
نقلت وكالة "رويترز" عن الكرملين قوله إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بحث مع نظيره الروسي هاتفياً، سبل تسهيل تصدير الحبوب من أوكرانيا"، في وقت قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه بحث مع أردوغان "أهمية استئناف تصدير الحبوب من البلاد".
وتتوسط تركيا بين موسكو وكييف منذ أن أرسلت روسيا قواتها المسلحة لغزو أوكرانيا في 24 فبراير. وعُقدت آخر محادثات بين ممثلي روسيا وأوكرانيا في إسطنبول أواخر مارس.
وكشف الكرملين أن "تبادل الآراء مستمر بشأن الوضع في أوكرانيا، بما في ذلك في سياق تنسيق الجهود لضمان سلامة الملاحة في البحر الأسود وصادرات الحبوب إلى الأسواق العالمية"، فيما لم يشر إلى إحراز تقدم بشأن الحبوب.
من جهتها، قالت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الحكومية إن أردوغان أبلغ بوتين بأن "الوقت حان للعمل على خطة الأمم المتحدة لإقامة ممر بحري لصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود".
محادثات مع أوكرانيا
وفي السياق، نشر الرئيس الأوكراني تغريدة على "تويتر" قال فيها إنه عقد مباحثات هاتفية مع الرئيس التركي وشكره على دعمه، كاشفاً أن الاتصال تناول أهمية فتح الموانئ الأوكرانية، واستئناف تصدير الحبوب.
وتابع: "يجب منع روسيا من أخذ الحبوب الخاصة بنا من الأراضي التي تحتلها".
ومنذ بداية الصراع لم تتمكن أوكرانيا، وهي واحدة من أكبر منتجي الحبوب في العالم، من استخدام الموانئ البحرية باعتبارها قناة التصدير الرئيسة، كما لم تتمكن من تصدير سوى حوالي ثلث الحبوب التي كانت ترسلها فيما مضى إلى الخارج. وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات على إغلاق الموانئ.
وأسهم نقص الحبوب الأوكرانية في دفع أسعار الغذاء العالمية إلى مستويات قياسية، وأثار مخاوف بخصوص الأمن الغذائي.
جهود استئناف تصدير الحبوب
وانتقدت تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي والتي تربطها علاقات جيدة بكل من موسكو وكييف، الحملة العسكرية الروسية لكنها رفضت أيضاً العقوبات الغربية على روسيا.
وحاول أردوغان الاستفادة من علاقاته الجيدة مع كل من بوتين ورئيس أوكرانيا المدعوم من الغرب لتهدئة التوتر. وقال مكتب الرئيس التركي إن أردوغان حضَّ بوتين أيضاً على "اتخاذ إجراء" بشأن اقتراح الأمم المتحدة استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية المتوقفة عبر البحر الأسود.
وعرضت الأمم المتحدة خطة لتسهيل الصادرات من شأنها إنشاء ممرات آمنة عبر الألغام التي يعرف مكانها. وحصل الاقتراح على دعم محدود فقط في كل من موسكو وكييف.
واتهمت كييف روسيا بـ"سرقة" حبوبها والمساهمة في نقص الغذاء العالمي بسبب حظر صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية. لكن روسيا تقول إنها "أممت" أصولاً تابعة للدولة الأوكرانية وتشتري المحاصيل من المزارعين المحليين.
معبر باب الهوى
إلى ذلك، قال الكرملين أيضاً إن بوتين وأردوغان بحثا عقد قمة بينهما، وناقشا الوضع في سوريا حيث ينشر البلدان قوات مسلحة.
وأضاف أن الجانبين شددا على أهمية عقد اجتماعات ثلاثية تضم معهما إيران، التي تشارك عسكرياً أيضاً في سوريا، في إطار مسار آستانة للسلام. كما حضّ أردوغان نظيره الروسي على تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
يأتي ذلك في وقت يعمل الدبلوماسيون لإيجاد حل يلتف على الفيتو الروسي بشأن آلية ساهمت في تدفق المساعدات منذ 2014 إلى البلد الذي مزقته الحرب.
وأفاد بيان صدر عن مكتب الرئيس التركي عقب المباحثات الهاتفية مع بوتين، بأن أردوغان "شدّد على الأهمية التي يعلّقها على تمديد آلية المعبر الحدودي في سوريا".
ولم يتطرق الكرملين إلى المعبر السوري في بيانه عن المحادثة، لكنه قال إن الرئيسين ناقشا الاستعدادات لقمة ستعقد "في المستقبل القريب".
ويعرض أردوغان لقاء بوتين منذ أشهر، في محاولة للمساعدة على حل التوترات العالمية التي بلغت مستويات تاريخية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.