البنتاجون يضع خططاً لحماية بيلوسي في تايوان

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تتحدث مع قادة في الجيش الأميركي - 11 نوفمبر 2009 - REUTERS
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تتحدث مع قادة في الجيش الأميركي - 11 نوفمبر 2009 - REUTERS
دبي -الشرق

قال مسؤولون أميركيون إن وزارة الدفاع "البنتاجون" تقوم بإعداد خطط أمنية، تحسباً لأي حالة طوارئ قد تصاحب الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان.

وتعتبر بكين أن تايوان جزءاً من أراضيها، وتقول إنها عازمة على "استعادة السيطرة ولو بالقوّة" على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والبالغ عدد سكانها حوالى 23 مليون نسمة.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن المسؤولين الذين لم تكشف هويتهم، أنهم لا يخشون كثيراً من أن تُهاجم الصين طائرة بيلوسي، لكنهم أشاروا إلى أنها ستدخل واحدة من أكثر النقاط سخونة في العالم، حيث يمكن أن يتسبب حادث مؤسف أو خطأ أو سوء فهم في تعريض سلامتها للخطر، لذلك فإن وزارة الدفاع تضع خططاً لأي حالة طوارئ.

وأشاروا إلى أنه إذا ذهبت بيلوسي إلى تايوان، وهي زيارة لا تزال غير مؤكدة، فإن الجيش الأميركي سيزيد من حركة قواته في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لافتين إلى أن الطائرات المقاتلة والسفن وغيرها من الأنظمة العسكرية، ستستخدم على الأرجح لتوفير حلقات حماية متداخلة لرحلة رئيسة مجلسة النواب إلى تايوان، وفي أي وقت على الأرض هناك.

وتتطلب أي رحلة خارجية يقوم بها مسؤول أميركي كبير مزيداً من التدابير الأمنية، لكن مسؤولين قالوا هذا الأسبوع إن زيارة بيلوسي إلى تايوان، التي ستكون لأعلى مسؤول منتخب في الولايات المتحدة يزور تايوان منذ عام 1997، ستتجاوز احتياطات السلامة المعتادة للرحلات إلى وجهات أقل خطورة.

ورداً على سؤال حول الخطوات العسكرية المخطط لها لحماية بيلوسي، في حالة حدوث الزيارة، قال الجنرال الأميركي مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة، إن مناقشة أي خطط سفر محددة هي أمر سابق لأوانه، مضيفاً خلال تصريحات الأربعاء: "إذا كان هناك قرار اتخذ بأن رئيسة مجلس النواب بيلوسي أو أي شخص آخر سيسافر وطلبوا الدعم العسكري، فسنفعل ما هو ضروري لضمان إجراء آمن لزيارتهم. وسأكتفي عند هذا الحد".

أرفع مسؤول

إذا ما تمت زيارة بيلوسي إلى تايوان، ستكون أرفع مسؤول منتخب أميركي يزور الحليف المقرب للولايات المتحدة، منذ أن سافر إلى هناك قبل 25 عاماً سلفها في منصب رئيس مجلس النواب، نيوت جينجريتش، وهو جمهوري عن ولاية جورجيا.

ويجري النظر في هذه الرحلة في وقت تتهم الولايات المتحدة ودول غربية الصين بتصعيد  تحركاتها في منطقة بحر الصين الجنوبي. 

وبحسب "أسوشيتد برس"، أشار المسؤولون الأميركيون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إلى الحاجة لإنشاء مناطق عازلة حول بيلوسي وطائرتها في حال قامت بالزيارة.

ولدى الولايات المتحدة بالفعل قوات كبيرة منتشرة في جميع أنحاء المنطقة، لذلك يمكن التعامل مع أي زيارة أمنية إلى حد كبير من خلال القوات الموجودة بالفعل.

كما سيتعين على الجيش الأميركي أيضاً، وفقاً للوكالة، أن يكون مستعداً لأي حادث، إما في الجو أو على الأرض. وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة ستحتاج إلى امتلاك قدرات إنقاذ قريبة، واقترحوا أن يشمل ذلك طائرات مروحية على متن سفن موجودة بالفعل في المنطقة.

ولم تؤكد بيلوسي علناً أي خطط جديدة للقيام برحلة إلى تايوان. وكانت ستذهب في أبريل، لكنها أجلت الرحلة بعد أن أصيبت بكورونا.

ورفض البيت الأبيض، الاثنين، النظر مباشرة في هذه المسألة، مشيراً إلى أنها لم تؤكد الرحلة، لكن الرئيس جو بايدن أثار الأسبوع الماضي مخاوف بشأن ذلك، وقال للصحافيين إن الجيش يعتقد أن رحلتها "ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي".

لكن رحلة بيلوسي، كما ذكرت "أسوشيتد برس"، قد تلوح في الأفق بسبب مكالمة مقررة الخميس بين بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج، وهي أول محادثة بينهما منذ 4 أشهر.

وقال مسؤولون أميركيون إن الإدارة تشك في أن الصين ستتخذ إجراءً مباشراً ضد بيلوسي نفسها، أو تحاول تخريب الزيارة، لكنهم لا يستبعدون احتمال أن تصعد الصين تحليقاتها الاستفزازية للطائرات العسكرية في المجال الجوي التايواني أو بالقرب منه، والدوريات البحرية في مضيق تايوان إذا تمت الرحلة.

سيناريوهات التهديد

انقسمت آراء المحللين الأمنيين حول مدى احتمالية حدوث أي تهديد خلال الرحلة، والحاجة إلى أي حماية عسكرية إضافية.

وقال مارك كوزاد، القائم بأعمال المدير المساعد للمركز الدولي لسياسة الأمن والدفاع في مؤسسة "راند"، إن "الخطر الأكبر خلال رحلة بيلوسي هو إمكانية أن ينحرف بعض استعراض القوة الصيني عن مساره، أو وقوع نوع من الحوادث التي تأتي من استعراض للعمل الاستفزازي".

وتابع: "لذلك يمكن أن يكون ذلك في شكل تصادم جوي. ويمكن أن يكون نوعاً من اختبار الصواريخ، ومرة أخرى، عندما تقوم بهذه الأنواع من الأشياء، كما تعلمون، هناك دائماً احتمال أن يحدث خطأ ما".

من جانبه، اعتبر باري بافيل، مدير مركز "سكوكروفت" للاستراتيجية والأمن في المجلس الأطلسي، أن "البيت الأبيض لا يريد أن تسافر رئيسة مجلس النواب".

وأضاف: "من الممكن جداً أن ترسل محاولاتنا للردع في الواقع إشارة مختلفة كثيراً عن تلك التي نعتزم إرسالها، وهكذا ندخل في نوع من دوامة تصعيدية، حيث ينظر إلى محاولاتنا للردع في الواقع على أنها استفزازية بشكل متزايد".

ورفضت وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، التعليق على المكالمة الهاتفية المحتملة بين بايدن وشي، لكن المتحدث باسم الوزارة تشاو ليجيان كرر تحذيرات الصين بشأن زيارة بيلوسي.

وقال تشاو للصحافيين في إفادة يومية: "إذا أصرّت الولايات المتحدة على السير في طريقها الخاص وتحدي الصين، فمن المؤكد أنها ستقابل بردود قوية. تتحمل الولايات المتحدة جميع العواقب المترتبة على ذلك".

إقرأ أيضاً:

تصنيفات