
أعلنت إسرائيل الثلاثاء، أنها ستعيد فتح مكتبها الاقتصادي والتجاري في تركيا مع سعي الدولتين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية المتوترة منذ أكثر من عقد.
وطردت الحكومتان السفراء في عام 2018، وكثيراً ما تبادلتا الانتقادات بشأن "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، غير أنهما تتطلعان الآن إلى إعادة التمثيل إلى مستوى السفراء. كما خفضت إسرائيل تمثيلها الاقتصادي في 2019.
وعلى الرغم من توتر العلاقات الذي استمر سنوات، حافظ البلدان على التجارة وما زالت تركيا واحدة من أهم شركاء إسرائيل. وارتفع حجم التجارة بين البلدين بنسبة 30% في 2021 ليصل إلى 7.7 مليار دولار.
مؤتمر اقتصادي مشترك
وقالت وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا باربيفاي: "إعادة فتح الملحق الاقتصادي يعكس التزام إسرائيل بتعميق العلاقات الاقتصادية مع تركيا. نعتزم عقد مؤتمر اقتصادي مشترك بين البلدين قريباً، وذلك بعد أكثر من عقد".
وقالت الوزارة إن هذه الخطوة ستساعد أكثر من 1500 شركة إسرائيلية تقوم بالتصدير إلى تركيا حالياً.
إصلاح العلاقات
وتعمل أنقرة منذ 2020 على إصلاح علاقاتها مع تل أبيب التي تأزمت إثر مداهمة قافلة بحرية تركية كانت متجهة إلى قطاع غزة في عام 2010، فأودت بحياة 10 مدنيين، ثم طردت تركيا سفير إسرائيل، واستدعت سفيرها، وانسحبت من مناورات حربية مشتركة مع تل أبيب.
وأبرم البلدان اتفاق مصالحة في عام 2016 شهد عودة سفيريهما، لكنّ هذه المصالحة ما لبثت أن انهارت بعد عامين عندما استدعت تركيا سفيرها احتجاجاً على استخدام القوات الإسرائيلية العنف لقمع احتجاجات فلسطينية أطلق عليها اسم "مسيرات العودة".
وفي 9 مارس الماضي، زار الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج تركيا، في زيارة وصفت بـ"التاريخية"، كانت الأولى لرئيس إسرائيلي منذ 2008، والتقى هرتسوج خلال الزيارة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال الرئيس التركي في مؤتمر صحافي مشترك مع هرتسوج حينها، إن بلاده ستعمل على إعادة إحياء العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، مشيراً إلى أن زيارة هرتسوج لتركيا ستكون "نقطة تحول في العلاقات بين البلدين".
وشدد أردوغان على أهمية تطوير العلاقات بين تركيا وإسرائيل والسعي نحو تحقيق الاستقرار والسلام، لافتاً إلى إمكانية حل الخلافات في القطاعات كافة وخصوصاً الاقتصادية.
"الغاز" يجمع تركيا وإسرائيل
وفي 25 مارس، وبعد نحو أسبوعين على زيارة الرئيس الإسرائيلي، قال أردوغان، إن التعاون في مجال الغاز الطبيعي "من بين أهم الخطوات التي يمكن أن تتخذها تركيا وإسرائيل".
وأضاف أردوغان: "أعتقد أن الغاز الطبيعي من أهم الخطوات التي يمكن أن نتخذها معاً، من أجل العلاقات الثنائية".
لكن تركيا استبعدت بعدها بأسبوع تنفيذ مشروع محتمل لمد خط أنابيب غاز بين تركيا وإسرائيل، على اعتبار أن المشروع "غير ممكن في المدى القريب" حسب ما أوردت وكالة "رويترز" حينها.