
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إنه إذا مضت موسكو في إجراء استفتاءات في المناطق التي تسيطر عليها قوات مرتبطة بروسيا، فلن تكون هناك أي محادثات مع أوكرانيا أو حلفائها الدوليين.
وتسيطر القوات الروسية وحلفاؤها الانفصاليون الآن على مساحات شاسعة من الأراضي في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، وكذلك في جنوب البلاد، بعد شن ما يسميه الكرملين "عملية عسكرية خاصة" على أراضي جارتها. وتحدث مسؤولون في المنطقتين عن إمكانية إجراء استفتاءات.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور إن كييف تتمسك بموقفها المتمثل في عدم التنازل عن أي أرض لصالح روسيا.
وأضاف "موقف بلادنا ما زال كما كان دائماً. لن نتخلى عن أي شيء نمتلكه".
وتابع: "إذا استمر المحتلون في المضي على طريق الاستفتاءات الزائفة، فإنهم سيغلقون أمام أنفسهم أي فرصة لإجراء محادثات مع أوكرانيا والعالم الحر، وهو ما سيحتاجه الجانب الروسي بوضوح في مرحلة ما".
كان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد قال، في نهاية يوليو الماضي، إن موسكو سوف تساعد الأوكرانيين على الإطاحة بالرئيس فولوديمير زيلينسكي ونظامه الذي وصفه بأنه "معادٍ للشعب".
وتزامنت تصريحات لافروف مع بدء استعدادات في مناطق دونيتسك وزاباروجيه وخيرسون لتنظيم استفتاءات على الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى الاتحاد الروسي في سبتمبر المقبل.
وقال نائب رئيس إدارة منطقة خيرسون، كيريل ستريموسوف، إن الاستفتاء على انضمام المنطقة لروسيا "سيجرى في موعده ولن يتدخل أحد في ذلك، رغم محاولات ترهيب القوات الأوكرانية باستهداف المنطقة".
وفي سياق متصل بالأزمة الأوكرانية، انطلقت شحنات حبوب جديدة من أوكرانيا، ما يعطي أملاً بالتخفيف من حدة الأزمة الغذائية في العالم وخفض الأسعار، مع دخول الحرب شهرها السادس.
وغادرت أربع سفن إضافية محمّلة بالحبوب ميناءين أوكرانيين الأحد، بينما تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتنفيذ ضربة جديدة ضد محطة نووية تحتلها القوات الروسية.
وكتبت وزارة البنى التحتية في كييف على "تيليجرام" أن "القافلة الثانية المحملة بالموارد الأوكرانية غادرت للتو.. ثلاث (سفن) من تشورنومورسك وواحدة من أوديسا". وأضافت أن السفن الأربع "مصطفى نجاتي" و"ستار هيلينا" و"غلوري" و"ريفا ويند"، وتحمل على متنها "حوالى 170 ألف طن من المواد الزراعية"، غادرت إلى تركيا والأسواق الإيرلندية والبريطانية فيما تنتظر 13 سفينة أخرى للإبحار.
وأُجبرت أوكرانيا، أحد أكبر مصدّري الحبوب في العالم، على وقف جميع الشحنات غداة الغزو الروسي لأراضيها، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الأغذية في العالم وزاد أسعار الواردات بالنسبة لبعض أفقر دول العالم.
والاثنين الماضي، أبحرت سفينة "رازوني" التي ترفع علم سيراليون من ميناء أوديسا الأوكراني وعلى متنها 26 ألف طن من الذرة، لتكون الأولى التي تغادر بناء على الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية تركية.
تضرر محطة زابوريجيا النووية
والأحد أيضاً تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بقصف محطة زابوريجيا النووية الواقعة في جنوب أوكرانيا، والتي سيطرت عليها روسيا بعيد غزو جارتها في 24 فبراير، ما دفع الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحذير من "الخطر الحقيقي للغاية بحدوث كارثة نووية".
ونقلت وكالة "تاس" الروسية الرسمية الأحد عن السلطات التي سيطرت على بلدة إنيرغودار حيث تقع المحطة، أن الجيش الأوكراني "نفّذ (خلال الليل) ضربة بقنبلة عنقودية أطلقت من قاذفة صواريخ متعددة من طراز أوراغان".
وأضافت أن القذائف "سقطت على بعد 400 متر عن مفاعل قيد التشغيل"، وأدت إلى أضرار في أبنية إدارية وضربت "منطقة لتخزين الوقود النووي المستخدم".
لكن شركة "إنرهوأتوم" Enerhoatom المشغلة للمحطة قالت إن "الروس أطلقوا صواريخ مجدداً على موقع محطة زابوريجيا النووية وبلدة إنيرغودار".
وأضافت في بيان أن "موظفاً.. نقل إلى المستشفى إثر إصابته بجروح ناجمة عن الشظايا التي تسبب بها الانفجار".
ولم تتمكن "فرانس برس" من تأكيد الاتهامات من مصدر مستقل.
وأفادت "إنرهوأتوم" السبت بأن أجزاء من المنشأة "تضررت بشكل كبير" جراء الضربات العسكرية وأجبر أحد مفاعلاتها على الخروج عن الخدمة.
وحذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي السبت من احتمال تعرض محطة زابوريجيا النووية التي تعد الأكبر في أوروبا لأضرار كبيرة جرّاء المعارك.
وقال إن "أي قوة نارية عسكرية سواء كانت موجّهة من المنشأة أو إليها، ترقى إلى لعب بالنار يحمل عواقب من شأنها أن تكون كارثية".
اقرأ أيضاً: