
دعا وزير العدل التركي بكير بوزداغ، السويد وفنلندا لتسليم بلاده "إرهابيين حقيقيين وليس مجرد مجرمين عاديين" إذا كانتا ترغبان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، محذراً من أن عملية عضوية الدولتين في حلف "الناتو" ستتوقف إذا لم تفعلا ذلك.
وفي مقابلة مع صحيفة "ملييات" التركية، نُشرت الخميس، قال بوزداغ: "إذا اعتقدوا (السويد وفنلندا) أنهم من خلال تسليم المجرمين العاديين لتركيا سيجعلوننا نعتقد أنهم أوفوا بوعودهم، فهم مخطئون".
وكشف أن بلاده لم تتلق أي ردّ بشأن تسليم أعضاء حركة فتح الله غولن وأعضاء حزب العمال الكردستاني. مضيفاً: "أُرسلت رسائل تؤكد مطالبنا إلى وزارة خارجيتنا، ومنها إلى الدولتين المعنيتين".
الوفاء بالوعود
وزير العدل التركي أضاف أن "قرار تركيا الإيجابي لا يعني أن عملية انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو قد انتهت، بل هي إرادة للشروع في العملية. وإذا أنتم أوفيتم بالوعود التي قُطعت لتركيا في الاتفاقية، فإن تركيا ستفي بوعدها".
وتابع قائلا: "ما هي كلمتنا؟ إذا أنتم نفذتم ما وعدتم به سنقول نعم للعضوية، وبخلاف ذلك فإن العملية ستتوقف. حتى الآن لم تُلب حكومتا السويد وفنلندا طلبات التسليم، بحسب توقعات تركيا".
والأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة السويدية تسليم رجل مطلوب إلى السلطات التركية، لاتهامه بـ"الاحتيال"، وهي الحالة الأولى منذ أن طالبت أنقرة تسليمها عدداً من الأشخاص مقابل السماح لستوكهولم بالانضمام لـ"الناتو".
آنذاك اعتبر وزير العدل السويدي مورجان يوهانسون أن "هذه مسألة روتينية"، لافتاً إلى أن "الشخص المعنى مواطن تركي، وأدين بارتكاب جرائم احتيال في تركيا عامي 2013 و2016". وأضاف أن "المحكمة العليا نظرت في القضية، وخلصت إلى أنه لا توجد عقبات أمام التسليم".
ورفض متحدث باسم وزارة العدل الإفصاح عما إذا كان الرجل مدرجاً على قائمة الأشخاص الذين طلبت تركيا تسليمهم أو الإدلاء بمزيد من التعليقات حول الموضوع. ولكن الرجل، وهو في الثلاثينيات من عمره، أول حالة يتم تسليمها إلى تركيا منذ إبرام الاتفاق.
موقف حازم
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال مؤخراً إن بلاده لا تزال مُتمسكة بموقفها "الصريح والحازم" بشأن طلب السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مبيناً أن بلاده لن توافق على عضوية البلدين في الحلف قبل إيفائهما بتعهداتهما المقدمة لأنقرة والمسجلة في المذكرة الثلاثية.
بدوره، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن "مذكرة التفاهم الثلاثية ليست نهاية كل شيء لكنها بداية جيدة، ونتطلع منهم (السويد وفنلندا) الوفاء بالتزاماتهم تجاه تركيا"، مشدداً على أن أنقرة لن توافق على انضمامهما في حال لم تتخذا موقفاً صارماً ضد "التنظيمات الإرهابية".
وفي 28 يونيو الماضي، وقعت تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين في "الناتو"، وجاء ذلك على هامش قمة الحلف في مدريد، بعد تعهد البلدين الأوروبيين بالاستجابة لمطالب أنقرة وتبديد مخاوفها الأمنية.
وتتهم تركيا، السويد وفنلندا بتأمين ملاذ آمن لـ" حزب العمال الكردستاني"، الذي تدرجه على قوائم الإرهاب، وبرفض تسليمها "إرهابيين"، بما في ذلك مؤيدين للداعية التركي المعارض، فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا في عام 2016.
وتترقب كلّ من السويد وفنلندا، موافقة أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" على الانضمام إلى الحلف الأبرز والأكبر في العالم، بعد حالة الخوف التي بثتها روسيا، في البلدين، بعد اجتياحها الأراضي الأوكرانية في فبراير الماضي.
وتبدو موافقة أعضاء الحلف مواتية، إلا أن العقدة الأبرز تتمثل في موقف تركيا التي ترهن موافقتها على انضام ستوكهولم وهلسنكي للحلف، بشروط منها تسليم عدد من المطلوبين لأنقرة، ووقف الدعم لمنظمات تصنفها الأخيرة "منظمات إرهابية".
ووفقاً للمرقع الرسمي لحلف "الناتو"، فإن الدول التي لم توقع بعد على انضمام البلدين الإسكندنافيتين، هي التشيك، اليونان، المجر، البرتغال، سلوفاكيا، إسبانيا وتركيا.