![الرئيس الصيني شي جين بينج خلال زيارته إقليم شينجيانج - news.cn](https://assets-news.asharq.com/images/articles/416x312/4-3/a3df5700-424f-40c7-aba7-828c221df0e8.jpg)
أجرى الرئيس الصيني شي جين بينج، أول زيارة له إلى إقليم شينجيانج النائي، منذ أمر قبل 8 سنوات بشنّ حملة استهدفت مسلمي أقلية الإيجور، في قرار أثار توتراً في العلاقات مع الولايات المتحدة، نتيجة انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) مساء الخميس، أن شي أجرى "تفتيشاً" في أورومتشي، عاصمة شينجيانج، حيث "دعا إلى تعزيز منظمات الحزب" الشيوعي الحاكم في الصين وتقديم خدمات "لمصلحة السكان من كل المجموعات العرقية".
وأضافت أن الرئيس أمضى يومَي الثلاثاء والأربعاء، في الإقليم الذي أشاد به باعتباره "محوراً في (مبادرة) الحزام والطريق" للبنية التحتية التي أطلقها شي جين بينج، من أجل توسيع نفوذ بكين في الخارج، بحسب "بلومبرغ". كذلك زار متحفاً، داعياً إلى "الحفاظ بشكل أفضل" على التراث الثقافي للأقليات، كما شاهد عرضاً قدّمته الأقلية العرقية القيرغيزية.
واعتبر جيمس ميلوارد أستاذ التاريخ في جامعة جورج تاون، أن تصريحات شي "محاولات واضحة للردّ على الانتقادات الدولية والأدلة الضخمة على السياسات الاستيعابية لنظامه" في شينجيانج.
وقال ميلوارد: "في غضون ذلك، دمّرت جرّافات أضرحة ومساجد، وجُرّمت العقيدة الدينية، ومُنع أطفال من التحدث بلغتهم الأصلية، إن لم تكن لغة الماندرين".
شينجيانج وهونج كونج
تأتي رحلة شي إلى شينجيانج بعد أقلّ من أسبوعين على زيارته هونج كونج، حيث شارك في احتفال بالذكرى الـ25 لاستعادة الصين المستعمرة البريطانية السابقة.
وكان الإقليمان يوماً من أكثر المناطق اضطراباً في الصين، إذ شهدا معارضة منتظمة للحزب الشيوعي، قبل سحقها خلال عهد شي جين بينج.
وفي هونج كونج، أدى قانون للأمن القومي فرضته بكين، إلى سجن معارضين سياسيين وإغلاق صحف مؤيّدة للديمقراطية، كما أن إصلاحاً انتخابياً ضمن للموالين للحزب الشيوعي احتكار المناصب الحكومية في المركز المالي العالمي، بحسب "بلومبرغ".
واعتبرت الوكالة أن زيارة الزعيم الصيني إلى هونج كونج وشينجيانج، تعكس اتساع نطاق سيطرته، قبل أشهر من مؤتمر يعقده الحزب الشيوعي مرة كل 5 سنوات، ويُرجّح أن يمنح شي ولاية ثالثة تُعتبر سابقة في الحكم.
"مراكز تدريب مهني"
الزيارة هي الأولى للرئيس الصيني منذ عام 2014، حين أمرت حكومته السلطات بـ"الضرب بقوة" لكبح عنف شهده الإقليم.
وفي ذاك العام، استخدم "إرهابيون" سكاكين وقنابل لمهاجمة محطة قطار في أورومتشي، ما أسفر عن مصرع 3 أشخاص وجرح عشرات، في إطار هجمات اتهمت بكين انفصاليين بتنفيذها.
واعتبر منتقدون لحكم بكين أن العنف كان ردّ فعل على سياسات متشددة، إذ شجّعت السلطات رسمياً عرقية الهان المهيمنة في الصين، على الانتقال إلى شينجيانج، ووسّعت صناعات مثل زراعة القطن والألبان وإنتاج ألواح للطاقة الشمسية.
وبعد تلك الأحداث، أدخلت الحكومة الصينية حوالى مليون فرد، من الإيجور وأقليات عرقية محلية أخرى، إلى معسكرات اعتقال جماعي، لاتهامهم بارتكاب جرائم بسيطة، مثل إطلاق اللحية أو تنزيل تطبيقات معيّنة على هواتفهم، وفق "بلومبرغ".
وتُدرج الولايات المتحدة هذه المعسكرات في إطار حملة "إبادة جماعية" تستهدف الإيجور، ومرّرت الشهر الماضي، قانوناً مناهضاً للعمل القسري اللاحق بالإيجور، يحظر الواردات من شينجيانج إن لم تثبت الشركات أنها لم تُصنع خلال عمل قسري.
في المقابل، تشدد بكين على أنها تحارب الإرهاب، وتصف تلك المعسكرات بأنها مراكز تدريب مهني، تعلّم مهارات وظيفية قيّمة.
وفي عام 2020، قال شي جين بينج إن "الحقائق تثبت أن سياسات الحزب (الشيوعي) بشأن شينجيانج في العصر الجديد، صحيحة تماماً ويجب الالتزام بها على المدى البعيد".
اقرأ أيضاً: