
أعلن المنسق الأوروبي في المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران إنريكي مورا، الأربعاء، توجهه إلى العاصمة النمساوية لبحث العودة إلى الاتفاق النووي، كما سيتوجه كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إلى فيينا، الأربعاء، للمشاركة في جولة جديدة من المباحثات.
وأوضح إنريكي مورا الذي لم يشر صراحة إلى إمكانية عقد جولة جديدة من المحادثات المتوقفة منذ مارس الماضي، في تغريدة على "تويتر"، أنه سيبحث في فيينا مسودة التفاهم المقدمة في 20 يوليو الماضي.
وقال مورا: "في طريقي إلى فيينا لمناقشة العودة الكاملة للالتزام بخطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) على أساس النص المقدم في 20 يوليو".
وذكر مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس"، أن المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران ستُستأنف، الخميس، مشيراً إلى أن بلاده تعود إلى فيينا بـ"توقعات منخفضة"، ولكنه أضاف "سنبذل الجهد وبحسن نية".
روبرت مالي المبعوث الأميركي الخاص لإيران، قال إنه يستعد للسفر إلى فيينا لمناقشة مقترح وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بشأن إحياء الاتفاق النووي، مشيراً إلى أن توقعات بلاده "قيد التدقيق".
وشدد في تغريدة على "تويتر"، الأربعاء، على أن بلاده "مستعدة وبحسن نية للمحاولة من أجل التوصل إلى اتفاق"، لافتاً إلى أنه "سيتضح قريباً ما إذا كانت إيران مستعدة لذلك".
ونقلت "إيران إنترناشيونال" عن دبلوماسي أوروبي أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ستبدأ، الخميس، في فيينا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن فريق بلاده المفاوض، برئاسة علي باقري، سيغادر إلى فيينا في غضون الساعات المقبلة.
وأضاف أن جولة المحادثات الجديدة ستبحث "الأفكار التي قدمتها الأطراف، بما في ذلك الأفكار التي قدمتها طهران والتي تم عرضها على الجانب الآخر هذا الأسبوع".
وأشار كنعاني إلى أن بلاده تعتزم "التوصل لاتفاق راسخ يضمن حقوق ومصالح الشعب الإيراني"، معرباً عن أمله في أن "تحسم الأطراف الأخرى الموقف من خلال اتخاذ القرارات اللازمة والتركيز الجاد على حل القضايا المتبقية وإجراء الحوارات من أجل التقدم الفعال"، حسبما نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية.
استئناف المحادثات
من جهته، قال مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف في تغريدة إن المحادثات بشأن العودة إلى الاتفاق النووي يمكن استئنافها "قريباً"، مشيراً إلى أن بلاده مستعدة لـ"إجراء محادثات بناءة من أجل الانتهاء من الاتفاق".
وفي يونيو الماضي، كشف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه طرح على طهران وواشنطن مسودة تفاهم، وحضّهما على قبولها لتفادي "أزمة خطيرة".
وكتب في مقال نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" أن الطرح الذي عرضه "ليس اتفاقاً مثالياً"، ولكنه "يمثل أفضل اتفاق أعتبره ممكناً بصفتي وسيطاً في المفاوضات"، مشيراً إلى أنه "يتناول كل العناصر الأساسية ويتضمن تسويات استحصلت عليها جميع الأطراف بصعوبة".
مقترحات إيرانية
وأكد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري في تغريدة، ليل الأحد، أن طهران ردت على هذا المقترح من خلال "أفكار بالشكل والمضمون لتمهيد الطريق من أجل إنجاز سريع لمباحثات فيينا".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الأحد، أن "الجانب الإيراني درس النص بعناية وعرض وجهة نظره"، ملمّحاً إلى إمكان عقد جولة جديدة من المباحثات في المستقبل القريب.
وجاء إعلان مورا بعد ساعات من إعراب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، الثلاثاء، عن أمله بأن تكون طهران مستعدة للتحلي بالشفافية بشأن برنامجها النووي الذي قال إنه "يمضي قدماً بسرعة كبيرة جداً".
ولم تتمكن إيران والولايات المتحدة حتى الآن من إحياء الاتفاق، وقال جروسي إن إيران يجب أن تسمح لمفتشي الوكالة بالعمل بحرية، "بما يتناسب مع حجم" برنامج تخصيب اليورانيوم الخاص بها للتأكد بشكل موثوق من أنه مخصص لأغراض سلمية.
وأضاف جروسي للصحافيين في الأمم المتحدة "عندما يتعلق الأمر بالأنشطة النووية، فإن الكلمات لن تكفي مهما كان صداها. ما عليك القيام به هو أن تكون شفافاً وممتثلاً وأن تعمل معنا. نحن مستعدون وآمل أن يكونوا كذلك".
سبق لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن أعلن، الاثنين، فرض عقوبات على "ستة كيانات تقوم بتسهيل المعاملات غير المشروعة المتعلقة بالنفط الإيراني" الذي يعد من "المصادر الرئيسية لإيرادات الحكومة الإيرانية".
وتوقفت محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي في مارس الماضي بعد 11 شهراً من انطلاقها في أبريل 2021 في العاصمة النمساوية.
وتعمل إيران على تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء انشطاري تبلغ 60%، وهو مستوى أعلى بكثير من الحد الأقصى البالغ 3.67% المحدد بموجب اتفاق طهران النووي لعام 2015، في حين أن إنتاج قنبلة نووية يحتاج تخصيباً بدرجة نقاء تصل إلى 90%.
اقرأ أيضاً: