
أطلقت طائرة مسيّرة صاروخين يرجح أنهما من طراز "هيلفاير" (نار الجحيم)، تمكنا من قتل زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وفقاً لـ"رويترز".
ومن المستغرب أن الصاروخين لم يتسببا في إلحاق أي أضرار تذكر خارج نطاق الهدف المقصود، مما يشير إلى أنهما قد يكونا من نسخة معدلة محاطة بالسرية تستخدمها الولايات المتحدة، لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
وقال مسؤولون إن الصاروخين قتلا الظواهري لدى وقوفه في شرفة في منزله بوسط العاصمة الأفغانية كابول. كما ذكر مسؤول بارز في الإدارة الأميركية، أن صاروخين أطلقا من طائرة مُسيرة.
وصواريخ "هيلفاير" التي تصنعها على الأغلب شركة "لوكهيد مارتن" هي ذخائر دقيقة التوجيه مخصصة للضربات جو - أرض، وعادة ما تتسبب في أضرار كبيرة وتدمير بنايات بأكملها وإلحاق إصابات جسيمة.
إصابة من دون اضرار
وقالت مصادر مطلعة على مجال الأسلحة، إن صوراً نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت مؤشرات على نسخة معدلة من صواريخ "هيلفاير" بـ6 أنصال، لإلحاق الضرر بالأهداف ويطلق على تلك النسخة "آر.9 إكس". وتلك النسخة تستهدف إلى حد كبير الأفراد في سوريا.
وأظهرت الصور نوافذ محطمة في الطابق الثاني، بينما ظل هيكل المنزل من دون أضرار، رغم الضربة.
ويعتقد مسؤولون إن النسخة "آر.9 إكس" من "هيلفاير" لا تتسبب على الأرجح في سقوط ضحايا من المدنيين، بخلاف الهدف، لأن الصاروخ يخترق الأهداف بالأنصال الحادة عوضاً عن الانفجار.
وتعتبر الطائرة المسيرة "إم.كيو-9" التي تصنعها "جنرال أتوميكس"، الوحيدة المعروف عنها القدرة على حمل صواريخ "هيلفاير".
وأحالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" استفساراً عن صواريخ "آر.9 إكس" للقيادة الأميركية للعمليات الخاصة التي هي المشتري الرئيسي للصواريخ.
استهداف الظواهري
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن، إن الظواهري كان مختبئاً منذ سنوات، وأن عملية تحديد مكانه وقتله كانت نتيجة عمل "دقيق ودؤوب" لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات.
وحتى إعلان الولايات المتحدة قتله، ترددت شائعات مختلفة بشأن تواجد الظواهري في المنطقة القبلية بباكستان أو داخل أفغانستان.
لكن المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قال لـ"رويترز"، إن الحكومة الأميركية كانت على علم بشبكة قدرت أنها تدعم الظواهري، وعلى مدار العام الماضي، بعد انسحاب واشنطن من أفغانستان، كان المسؤولون يراقبون المؤشرات على وجود تنظيم "القاعدة" في البلاد.
وخلال العام الجاري، حدد المسؤولون مكان عائلة الظواهري أي زوجته وابنته وأطفالها، الذين انتقلوا إلى منزل آمن في كابول، قبل أن يتمكنوا من تحديد موقع الظواهري في المكان ذاته.
وعلى مدى أشهر، ازدادت ثقة مسؤولي الاستخبارات في أنهم حددوا هوية الظواهري بشكل صحيح في المنزل الآمن في كابول. وفي مطلع أبريل، بدأوا بإطلاع كبار مسؤولي الإدارة على المعلومات، وبعد ذلك أطلع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، الرئيس جو بايدن.
اقرأ أيضاً: