
تكثف الولايات المتحدة خلال الساعات المقبلة جهودها لدى الاتحاد الأوروبي من أجل سرعة فرض سقف لأسعار النفط الروسي، فيما هددت موسكو بعدم إرسال نفط إلى الدول التي ستتبنى المقترح الأميركي.
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الجمعة، أن والي أديمو، نائب الوزير، سيسافر إلى العاصمة الفرنسية باريس، الأحد، لإجراء مشاورات تستغرق يومين، ليسافر بعدها إلى العاصمة البلجيكية بروكسل، في جولة تستغرق يومين أيضاً، تستهدف بحث عدة ملفات، على رأسها فرض سقف لأسعار النفط الروسي.
وجاء في بيان للوزارة أن أديمو سيلتقي في باريس وبروكسل مع نظراءه من فرنسا والمفوضية الأوروبية لبحث تعزيز العقوبات التاريخية المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، ومناقشة ملف المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا، والتنسيق بشأن الاستجابة العالمية للآثار غير المباشرة لما وصفه البيان بـ"حرب بوتين على أسعار الطاقة العالمية"، بما في ذلك بحث فرض سقف لأسعار النفط الروسي، بهدف تقييد عائدات روسيا وتخفيف التداعيات على أسعار الطاقة العالمية.
وذكر بيان وزارة الخزانة الأميركية أن والي أديمو سيلتقي في باريس أيضاً مع المديرين التنفيذيين للخدمات المالية، بالإضافة إلى مجموعة من العلماء والاقتصاديين.
الموعد ديسمبر
وكان نائب وزير الخزانة الأميركي والي أديمو قال، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تأمل فرض سقف عالمي لأسعار النفط الروسي بحلول ديسمبر.
وأضاف أديمو خلال "منتدى آسبن الأمني" في كولورادو: "نتابع العمل بناء على ما فعله الأوروبيون.. لقد طرحوا فكرة النظر في وضع حد أقصى للسعر، لكنهم قالوا أيضاً إنهم يخططون بحلول ديسمبر لفرض حظر على التأمين".
وتابع قائلاً: "هدفنا هو التأكد من أنه مع سريان حظر التأمين، سنكون في وضع يتضمن حداً أقصى للسعر يمكن ضمه إليه، وأن يكون دولياً يساعد في خفض أسعار الطاقة العالمية ويسمح أيضاً للطاقة الروسية بالتدفق إلى السوق".
ويخطط الاتحاد الأوروبي لحظر الواردات المنقولة بحراً من الخام الروسي والوقود المكرر بحلول عام 2023. وتخص آلية إنفاذ هذا الحظر شركات التأمين التي تعوض السفن التي تحمل النفط.
ومع وجود عدد قليل من الكيانات التي تقدم التأمين المتخصص وإعادة التأمين للسفن، فإن الهدف هو تقييد تدفق النفط إلى السوق، وهو ما يخشى بعض المسؤولين من أنه قد يتسبب في ارتفاع كبير بالأسعار.
وناقشت الولايات المتحدة وحلفاؤها، الأسبوع الماضي خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة الـ20، وضع سقف لسعر النفط الروسي يتراوح بين 40 و60 دولاراً للبرميل، ما يعني تقليص السعر إلى النصف.
وعقدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين اجتماعات وصفتها بـ"المثمرة" بشأن تحديد سقف مقترح لأسعار النفط الروسي مع مجموعة من الدول، على هامش اجتماع لوزراء مالية مجموعة الـ20.
تهديد روسي
من جانبها، قالت محافظ البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا، الجمعة، إن روسيا لن تورد النفط للدول التي قررت فرض سقف لأسعار الشحنات الروسية.
وأضافت نابيولينا، في إفادة صحافية، أن اقتراح فرض سقف لأسعار النفط الروسي، والذي يهدف إلى تقويض عوائد الطاقة الروسية في محاولة لتقليص خيارات موسكو في ما يتعلق بتمويل حملتها العسكرية في أوكرانيا، سيؤثر أيضاً على أسعار النفط العالمية.
وقالت نابيولينا: "على حد علمي، لن نورد النفط لتلك الدول التي ستفرض مثل هذا السقف، وسيتم إعادة توجيه نفطنا ومنتجاتنا النفطية إلى البلدان المستعدة للتعاون معنا".
وجاءت تصريحات نابيولينا بعد تحذير مشابه من نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الأربعاء، من أن روسيا لن تورد النفط إلى السوق العالمي إذا فُرض سقف للأسعار.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن نوفاك قوله للتلفزيون الروسي: "إذا كانت هذه الأسعار التي يتحدثون عنها أقل من تكلفة إنتاج النفط، عندئذ فإن روسيا بالطبع لن تضمن توريد هذا النفط إلى الأسواق العالمية. هذا يعني أننا ببساطة لن نعمل بخسارة".
اقرأ أيضاً: