قالت مصادر لمجلة "بوليتيكو"، إن "كبار المسؤولين العسكريين الصينيين "لم يردوا" على اتصالات عدة من نظرائهم الأميركيين هذا الأسبوع"، وسط تصاعد التوتر بين البلدين بسبب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.
وأضافت المجلة أنّ بكين "تجاهلت" اتصالات وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، جاء بالتزامن مع إطلاق الصين لصواريخ ونشر سفن وطائرات حربية في تدريبات عسكرية غير مسبوقة حول تايوان.
واعتبر مسؤولون وخبراء أن صمت الصين "خطوة قصيرة النظر ومتهورة تزيد من خطر التصعيد في وضع متوتر بالفعل".
ونقلت المجلة عن راندي شرايفر، الذي شغل منصب كبير مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاجون) لسياسة آسيا في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قوله: "إذا كان (الجيش الصيني) يعمل بشكل أكثر عدائية، وعلى مقربة أكبر من القوات الأميركية، فسنحتاج إلى هذه الآليات (الاتصالات مع الجانب الصيني) بقدر أكبر لتيسير ظروف عمليات مأمونة".
خطوط اتصال
ويسعى القادة العسكريون الأميركيون جاهدين للإبقاء على خطوط اتصال مفتوحة حتى مع خصوم محتملين على غرار الصين، لتجنب الحوادث وغيرها من التقديرات الخاطئة التي يمكن أن تتحول إلى صراع شامل، بحسب "بوليتيكو".
وكانت آخر مكالمة أجراها ميلي مع نظيره الصيني، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال لي زوتشينج، في 7 يوليو الماضي، بحسب البنتاجون.
وتحدث المسؤولان عبر مؤتمر فيديو آمن عن الحاجة إلى الحفاظ على خطوط اتصال مفتوحة، فضلاً عن تقليل المخاطر، وفقاً لبيان صدر عن مكتب ميلي. في غضون ذلك، التقى أوستن شخصياً نظيره الصيني الجنرال وي فنج خه في يونيو على هامش حوار شانجريلا بسنغافورة.
وقال القائم بأعمال المتحدث باسم البنتاجون تود بريسيل، لمجلة "بوليتيكو": "أكد الوزير (أوستن) مراراً على أهمية إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة بالكامل مع قادة الدفاع الصينيين لضمان تجنب أي تقديرات خاطئة، وسيظل هذا حقيقة".
وأعلنت الصين، الجمعة، أنها ستوقف بعض الحوارات الرسمية بين كبار القادة العسكريين الأميركيين، وكذلك المحادثات حول أمن الملاحة البحرية.
من جانبه، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي إنه في حين أن الإعلان "لا يلغي تماماً الفرص المتاحة لكبار أعضاء جيشنا للتحدث، فإنه يزيد من خطر وقوع حادث".
وأضاف كيربي: "خطوط الاتصالات هذه مهمة في الواقع للمساعدة على تقليل خطر سوء التقدير وسوء الفهم.. تمتلك هذا القدر الكبير من المعدات العسكرية التي تعمل في مناطق مغلقة. من الجيد، خصوصاً الآن، أن تكون خطوط الاتصال هذه مفتوحة".
وندد كيربي بقرار إغلاق قنوات الاتصال، ووصفها بأنها "غير مسؤولة"، قائلاً: "نجد أن إغلاق قنوات الاتصالات العسكرية على أي مستوى وأي نطاق وفي وقت الأزمة هو عمل غير مسؤول".
مناورات عسكرية
وتجري الصين تدريبات عسكرية حول تايوان، وصفتها "بوليتيكو"، بأنها كسرت العديد من السوابق وغيرت بشكل جذري الوضع الراهن في المنطقة.
وتريد الولايات المتحدة، التي لا تعترف رسمياً باستقلال تايوان ولكنها تبيع أسلحة للجزيرة، تجنب موقف مثل الذي وقع في مطلع أبريل 2001، عندما اصطدمت طائرة استخباراتية تابعة للبحرية الأميركية من طراز "إي بي- 3" ومقاتلة صينية من طراز "جيه-8" في الجو، ما أدى إلى نشوب نزاع دولي.
وحذّرت "بوليتيكو" من أن خطر وقوع مثل هذا الحادث مرتفع بشكل متزايد، مشيرة إلى أن الصين كثفت مؤخراً "نشاطها العدائي" في المحيط الهادئ، لا سيما في بحر الصين الشرقي والجنوبي، ما أثار قلق مسؤولين أميركيين.
مع ذلك، قال خبراء إن "إلغاء الحوار العسكري أمر خطير، لكنه ليس غير مسبوق".
وقال شرايفر: "من الناحية التاريخية، هذا بالتأكيد جزء من قواعد اللعبة. تتوقف الاتصالات على المستوى العسكري عادة عندما نواجه مشكلات مع الصين".
اقرأ أيضاً: