ألمانيا.. محاكمة ضابط احتياط بتهمة التجسس لصالح روسيا

بدأت محاكمة ضابط احتياط في الجيش الألماني أمام قضاء بلاده، الخميس، بتهمة التجسس لحساب روسيا بين عامي 2014 و2020.

وتشتبه النيابة العامة الفيدرالية المكلفة بمسائل "الإرهاب" والتجسس في ألمانيا بأن الضابط زوّد أجهزة الاستخبارات الروسية بمعلومات حول قوات الاحتياط في الجيش الألماني و"الدفاع المدني"، وحول تبعات العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو منذ 2014.

وبحسب المصدر ذاته، تشتبه السلطات الألمانية في أنه نقل معلومات حول مشروع خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" المثير للجدل، الذي يربط روسيا بألمانيا والمعلق منذ فبراير.

وعند افتتاح المحاكمة، أعلن المشتبه به أنه يعتزم التحدث في الجلسة التالية المقررة في الأول من سبتمبر، كما قالت الناطقة باسم المحكمة العليا المحلية في دوسلدورف.

وإذا دانته المحكمة، فإن المتهم، البالغ 65 عاماً ويُعتقد أنه تصرّف بدافع التأييد لروسيا بدون تلقي مكافآت مالية على خدماته، وفق وسائل الإعلام، سيواجه عقوبة السجن لسنوات عدة، ومن المتوقع صدور الحكم في ديسمبر.

عمل مزدوج

وذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن المشتبه به، الذي عُرف عنه باسم (رالف. غ)، كان على اتصال بموظفين اثنين في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية يخدمان في ألمانيا رسمياً بصفة ملحقين عسكريين.

وقد أقر المتهم بالوقائع، بحسب المجلة الألمانية، لكنه أكد أنه كان يجهل أن بعض من كان على اتصال بهم يعملون لحساب الاستخبارات الروسية.

وأفادت النيابة العامة الفيدرالية عند توجيه التهمة رسمياً إلى (رالف. غ) في أبريل بأنه كان ضابط احتياط في الجيش، وكان "يُشرف على قيادة ارتباط محلية بصفته مساعد القائد"، وكان نشاطه المهني المدني، الذي لم يتم توضيحه حتى الآن، يُتيح له أن يكون عضواً في "لجان أعمال ألمانية عدة".

وتمكن المتهم بفضل عمله المزدوج العسكري والمدني من نقل "وثائق ومعلومات بعضها من مصادر عامة، في عدد من المناسبات" بين 2014 ومارس 2020.

وذكرت المجلة أن ضابط الاحتياط سلم كذلك مقاطع من مسودة تقرير للحكومة الألمانية بعد تشديد فقراته المرتبطة بالعلاقات مع روسيا إثر ضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.

لقاءات على انفراد

كان الضابط الألماني، وفقاً لـ"دير شبيجل"، يتواصل مع الروس خلال لقاءات على انفراد أو عبر الهاتف أو بواسطة البريد الإلكتروني وحتى تطبيق واتساب، وفي المقابل تلقى "دعوات إلى فعاليات نظمتها أجهزة حكومية روسية".

وتجري محاكمة المتهم في ظل التوتر الشديد بين موسكو والغرب، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.

وحتى قبل الحرب في أوكرانيا، هزّت عدة قضايا تجسس العلاقات بين برلين وموسكو، ففي أواخر أكتوبر، حكم القضاء الألماني على موظف سابق في شركة للأمن المعلوماتي بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ لنقله بيانات حول مجلس النواب الألماني إلى روسيا.

وفي أبريل حُكم بالسجن لعام مع وقف التنفيذ على عالم روسي لإدانته بتهمة التجسس على البرنامج الفضائي الأوروبي "آريان" لحساب موسكو.

وكذلك، وُجهت اتهامات إلى موسكو بالتجسس الإلكتروني حتى قبل الهجوم على أوكرانيا، ما أدى إلى تدهور في العلاقات بين الروس والألمان.

وتطال روسيا اتهامات تتعلق بعملية القرصنة الإلكترونية واسعة النطاق التي استهدفت عام 2015 الجيش الألماني وأجهزة المستشارة آنذاك أنجيلا ميركل، فضلاً عن استهدافها الحلف الأطلسي (الناتو) وشبكة "تي في 5 موند" الفرنكوفونية.

اقرأ أيضاً: