
أعلن الاتحاد الأوروبي أن صربيا وكوسوفو اتفقتا على تسوية خلاف بشأن بطاقات الهوية، أثار توتراً حدودياً وهدد بإثارة نزاع جديد بين الجانبين، كما أفادت "بلومبرغ".
وكتب مسؤول السياسة الخارجية بالتكتل، جوزيب بوريل، على تويتر، أن "صربيا وافقت على إلغاء وثائق الدخول / الخروج لحاملي بطاقات هوية كوسوفو، ووافقت كوسوفو على الامتناع عن منحها لحاملي بطاقات الهوية الصربية".
وأضاف أن "صرب كوسوفو، وجميع المواطنين الآخرين، سيتمكّنون من السفر بحرية بين كوسوفو وصربيا، من خلال استخدام بطاقات الهوية الخاصة بهم".
واعتبرت رئيسة كوسوفو فلوسا عثماني، أن الاتفاق يعني "المعاملة بالمثل والمساواة".
وكتبت على فيسبوك أن "حرية التنقل هي أساس المجتمعات الديمقراطية والقيم الأوروبية"، مضيفة أن كوسوفو ستواصل السعي من أجل "اعتراف متبادل" بين برشتينا وبلجراد.
وكان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش قال في وقت سابق إنه إذا تم التوصّل إلى اتفاق، فستصدر صربيا "إخلاء مسؤولية عام" بشأن الحدود، يفيد بإتاحة استخدام بطاقات هوية كوسوفو لـ"أسباب عملية وحرية التنقل".
وشدد على أن ذلك لا يعني اعتراف صربيا بكوسوفو أو وضعها المستقبلي، مضيفاً أن لوحات تسجيل السيارات الصربية، التي لا يزال كثيرون من صرب كوسوفو يستخدمونها، لا تزال مشكلة عالقة، كما أفادت وكالة "أسوشيتد برس".
تطبيع العلاقات مع صربيا؟
ويتيح الاتفاق تبديد توتر تفاقم في الآونة الأخيرة، فيما يواجه الاتحاد الأوروبي تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، علماً أن بلجراد مقرّبة من موسكو.
وهدد الخلاف كذلك جهود الطرفين للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي لوكالة "بلومبرغ" قبل أيام، إنه مستعد لتوقيع اتفاق أوسع لتطبيع العلاقات مع صربيا، وتقريب الجانبين من حلمهما المشترك في عضوية الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: "يجب أن نتوصّل إلى اتفاق، وحان الوقت خلال تفويض حكومتنا. أرى إمكانية. هذا الخريف، سنكتشف ما إذا كنا سنحقق ذلك. هذا الخريف حاسم جداً لمعرفة ما إذا كان ينبغي أن نكون متفائلين".
وفي مطلع أغسطس الجاري، وضع الصرب المقيمون في كوسوفو حواجز على طرق وأطلقوا أعيرة نارية، لتحدي أمر من حكومة كورتي بإبدال بطاقات الهوية الصربية ولوحات السيارات التي يحملونها، ببطاقات صادرة عن سلطات كوسوفو.
وفي الأسبوعين الماضيين، توسّط مسؤولو الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماع بين فوتشيتش وكورتي في بروكسل، كما زار موفدون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي المنطقة لمحاولة تسوية المشكلة.
وأعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في عام 2008، لكن بلجراد لا تعترف به واتهمت برشتينا بالضغط على أفراد الأقلية الصربية، المقيمين في شمال الإقليم والذين يرفضون إلى حدّ كبير الوثائق الصادرة عن كوسوفو، في تحدٍ لدولتها، ويتمسكون بتلك الصربية.
اقرأ أيضاً: