
أعلن مكتب مستشار الأمن القومي في العراق قاسم الأعرجي، الاثنين، حصول بغداد على دعم من هيئة الأمم المتحدة لإغلاق مخيم الهول في سوريا، ووضع جدوي زمني لإعادة العراقيين إلى البلاد.
وقال مكتب مستشار الأمن القومي، في تصريحات لـ"الشرق"، إن "مخيم الهول الذي يضم عائلات عناصر تنظيم (داعش) وعدد من أفراد التنظيم، أشبه بالقنبلة الموقوتة، ويشكل خطراً كبيراً على العراق والمنطقة"، مشيراً إلى "وجود تعاون بين الحكومة العراقية والأمم المتحدة لإغلاق المخيم".
وأضاف أن "العراق حصل على دعم من الإمم المتحدة لتفكيك المخيم، وبدأ وضع جدول زمني للتنفيذ"، موضحاً أنه "لم يتم وضع مواعيد ثابتة لعقد الاجتماعات القادمة لمجموعتي العمل العراقية الدولية، إذ يخضع الأمر للمستجدات الحاصلة وفق توصيات اللجان الأربع".
وعقد الأعرجي، الأحد، الجلسة التأسيسية لمجموعتي العمل العراقية والدولية المعنية بتنفيذ الإطار الدولي لإعادة العراقيين من شمال شرق سوريا، وتفكيك مخيم الهول بشقيه المكون من العائلات وعناصر "داعش".
وأسفرت الجلسة عن تشكيل 4 مجموعات للعمل بشأن هذا الملف تتولى "الحماية القانونية للأطفال"، و"الأمن والمساءلة للبالغين"، و"إعادة التأهيل"، و"إعادة الاندماج والخدمات الانتقالية"، بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع".
وذكرت الوكالة أن "الأعرجي افتتح الجلسة بالتأكيد على أهمية العمل على إنهاء التهديد الذي يسببه المخيم، وشدد على تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه الأمر"، موضحة أن "الحكومة العراقية اتخذت قراراً شجاعاً وبدأت تنفيذه منذ مايو 2021"، دون أن توضح طبيعة القرار.
وأكد مكتب مستشار الأمن القومي العراقي أن "الاجتماع التأسيسي الذي عقد، الأحد، تمخض عن اتفاق على تسليم الأجانب الموجودين داخل المخيم من عناصر التنظيم إلى دولهم لمحاكمتهم، فيما يتم نقل العراقيين إلى مركز الجدعة (في محافظة نينوى) بهدف تأهيلهم بعد التدقيق الأمني، ثم تسليمهم إلى العشائر كل حسب قبيلته لتكفلهم من الناحية الأمنية داخل العراق".
ازدواج الجنسية
وأشار المكتب إلى مشكلة تتمثل في "الأجانب والعرب في المخيم من مزدوجي الجنسية، إذ لم يحسم الاجتماع تسليمهم إلى أي دولة من التي يحملون جنسيتها لمحاكمتهم".
وبحسب إحصاءات رسمية يبلغ عدد سكان المخيم 56 ألف شخص أغلبهم من الأطفال والنساء، وتشير تقديرات إلى أن نصفهم عراقيين.
فقدان السيطرة
وفي 10 أغسطس، حذر الأعرجي من "فقدان السيطرة على المتواجدين داخل المخيم"، لافتاً إلى أن ذلك "سيشكل خطراً على العراق والعالم"، خلال استقباله سفير الاتحاد الأوروبي في بغداد فيليه فاريولا، بحسب "واع".
وأكد الأعرجي "حرص العراق على عدم إجبار اللاجئين العراقيين في أوروبا المرفوضة طلباتهم، إلا وفق مبدأ العودة الطوعية وتوفر الظروف المناسبة"، مشيراً إلى أن "العراق حريص على حماية أبنائه واحتضانهم ورعايتهم أينما كانوا، واستمرار التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مكافحة تهريب اللاجئين"، وفق الوكالة.
وفي اليوم نفسه، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، أنه "من المقرر نقل 500 عائلة من مخيم الهول هذا العام، على شكل مجموعات، بالتعاون مع مستشارية الأمن القومي والأجهزة الأمنية".
وقال المتحدث باسم الوزارة، علي عباس جهانكير لـ"واع"، إن "الوزارة نقلت المجموعة الأولى والتي يبلغ قوامها 153 عائلة، فيما يتم خلال الأيام القليلة المقبلة، نقل المجموعة الثانية التي تضم 150 عائلة أغلبهم من كبار السن والمرضى الذين سيرافقهم فريق طبي إلى مخيم الجدعة".
وأوضح جهانكير أن نازحي مخيم الهول ينتمون للمحافظات المحررة وهي الأنبار وصلاح الدين ونينوى، وبعد تأهيلهم سيوزّعون على محافظاتهم بعد مدة تتراوح بين 4 و 6 أشهر لتأهيلهم وتدقيق بياناتهم أمنياً والتحقيق من وضعهم النفسي والاجتماعي، خاصة أن هناك مخاوف من تأثرهم بأفكار "داعش".
اقرأ أيضاً: