تسعى الهند إلى التوصّل لإجماع أوسع قبل أن تدعم جهوداً تقودها الولايات المتحدة للحدّ من سعر النفط الروسي، ويُتوقّع أن يمارس مسؤولون أميركيون ضغوطاً بشأنها هذا الأسبوع، خلال زيارة لنيودلهي ومومباي، حسبما أفادت "بلومبرغ".
وأضافت أن الهند، التي برزت بوصفها واحدة من أبرز مشتري النفط الروسي، منذ غزو أوكرانيا في فبراير الماضي، مترددة في الانضمام إلى الخطة إن لم يتم التوصّل إلى إجماع مع جميع المشترين.
ويُرجّح إبلاغ هذه الرسالة إلى نائب وزير الخزانة الأميركي والي أدييمو وفريقه، خلال اجتماعات مع مسؤولين في الحكومة الهندية ومديرين لشركات، من الأربعاء إلى الجمعة.
جاء ذلك بعدما قادت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، ووزارة الخارجية الأميركية، جهوداً لإشراك حلفاء الولايات المتحدة في تبنّي فكرة تحديد سقف لسعر النفط الروسي، والتي يرجّحان أن تحرم موسكو من إيرادات تموّل غزوها لأوكرانيا، دون إخراج النفط من السوق والتسبّب في ارتفاع الأسعار، بحسب "بلومبرغ".
يمكن أن تعتمد فاعلية سقف أسعار النفط على التزامات من عملاء أساسيين، مثل الصين والهند، اللتين عززتا مشترياتهما من النفط الروسي، بعدما تجنّبه معظم المشترين إثر غزو أوكرانيا.
وقال أدييمو في مومباي، الأربعاء، إن التحالف من أجل تحديد سقف لسعر النفط الروسي، توسّع وانضمت إليه دول أخرى، مضيفاً أنه "لن يستبق إعلانات التحالف" في هذا الصدد.
أمن الطاقة
يخشى صنّاع السياسة في الهند من أن التزامها بسقف للأسعار، سيعرقل قدرتها على شراء الخام الروسي بسعر مُخفّض. واعتمدت الهند، ثالث أبرز مشترٍ للنفط في العالم، والتي تستورد 85% من احتياجاتها النفطية، على الإمدادات الروسية الأرخص سعراً، لتخفيف تداعيات تضخم يقارب 7% وعجز تجاري قياسي.
ويُرجّح أن يطلب أدييمو من نيودلهي أيضاً، تعزيز مراقبتها لأماكن بيع المنتجات المصنوعة من الخام الروسي. ويأتي ذلك بعدما أشار مسؤولو وزارة الخزانة الأميركية إلى أن شحنة من مادة تُستخدم في صناعة البلاستيك المُنتج في مصفاة هندية من النفط الروسي، وصلت إلى نيويورك، علماً أن الولايات المتحدة حظرت في مارس استيراد الخام والمنتجات البترولية المكرّرة الروسية.
وقال ناطق باسم وزارة الخزانة إن أدييمو موجود في الهند لمناقشة "ملفات"، بما في ذلك أمن الطاقة. وأضاف: "كل الأدوات التي ستُناقش، بما في ذلك تحديد سقف لأسعار النفط الروسي، وتكنولوجيا الطاقة النظيفة، وتمويل (مكافحة تغيّر) المناخ، تستهدف خفض أسعار الطاقة في الهند والولايات المتحدة والعالم".
وصادق الاتحاد الأوروبي على حظر واردات النفط الروسي المنقولة بحراً، بحلول نهاية العام، كما يمنع شركاته، بالتعاون مع المملكة المتحدة، من تمويل تلك الشحنات أو تأمينها. ويخشى مسؤولون أميركيون أن يؤدي هذا الحظر إلى وقف أجزاء ضخمة من إنتاج النفط في روسيا، وارتفاع الأسعار عالمياً إلى نحو 140 دولاراً للبرميل.
اقرأ أيضاً: