
اتفق قادة فصائل ليبية مسلحة، خلال اجتماع في العاصمة طرابلس، على خفض التصعيد والتوتر وسحب قواتهم والعودة إلى معسكراتهم، تفادياً لتجدد أي اشتباكات.
وكانت طرابلس شهدت اشتباكات مسلحة يومي الخميس والجمعة الماضيين أودت بحياة 16 شخصاً، من بينهم العديد من المدنيين. كما دارت اشتباكات في مصراتة بوسط ليبيا السبت بين فصائل متناحرة.
وناقش الاجتماع الذي عُقد في وقت متأخر الثلاثاء، بين قادة الفصائل الاشتباكات وأسبابها، واتفقوا على عقد اجتماع جديد الأسبوع المقبل لوضع ترتيبات مشتركة بينهم لسحب قواتهم بشكلٍ نهائي من غرب المدينة.
اشتباكات طرابلس
وبدأت الاشتباكات على خلفية قيام قوة تابعة لـ"جهاز الحرس الرئاسي" باعتقال قيادي في "جهاز الردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب"، وذلك رداً على اعتقال الأخير أحد عناصر الحرس الرئاسي، ما دفع الجهازين إلى إرسال تحشيدات عسكرية متبادلة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وفقاً لوكالة الأنباء الليبية.
وأفاد الناطق باسم الحكومة المقالة من البرلمان محمد حمودة بأن "جهاز الردع أعلن التزامه بوقف الاشتباك"، وذلك بعد "جهود متواصلة من رئيس المجلس الرئاسي ورئيس مجلس الوزراء عبد الحميد الدبيبة".
وعلى إثر الاشتباكات، قرر رئيس حكومة "الوحدة" الليبية المقالة من البرلمان عبد الحميد الدبيبة، إيقاف وزير الداخلية خالد مازن عن العمل، وتكليف وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي، بتسيير مهام وزارة الداخلية، حتى إشعار آخر.
وشهد غرب طرابلس تجدداً للاشتباكات الأحد، بين مسلحين بمنطقة السراج غرب طرابلس.
ونقل موقع "بوابة الوسط" الإخباري الليبي عن سكان بمنطقة السراج، الواقعة على بعد 12 كيلومتراً غرب طرابلس، أن المنطقة شهدت تراشقاً بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مسلحين على مستوى مدرسة الغيران الجنوبي، وما يُعرف بشارع البغدادي بالمنطقة.
وقالت مصادر "بوابة الوسط" إن الاشتباكات المتقطعة تدور بين عناصر من كتيبة "فرسان جنزور" وأفراد من قوات المنطقة الغربية، التي يقودها اللواء أسامة جويلي المدير السابق للاستخبارات العسكرية، والذي أقاله عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة المقالة من البرلمان، قبل عدة أيام.
مناقشة وضع الحكومة الليبية
قادة الفصائل اتفقوا، على مناقشة وضع الحكومة الحالية (حكومة عبد الحميد الدبيبة المقال من البرلمان في طرابلس، وحكومة فتحى باشاغا المكلف من البرلمان في سرت) في الاجتماع المقبل، حيث لا يزال الخلاف قائماً بينهم بشأن استمرار الدبيبة في منصبه، أو دخول باشاغا إلى طرابلس.
ومن بين قادة الفصائل الذين حضروا الاجتماع، أسامة جويلي، آمر الاستخبارات العسكرية المقال من الدبيبة، والذي يمثل أحد الداعمين لحكومة باشاغا.
كما حضر قادة عسكريين من مصراتة والزاوية وطرابلس وأبرزهم، محمد الحلبوص آمر كتيبة الحلبوص بمصراته، وبشير البقرة وهو أحد أكبر القادة المسلحين في طرابلس وعبد الغني الككلي آمر فصيل الدعم والاستقرار الداعم لعبد الحميد الدبيبة، وأيوب بوراس أحد قادة فصيل الحرس الرئاسي التابع لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، وآمر لواء المحجوب بمصراتة الداعم لفتحي باشاغا.
وضمت قائمة الفصائل التي انسحبت بشكل مؤقت من غرب طرابلس، قوة الدعم والاستقرار التابعة لعبد الغني الككلي، المؤيدة للدبيبة، وقوات أسامة جويلي الداعم لفتحي باشاغا.
باشاغا يحمل الدبيبة المسؤولية
رئيس الحكومة الليبية المكلف من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا حمل الأحد، الحكومة المنتهية ولايتها مسؤولية العنف.
وذكر باشاغا عبر حسابه على "تويتر" أنه أجرى محادثة مع سفير الولايات المتحدة ومبعوثها الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، أكد خلالها حرصه "على أمن وسلامة المدنيين"، وعلى "إجراء انتخابات حرة ونزيهة نتخلص من خلالها من عُصبة الفساد الجاثمة على الدولة الليبية والمعرقلة لنهضتها".
وفيما لم يشر باشاغا لأي طرف، إلا أنه دأب على توجيه اتهامات بالفساد لحكومة الدبيبة، التي سحب منها مجلس النواب الثقة في فبراير الماضي، وكلّف باشاغا بتشكيل حكومة أخرى.