الخارجيّة المالي، إنّ "هذه التصريحات غير مقبولة وغير ودّية وخطرة"، لأنّها تنطوي على "ميل إلى التشجيع على شنّ عدوان ضدّ بلد سيّد ومستقل".

وتابع "طلبنا تفسيرات وتوضيح هذا الموقف للحكومة الإسبانيّة. نأمل في وصول (التفسيرات والتوضيح) سريعاً".

وأضاف وزير الخارجيّة المالي "على الوزير أن يتذكّر أنّ انعدام الأمن حالياً واتّساع رقعة الإرهاب في منطقة الساحل مرتبطان خصوصاً بتدخّل الحلف الأطلسي في ليبيا الذي لا نزال ندفع ثمن تداعياته".

مدريد تنفي

وردّت السفارة الإسبانيّة في مالي، في بيان، السبت، مشددة على أن "إسبانيا لم تطلب خلال قمّة الحلف الأطلسي ولا في أيّ مناسبة أخرى تدخلاً أو تحركاً ما للحلف في مالي".

وأكدت أنّ إسبانيا "ستواصل تطوير علاقة ودّية وسلميّة مع مالي".

وفي وقت سابق السبت، كتب وزير الخارجيّة المالي على تويتر أنّه أجرى مكالمة هاتفيّة مع نظيره الإسباني. وأوضح ديوب أنّ الأخير "نفى" إمكان تدخّل الأطلسي عسكرياً في مالي، و"أبدى تمسّكه بعلاقات الصداقة والتعاون" بين البلدين.

وللمرّة الأولى، تشير خريطة الطريق الأخيرة للحلف الأطلسي، إلى "مصلحة استراتيجيّة" لمناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والساحل، وأيضاً على وجه الخصوص المخاطر التي يشكّلها الإرهاب والهجرة غير النظاميّة.

كانت إسبانيا شدّدت خلال قمّة الحلف على أنّ التصدّي للتهديدات في الجناح الجنوبي يشكّل أولوية كبرى بالنسبة إليها.

وتخشى مدريد خصوصاً أن يؤدّي انعدام الاستقرار في منطقة الساحل، حيث تنشط جماعات جهاديّة عدّة، إلى ازدياد الهجرة غير النظاميّة.

وأصبحت إسبانيا الواقعة على مسافة كيلومترات من السواحل الإفريقيّة، إحدى المحطّات الرئيسة للمهاجرين غير النظاميّين الساعين للوصول إلى أوروبا.

وشهدت مالي، البلد الفقير في الساحل، انقلابين عسكريّين في أغسطس 2020 ومايو 2021. وتتزامن الأزمة السياسيّة مع أزمة أمنيّة مستمرّة منذ 2012 وبروز حركات تمرّد انفصاليّة وجهاديّة في شمال البلاد، اتّسع نطاق عمليّاتها إلى بوركينا فاسو والنيجر.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات