دبلوماسي إيراني يلمّح إلى إمكان قبول المقترحات الأوروبية بشأن "النووي"

time reading iconدقائق القراءة - 5
كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات فيينا علي باقري أمام مقر عقد المفاوضات في العاصمة النمساوية. 4 أغسطس 2022 - REUTERS
كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات فيينا علي باقري أمام مقر عقد المفاوضات في العاصمة النمساوية. 4 أغسطس 2022 - REUTERS
دبي- الشرق

قال دبلوماسي إيراني إن بلاده "تدرس" المقترحات الأوروبية بشأن محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015، مشيراً حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، الجمعة، إلى أن المقترحات "يمكن قبولها" إذا وفرت لبلاده "الطمأنينة"، بحسب قوله. 

وأضاف الدبلوماسي الإيراني الذي لم تكشف الوكالة هويته، ولكنها وصفته بأنه "مطلع" على المفاوضات، أن طهران "تراجع المقترحات الأوروبية الواردة لضمان تلبية مطالبها"، وذلك تعقيباً على ما نقلته "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أوروبيين بشأن اقتراح بـ"تنازلات جديدة مهمة" لإيران، تهدف إلى إنهاء تحقيق الأمم المتحدة في الأنشطة النووية السابقة لطهران على وجه السرعة، في محاولة لكسر الجمود في محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي.

ويُعد تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أنشطة نووية إيرانية "غير معلنة" في 2019، من نقاط الخلاف الرئيسة في المحادثات التي استمرت 16 شهراً. 

وتؤكد إسرائيل ومسؤولون غربيون أن هذه المواد "دليل على أنه كان لدى إيران يوماً ما  برنامج أسلحة نووية سري"، وهو أمر تنفيه طهران منذ فترة، قائلة إنها مهتمة فقط ببرنامج نووي مدني.

وأشار الدبلوماسي الإيراني، وفق "إرنا"، إلى أن بلاده تدرس ما إذا كانت المقترحات الأوروبية "تضمن مطالب إيران في مختلف المجالات، بما في ذلك المطالبات السياسية المتعلقة بالضمانات ورفع الحظر وضمان عدم خرق الاتفاق، وما إذا يمكن أن تكون طهران مطمئنة إلى هذه الأمور".

وضغطت إيران في محادثات فيينا التي انتهت آخر جولاتها، الاثنين الماضي، من أجل إنهاء التحقيق منذ مارس على الأقل. وفي غضون ذلك، قال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إنهم لن يتفاوضوا بشأن التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة رقابية مستقلة، مؤكدين "أن لا علاقة لها بالاتفاق النووي".

مخاوف "الطاقة الذرية"

وفي مسودة نص اقتراح مقدم من الاتحاد الأوروبي، يفترض أن توافق إيران على معالجة مخاوف الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وقال مسؤول أميركي كبير، قبل يومين، إن الولايات المتحدة تتوقع رداً من إيران على المقترح الأوروبي بشأن العودة للاتفاق النووي الموقع عام 2015، في غضون أسبوعين تقريباً.

وأضاف المسؤول: "الولايات المتحدة تعتقد أن الأمر الآن متروك للإيرانيين، إذا كان بإمكانهم حل نزاعاتهم الداخلية وقبول ما هو مطروح على الطاولة. نحن نتوقع قراراً بطريقة أو بأخرى في الأسبوع المقبل أو خلال 10 أيام".

وأوضح أن إيران تخلت عن مطلبها السابق بإزالة اسم "الحرس الثوري" من القائمة الأميركية الخاصة بالجماعات الإرهابية، ولكنها الآن تريد إغلاق ملف الخلاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ما يتعلق بالالتزامات الأمنية.

وقال مسؤول أوروبي لـ"الشرق"، الأربعاء الماضي، إن الجولة الأخيرة من محادثات فيينا تطرقت إلى 5 مواضيع تقنية نوقشت في 25 صفحة تمثل "الصيغة النهائية للاتفاق النووي المقترح"، لافتاً إلى أن "جزءاً كبيراً من النص لم تناقشه الوفود بسبب التوافق عليه".

وجاء في المسودة النهائية الخاصة بإحياء الاتفاق النووي، والتي اقترحها الاتحاد الأوروبي، حسبما نقلت "وول ستريت جورنال"، أنه إذا تعاونت طهران، فإن الولايات المتحدة والأطراف الأخرى في المحادثات ستحض مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إنهاء  التحقيق.

وقال فريق الاتحاد الأوروبي، الذي يرأس المحادثات ويتولى مسؤولية صياغة الاتفاق، إن هذا هو النص النهائي الذي سيقدمه لإحياء الاتفاق النووي.

وإذا وافقت أطراف الاتفاق، وهي الولايات المتحدة وإيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين، على النص المقترح، فسيضع ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في موقف صعب، إذ يعتمد تنفيذ الاتفاق إلى حد كبير على تقييم تعاون طهران.

وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل جروسي، تعهد بعدم التخلي عن التحقيق حتى تجيب إيران عن التساؤلات بشأن المكان الذي نشأت فيه المواد النووية وأين هي الآن؟

اقرأ أيضاً:

تصنيفات