من الدول التي لم تصادق على انضمام السويد وفنلندا إلى "الناتو"؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
علما فنلندا والسويد مع خلفية لشعار حلف شمال الأطلسي "الناتو" - REUTERS
علما فنلندا والسويد مع خلفية لشعار حلف شمال الأطلسي "الناتو" - REUTERS
دبي-الشرق

تترقب كلّ من السويد وفنلندا، موافقة أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" على الانضمام إلى الحلف الأبرز والأكبر في العالم، بعد حالة الخوف التي بثتها روسيا، في البلدين، بعد اجتياحها الأراضي الأوكرانية في فبراير الماضي.

وتبدو موافقة أعضاء الحلف مواتية، إلا أن العقدة الأبرز تتمثل في موقف تركيا التي ترهن موافقتها على انضام ستوكهولم وهلسنكي للحلف، بشروط منها تسليم عدد من المطلوبين لأنقرة، ووقف الدعم لمنظمات تصنفها الأخيرة "منظمات إرهابية".

ووفقاً للمرقع الرسمي لحلف "الناتو"، فإن الدول التي لم توقع بعد على انضمام البلدين الإسكندنافيتين، هي التشيك، اليونان، المجر، البرتغال، سلوفاكيا، إسبانيا وتركيا.

وتسبب الحرب الأوكرانية في تغيير تاريخي في مواقف فنلندا والسويد بشأن الانضمام إلى حلف"الناتو"، وتخلتا عن الحياد التقليدي. والدولتان في حاجة إلى مصادقة الأعضاء الـ30 للحلف، لتتمكّنا من الاستفادة من الحماية بموجب المادة الخامسة من معاهدة الحلف في حال تعرّضهما لأي هجوم.

ووفقاً لموقع الحلف، صادقت 23 دولة على طلب الانضمام للدولتين، في حين يجب إيداع الموافقات لدى الولايات المتحدة بحسب نظام الحلف، بانتظار تصديق الدول السبع المتبقية.

وصادقت في يوليو الماضي، كلّ من كندا، الدنمارك، أيسلندا، النرويج، المملكة المتحدة، إستونيا، ألبانيا، ألمانيا، هولندا، لوكسمبورج، بلغاريا، لاتفيا، سلوفينيا، كرواتيا، بولندا، ليتوانيا، بلجيكا، رومانيا، مقدونيا الشمالية والجبل الأسود، فيما صادقت فرنسا، إيطاليا والولايات المتحدة في شهر أغسطس الجاري.

موافقة ماكرون وبايدن

وفي وقت سابق السبت، وقّع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على مصادقة بلاده لانضمام فنلندا والسويد إلى الحلف الأطلسي، والتي اعتمدها البرلمان الفرنسي في الثاني من أغسطس.

وقال الإليزيه في بيان: "سيسمح هذا الخيار السيادي لفنلندا والسويد، وهما حليفان أوروبيان، بتعزيز الأمن في مواجهة التهديد الحالي من جيرانهما المباشرين، وسيقدّم مساهمة مهمّة، نظراً لقدرات الشريكيْن، في الموقف المشترك وأمننا الأوروبي".

وفي مطلع الشهر الحالي، صادق البرلمان الفرنسي على بروتوكولَي الانضمام بتصويت في الجمعية الوطنية بأغلبية 209 أصوات مقابل 46.

وفي السياق، صادّق الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء، على انضمام فنلندا والسويد للحلف، واعتبر أن "الحلف برهن أن الالتزام بأوروبا تعيش بسلام أمر ممكن"، واعداً بالعمل على تعزيز الجبهة الشرقية للحلف. كما ندد في الوقت ذاته، بمحاولات نظيره الروسي فلاديمير بوتين "لتقويضه".

وقال بايدن إن الدولتين الواقعتين في شمال أوروبا ستصبحان "حليفين قويين وموثوقين" من خلال تقديم "التزام مقدس" بالدفاع المتبادل في التحالف عبر الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة. وأكد أن لدى السويد وفنلندا جيشين قويين، وأنهما تستوفيان كل متطلبات "الناتو".

والأسبوع الماضي، صوت 95 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي لانضمام فنلندا والسويد إلى الناتو في مقابل معارضة صوت واحد، علماً أن الإقرار يكفيه الحصول على أغلبية ثلثين الأعضاء أي 67 صوتاً.

وفي الرابع من الشهر الجاري، صادقت إيطاليا على بروتوكولَي انضمام السويد وفنلندا إلى "الناتو".

المعضلة التركية

وفي إطار صفقة الانضمام لـ"الناتو"، قدّمت تركيا قائمة بالأشخاص الذين تريد من السويد تسليمهم، لكنها تبدي منذ ذلك الحين شعوراً بالإحباط من عدم إحراز تقدم.

ووقّعت أنقرة التي تمانع انضمام البلدين إلى الحلف الأطلسي منذ مايو الماضي، مذكرة تفاهم مع كل من ستوكهولم وهلسنكي في يونيو، رابطة عملية الانضمام بوقف دعم الدولتين لمنظمات كردية تعتبرها أنقرة "إرهابية".

وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان نهاية يوليو، بـ"تجميد" عملية انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي إذا لم يمتثل البلدان لشروط أنقرة و"القيام بدورهما" في مكافحة الإرهاب.

وقال أردوغان في ختام اجتماع حكومي: "اتخذنا موقفاً واضحاً جداً بشأن استمرار توسيع الناتو.. وأود أن أذكّر مرة أخرى بأننا سنجمد العملية إذا لم تتخذ هذه الدول الإجراءات اللازمة لتلبية شروطنا". وأضاف: "نلاحظ خصوصاً أن السويد لا تُمثل صورة جيدة في هذه المسألة".

السويد تسلم أول المطلوبين

والخميس، أعلنت الحكومة السويدية تسليم رجل مطلوب إلى السلطات التركية، لاتهامه بـ"الاحتيال"، وهي الحالة الأولى منذ أن طالبت أنقرة تسليمها عدداً من الأشخاص.

واعتبر وزير العدل السويدي مورجان يوهانسون أن "هذه مسألة روتينية"، لافتاً إلى أن "الشخص المعني مواطن تركي، وأدين بارتكاب جرائم احتيال في تركيا عامي 2013 و2016". وأضاف أن "المحكمة العليا نظرت في القضية، وخلصت إلى أنه لا توجد عقبات أمام التسليم".

ورفض متحدث باسم وزارة العدل الإفصاح عما إذا كان الرجل مدرجاً على قائمة الأشخاص الذين طلبت تركيا تسليمهم أو الإدلاء بمزيد من التعليقات حول الموضوع. ولكن الرجل، وهو في الثلاثينيات من عمره، أول حالة يتم تسليمها إلى تركيا منذ إبرام الاتفاق.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات