من الأمن إلى الطاقة.. "صفحة جديدة" في العلاقات السعودية الأميركية

time reading iconدقائق القراءة - 9
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي جو بايدن يرأسان اجتماعاً موسعاً بقصر السلام في جدة، 15 يوليو 2022 - وكالة الأنباء السعودية (واس)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي جو بايدن يرأسان اجتماعاً موسعاً بقصر السلام في جدة، 15 يوليو 2022 - وكالة الأنباء السعودية (واس)
دبي-الشرق

فتحت زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة العربية السعودية صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يعيد ضبطها وفقاً لإيقاع التطورات المتسارعة في المنطقة والعالم، ويعكس حرص واشنطن والرياض على الارتقاء بها إلى آفاق جديدة.

وأكد بايدن في كلمة ألقاها في ختام محادثات مع الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحضور مسؤولين من البلدين، تعزيز التعاون مع الرياض في عدد كبير من المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، والتوصل إلى ترتيبات بشأن قضايا مختلفة، مشدداً على أن بلاده "لن تترك فراغاً لتملأه الصين وروسيا في الشرق الأوسط". 

ونشر البيت الأبيض في بيان تفاصيل كلمة بايدن، والقضايا التي ناقشها مع القيادة السعودية، مستعرضاً  الملفات التي تناولتها المحادثات، والتي شملت ترحيباً بقرار المملكة فتح مجالها الجوي أمام الناقلات المدنية. وجدد التزام واشنطن بأمن المملكة، مشيداً بدورها الريادي في اليمن وفي تعزيز العلاقات مع العراق.

وأشار البيان إلى "تعهد السعودية بدعم تحقيق التوازن في سوق النفط العالمية، من أجل تحقيق النمو الاقتصادي المستدام، لافتاً إلى ترحيب بايدن بتوقيع مذكرة تعاون جديدة بين واشنطن والرياض، لربط شركات التكنولوجيا الأميركية والسعودية للعمل على تطوير تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات. كما كشف البيان الأميركي عن توقيع اتفاقيتين ثنائيتين بشأن الأمن السيبراني، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم جديدة بين وزارتي الصحة في البلدين لمواجهة القضايا الصحية المشتركة. 

جزيرة تيران

وأفاد بيان البيت الأبيض، بأن زيارة بايدن "شملت الإعلان عن مغادرة القوات متعددة الجنسيات لحفظ السلام - بما في ذلك الجنود الأميركيون - لجزيرة تيران بحلول نهاية العام الجاري".

وشاركت الولايات المتحدة بعد فترة قصيرة من توقيع اتفاقيات كامب ديفيد عام 1978، في حفظ السلام بجزيرة تيران كجزء من القوة متعددة الجنسيات والمراقبين، بموجب معاهدة السلام المُوقعة بين إسرائيل ومصر. 

وكشف أنه "تم التوصل إلى ترتيبات لانسحاب القوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام، وتطوير هذه المنطقة من أجل السياحة والتنمية والمساعي السلمية"، لافتاً إلى أن "المملكة العربية السعودية وافقت على مواصلة جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة".

وأشار البيان إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن "رحب  بهذه الترتيبات الذي تم التفاوض عليها على مدى شهور عدة، والتي تراعي مصالح جميع الأطراف مراعاة كاملة".

المجال الجوي السعودي

وتحدث البيان عن "ترحيب الرئيس الأميركي جو بايدن بقرار السعودية فتح أجوائها لجميع الطائرات المدنية، بما في ذلك شركات الطيران التي تسير رحلات من وإلى إسرائيل، وفقاً لمبادئ اتفاقية شيكاجو للطيران المدني الدولي لعام 1944، منوهاً بهذه الخطوة التاريخية باعتبارها خطوة مهمة نحو بناء منطقة شرق أوسط أكثر تكاملاً واستقراراً".

وقال البيان: "حتى الآن، لا يمكن للطائرات المدنية التي تحلق من وإلى إسرائيل من الطيران فوق السعودية، ما يترتب عليه زيادة في عدد ساعات الطيران، ونفقات كبيرة، وآثار على المناخ".

ولفت البيان إلى أن بايدن "رحب بالخطوات ذات الصلة التي تجري مناقشتها لتسيير رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى جدة في موسم الحج العام المقبل بواسطة شركات الطيران المعتمدة".

اليمن والالتزام بأمن المملكة

وفي ما يتعلق بالملف اليمني، قال البيان الأميركي إن "السعودية جددت التزامها بتمديد ودعم الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن، والمشاركة في عملية دبلوماسية للتوصل إلى تسوية أوسع نطاقاً للصراع".

وأفاد البيان بأن بايدن "رحب  بالتزام السعودية القوي بالهدنة ودورها القيادي - بالتعاون مع الحكومة اليمنية - في المساعدة على استئناف الرحلات الجوية التجارية المباشرة من صنعاء إلى عمان والقاهرة لأول مرة منذ 7 سنوات".

وأضاف: "كما رحب بايدن بدعم المملكة لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، ما سيسهم في تحسين الخدمات الأساسية والاستقرار الاقتصادي وتخفيف معاناة اليمنيين. ويشمل هذا الدعم تعهداً بتقديم أكثر من مليار دولار لمشاريع التنمية ودعم الوقود، بالإضافة إلى وضع وديعة سعودية إماراتية مشتركة بقيمة 2 مليار دولار في البنك المركزي اليمني".

ولفت إلى أن الرئيس الأميركي "شدد على التزام الولايات المتحدة بمساعدة السعودية على حماية أرضها وشعبها والدفاع عنهما ضد جميع الهجمات الخارجية، وخاصة تلك التي يطلقها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن".

العراق والمنظومة الخليجية

وأشار البيان إلى أن بايدن "رحب خلال المحادثات بالدور الريادي الذي تلعبه السعودية في تعزيز العلاقات مع العراق".

وتابع: "أشاد بايدن بالاتفاقيات التاريخية التي ستُوقع على هامش قمة جدة للأمن والتنمية المُقررة في 16 يوليو 2022، لربط شبكات الكهرباء في السعودية ودول مجلس التعاون بشبكة الكهرباء العراقية، لتزويد العراق وشعبه بمصادر كهرباء جديدة ومتنوعة".

أمن الطاقة والطاقة النظيفة

وتعهدت السعودية بحسب البيان بـ"دعم تحقيق التوازن في سوق النفط العالمية من أجل النمو الاقتصادي المستدام".

ولفت البيان إلى أن الجانب الأميركي "رحب بزيادة مستويات الإنتاج بنسبة 50% أكثر مما كان مخططاً له في شهري يوليو وأغسطس". واعتبر أن "من شأن هذه الخطوة وغيرها من الخطوات المتوقعة خلال الأسابيع المقبلة، أن تساعد في استقرار الأسواق إلى حد كبير".

كما تحدث البيان عن ترحيب بايدن "بتوقيع إطار شراكة ثنائية لتعزيز الطاقة النظيفة مع الاستثمارات السعودية الجديدة الرامية إلى تسريع التحول في مجال الطاقة ومكافحة آثار تغير المناخ، علماً بأن الإطار يركز بشكل خاص على الطاقة الشمسية، والهيدروجين الأخضر، والطاقة النووية، وغيرها من مبادرات الطاقة النظيفة".

وأشار إلى أنه "من خلال البناء على التعاون القائم بين خبراء الطاقة في البلدين، يسعى الجانبان إلى تعزيز جهودهما للتصدي لتغير المناخ وتعزيز زيادة نشر موارد الطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم".

كما أكد البيان أن "الشراكة ستدعم التعاون بين القطاعين العام والخاص في تعزيز نشر حلول الطاقة النظيفة وتسريع البحوث والتطوير، وعرض التقنيات المبتكرة اللازمة للتخلص من الكربون في الاقتصاد العالمي وتحقيق صافي انبعاثات صفرية".

شبكات الجيلين الخامس والسادس

ورحَّب الرئيس الأميركي بحسب البيان بتوقيع مذكرة تعاون جديدة بين الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات الأميركية ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية.

وأشار البيان إلى أن هذه المذكرة "ستربط شركات التكنولوجيا الأميركية والسعودية في تطوير ونشر تكنولوجيا الجيل الخامس باستخدام شبكات لاسلكية مفتوحة، وافتراضية، وسحابية، وتطوير تكنولوجيا الجيل السادس من خلال تقنيات مماثلة".

وأضاف البيان أن "الشراكات المبنية على مذكرة تفاهم، ستدعم نشر تكنولوجيا الجيل الخامس في السعودية والدول النامية والدول ذات الدخل المتوسط في ما بعد".

ولفت إلى "تعهد السعودية بضخ استثمارات كبيرة في هذا المشروع تحت مظلة (الشراكة من أجل البنية التحتية والاستثمار العالمي)"، والتي أعلن عنها بايدن في قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى خلال يونيو الماضي".

الأمن السيبراني

وفي مجال الفضاء الإلكتروني، أفاد البيان بأن الرئيس الأميركي "رحب بتوقيع اتفاقيتين ثنائيتين بشأن الأمن السيبراني مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني السعودية، إحداهما مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، والأخرى مع الوكالة الأميركية للأمن الإلكتروني والبنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي".

وأشار إلى أنه "من خلال مذكرات التعاون هذه، ستوسع الولايات المتحدة والسعودية علاقاتهما الثنائية في هذه المسألة الحاسمة، وتبادل المعلومات حول التهديدات للأمن السيبراني، وأنشطة الجهات الخبيثة، لتعزيز الدفاع المشترك بين الدولتين، والتعاون في أفضل الممارسات، والتقنيات، والأدوات، والأساليب المتبعة في التدريب والتعليم في مجال الأمن السيبراني".

استكشاف الفضاء

وكشف بيان البيت الأبيض عن "توسع التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية في مجالات استكشاف الفضاء، بما في ذلك رحلات الفضاء البشرية، ومراقبة الأرض، والتطوير التجاري والتنظيمي، والسلوك المسؤول في الفضاء الخارجي".

ولفت إلى أن الرئيس بايدن "رحب" بتوقيع السعودية على اتفاقيات "أرتميس"، وتأكيد التزامها بالاستكشاف والاستخدام المسؤول، والسلمي، والمستدام للفضاء الخارجي.

الصحة العامة

كما تحدث البيان عن "ترحيب الرئيس بايدن بتوقيع مذكرة تفاهم جديدة بين وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية ووزارة الصحة السعودية، لمواصلة تعزيز علاقتهما والعمل معاً لحل القضايا الصحية المشتركة".

وأفاد البيان الأميركي بأن "مجالات التعاون القادمة تتضمَّن أنظمة المعلومات الصحية، وبناء القدرات في تقديم الخدمات الصحية، ومراقبة الأمراض، والأمراض المعدية الناشئة، ومعالجة شواغل المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة المتعلقة بالصحة، والسياسات العامة الموجهة للوقاية من الأمراض وتعزيز الصحة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات