تحوَّل السباق لخلافة بوريس جونسون على رئاسة وزراء بريطانيا إلى مواجهة حادة، بعدما شنَّ وزير المالية السابق ريشي سوناك انتقادات متكررة ضد سياسات غريمته وزيرة الخارجية ليز تروس، في أول مناظرة تلفزيونية تجمعهما وجهاً لوجه.
وشملت المناظرة الحديث على الضرائب والصين وصولاً إلى شخصيتهما، في محاولة من ريشي لازاحة تراس عن مركز الصدارة في الاستطلاعات.
وجاءت هذه المناظرة على شبكة "بي بي سي"، بعد نهاية أسبوع شهدت هجمات شخصية مكثفة، في ظل انتقادات لسوناك بسبب ثروته، واتهامات لتروس بأنها أمِّية فيما يتعلق بالاقتصاد، وأنها كانت في السابق من مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي.
التخفيضات الضريبية
ووفقاً لما نقلته صحيفة "جارديان" البريطانية، تبادل المتنافسان على زعامة حزب المحافظين الضربات بشأن التخفضيات الضريبية، والصين، والتضخم.
واتهم وزير المالية السابق سوناك وزيرة الخارجية تروس، بأنها تسعى إلى تحقيق مكاسب قصيرة الأجل من خلال تخفيض التأمين الوطني. في المقابل، اتهمت تروس زميلها السابق في مجلس الوزراء برفع الضرائب إلى أعلى المستويات منذ 70 عاماً.
وجدَّد سوناك وصفه للسياسيات الاقتصادية لمنافسته بأنَّها "لا تنتمي لنهج المحافظين"، مخاطباً تروس بالقول: "لقد تعهدت بنحو 40 مليار جنيه من التخفيضات الضريبية غير الممولة، أي 40 مليار جنيه أخرى من الاقتراض".
وردَّت تروس: "ريشي، هذا ليس صحيحاً. بموجب خططي، سنبدأ في سداد الديون في غضون ثلاث سنوات. كان كوفيد حدثاً واحداً في كل 100 عام. لا يوجد بلد آخر يفرض الضرائب في هذه اللحظة"، مشيرة إلى أنَّ منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وصفت السياسات المالية لريشي سوناك بأنها "تشجع على الانكماش الاقتصادي".
الموقف من الصين
وحضر الموقف من الصين بقوة في المناظرة، مع تبادل الطرفان الاتهامات بالتساهل مع بكين وسياساتها.
وردَّت تروس على دعوات سوناك لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه الصين، مشيرة إلى أنَّ وزارة المالية في الشهر الماضي فقط كانت تدعو إلى توثيق العلاقات الثنائية والاقتصادية مع بكين.
واتهم سوناك غريمته بإصدار تصريحات عن "حقبة ذهبية" بين الصين والمملكة المتحدة، لترد الأخيرة على الاتهام بالقول: "أعتقد أن ذلك كان قبل عقد من الزمان".
الموقف من جونسون
ووسط تقارير تفيد بأن بوريس جونسون لم يستبعد حتى الآن العودة إلى السياسة، على الرغم من تعهده بالتنحي الشهر المقبل، استبعد كلا المرشحين أي دور لرئيس الوزراء الحالي في أي حكومة قد يقودانها.
وقالت تروس: "أنا متأكدة من أنه سيكون له دور. أنا متأكدة من أنه سيجاهر بأرائه، لكنه لن يكون جزءاً من الحكومة".
وبررت تروس بقاءها في حكومة جونسون رغم الاستقالات المتتالية لزملائها بأنه "سيكون تقصيراً في أداء الواجب" لو غادرت منصبها.
أمَّا سوناك الذي عجَّلت استقالته من الحكومة الإطاحة بجونسون، فقد أشاد برئيس الوزراء الحالي، ووصفه بأنه "رائع"، لكنه قال إنه وصل إلى مرحلة شعر فيها بأنَّ "كفى يعني كفى".
وأضاف: "اعتقدت أن كل الأمور التي كانت تحدث على المستوى السلوكي لم تكن صحيحة... ومن الواضح أنَّ لدينا وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي".
مسائل شخصية
وحضرت المسائل الشخصية خلال المناظرة، مع رفض تروس النأي بنفسها عن تعليقات جدلية لمؤيدتها وزيرة الثقافة نادين دوريس، والتي قارنت فيها بدلة سوناك من شارع "سافيل رو" في لندن المعروف بالملابس الرجالية الفاخرة، وأحذيته من "برادا"، بأقراط تروس التي لا تتجاوز قيمتها 4.50 جنيهات.
وقالت تروس عندما سئلت عن تعليقات دوريس: "لن أعطي ريشي مشورة في الأزياء. أعني، أنه رجل أنيق للغاية. لن أقدم له نصيحة فيما يتعلق بالموضة".
وعلى الرغم من تصدر سوناك للتصويت بين نواب المحافظين، إلا أن تراس تتقدَّم استطلاعات الرأي في عملية الحصول على أصوات 200 ألف عضو في حزب المحافظين، وذلك بعدما باتت هي وسوناك المرشّحين النهائيين، عقب سلسلة من عمليات تصويت لنواب حزب المحافظين. وسيُعلن عن الفائز في الخامس من سبتمبر.