قالت مصادر دبلوماسية لوكالة رويترز، الجمعة، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثرت على جزيئات من مادة اليورانيوم في موقعين إيرانيين تفقدتهما بعد شهور من المماطلة، ما قد يُعقد جهود الولايات المتحدة لإحياء الدبلوماسية النووية.
وأشارت المصادر إلى أن المواد "عُثر عليها خلال عمليات التفتيش المفاجئة التي أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الموقعين بين شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، بعد أن منعت إيران وصول مفتشين من الوكالة لمدة 7 أشهر".
من جانبهما، لفت مصدران إلى أن اليورانيوم الذي عثر عليه "لم يتم تخصيبه"، لكن مع ذلك، فإن وجودها يشير إلى مواد أو أنشطة نووية لم يتم الكشف عنها في المواقع، والتي كان يتعين على إيران الإعلان عنها.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، ذكرت في وقت سابق من هذا الشهر، أنه تم العثور على "مادة مشعة في العينات التي أخذها المفتشون في الموقعين، على الرغم من أن الصحيفة لم تحدد ماهية المادة.
وقال 4 دبلوماسيين يتابعون عمل الوكالة عن كثب لـ"رويترز"، إن المواد التي عثر عليها في تلك العينات "كانت من اليورانيوم".
ويجب على إيران تبرير موقفها من ذلك، حتى تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التحقق من أنها "لا تحاول من خلال تلك المواد صنع أي برنامج أسلحة".
"تكتيكات نموذجية"
وقال الدبلوماسيون لـ"رويترز"، إنه بعد أن واجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بالنتائج، قدمت إجابات غير مرضية، فيما أشاروا إلى أن إيران "أبلغت الوكالة أن الآثار ناتجة عن تلوث بمعدات مشعة انتقلت من موقع آخر إلى هناك"، لكن الوكالة فحصت الجسيمات الموجودة في المواقع "ولم تتطابق".
وأوضح دبلوماسي مطلع على التبادلات، لكنه لم يطلع على النتائج التفصيلية، إن إيران "قدمت إجابات غير معقولة"، واصفاً ردها بأنه "تكتيكات تأخير نموذجية".
وقالت الوكالة إنها تشتبه في أن أحد المواقع استضاف أعمال تحويل اليورانيوم، وهي خطوة في معالجة المواد قبل التخصيب، والآخر استخدم لاختبار المتفجرات.
وأشار الدبلوماسيون إلى أنهم يتوقعون من الوكالة "استدعاء إيران لفشلها في شرح الآثار التي تم العثور عليها في الموقعين، وكذلك بسبب استمرار فشلها في تفسير المواد التي عثر عليها سابقاً في موقع تورقاز آباد في طهران".
ولفت الدبلوماسيون، حسبما نقلت رويترز، إلى أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة، والذي يجتمع بعد أسبوع من التقرير الفصلي، سيتخذ إجراءات لإدانة إيران"، فيما أشاروا إلى أن التركيز سيكون على جهود "إنقاذ اتفاق 2015 من خلال إعادة واشنطن إليه".
"رد إيراني"
من جانبه، قال مسؤول إيراني كبير، لم يذكر اسمه: "ليس لدينا ما نخفيه. ولهذا سمحنا للمفتشين بزيارة تلك المواقع"، فيما رفض سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية كاظم غريب أبادي التعليق وكذلك الوكالة ذاتها.
ويُعتقد أن المواقع التي عُثر فيها على اليورانيوم كانت غير نشطة منذ ما يقرب من عقدين، إلا أن معارضي الاتفاق النووي، مثل إسرائيل، تقول إن "الأدلة على أنشطة نووية غير معلنة تظهر أن إيران لم تتصرف بحسن نية".
ويخاطر الاكتشاف، ورد فعل إيران بإلحاق الضرر بجهود إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني، الذي تم توقيعه في العام 2015، وتخلى عنه سلفه دونالد ترمب في العام 2018.
وكانت إيران حددت مهلة أمام بايدن تنتهي في 21 فبراير الجاري، لرفع العقوبات التي أعاد ترمب فرضها، أو ستوقف عمليات التفتيش المفاجئة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب الاتفاق، الذي رفع العقوبات مقابل قيود على برنامج إيران النووي.
"توبيخ الوكالة"
وخلال الأسبوع المقبل، من المتوقع أن تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تقريرها ربع السنوي عن أنشطة إيران النووية.
إذ قال الدبلوماسيون لرويترز، إن الوكالة "ستنتهز هذه الفرصة لتوبيخ إيران لفشلها في أن تشرح بشكل يرضي كيف انتهى الأمر بجزيئات اليورانيوم في موقعين غير معلنين".
وتعتقد وكالات الاستخبارات الأميركية والوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران "لديها برنامج أسلحة نووية سري ومنسق أوقفته في عام 2003، وهو ما تنفيه إيران".
وررسم الاتفاق النووي لعام 2015 خطاً فعلياً خلف ذلك الماضي، لكن لا يزال يتعين على إيران شرح أدلة على أنشطة أو مواد سابقة غير معلنة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
اقرأ أيضاً: