رداً على بوتين.. أوكرانيا: لا مبرر لمراجعة اتفاق الحبوب

time reading iconدقائق القراءة - 5
صوامع الحبوب في ميناء أوديسا على البحر الأسود - 29 يوليو 2022 - REUTERS
صوامع الحبوب في ميناء أوديسا على البحر الأسود - 29 يوليو 2022 - REUTERS
كييف/فلاديفوستوك-رويترزأ ف ب

قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني، الأربعاء، إنه لا يوجد أي مبرر لدى روسيا لمراجعة اتفاق تصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود.

وأضاف بودولياك أن شروط الاتفاق يجري تنفيذها والتقيد بها على نحو صارم، فيما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب بـ"خداع الدول النامية" عبر توجيه صادرات الحبوب الأوكرانية لأوروبا.

وأدلى مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهذه التصريحات لـ"رويترز"، بعد أن قال بوتين إنه سيناقش تعديل الاتفاق للحد من الدول التي يمكنها استقبال شحنات الحبوب.

ووصف بودولياك تصريحات روسيا بأنها "مفاجئة" و "لا أساس لها".

واعتبر مستشار الرئيس الأوكراني أن الشكاوى الروسية بشأن الاتفاق الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من الموانئ على البحر الأسود "صادمة" لأن الاتفاق لا يمنح أي دور لموسكو في تحديد الوجهة التي يتم تصدير الحبوب لها.

وقال بودولياك إن "الاتفاقات الموقعة في إسطنبول ... تتعلق بأمر واحد فقط وهو حركة سفن الشحن عبر البحر الأسود"، مشدداً على أنه "لا يمكن لروسيا أن تملي على أوكرانيا أين يتعين أن ترسل حبوبها، كما لا تملي أوكرانيا الأمر نفسه على روسيا".

الحبوب تذهب لأوروبا

وكان الرئيس الروسي اتهم الدول الأوروبية بـ"خداع الدول النامية"، قائلاً في كلمة صباح الأربعاء، إن صادرات الحبوب الأوكرانية تتّجه بشكل أساسي إلى دول الاتحاد الأوروبي وليس إلى الدول الفقيرة، ما يشكّل خطر "كارثة إنسانية"، حسبما أوردت "فرانس برس".

وأضاف بوتين خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الروسية: "كلّ الحبوب المصدّرة من أوكرانيا تقريباً لا تُرسَل إلى الدول النامية والدول الأكثر فقراً، بل إلى دول الاتحاد الأوروبي".

وأشار بوتين إلى أنه سيبحث مسألة الحد من تصدير الحبوب من أوكرانيا إلى أوروبا، وقال إنه سيناقش هذه المسألة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

واضطرت أوكرانيا، إحدى أكبر مصدري الحبوب في العالم، إلى وقف جميع عمليات التسليم تقريباً بعد أن بدأت موسكو غزوها لها في 24 فبراير.

واستؤنفت صادرات الحبوب عبر موانئ البحر الأسود بعد أن وقعت كييف وموسكو في يوليو اتفاقاً، تحت إشراف الأمم المتحدة وتركيا.

وقال بوتين: "قمنا بكل ما يلزم لضمان تصدير الحبوب الأوكرانية (...) فعلنا ذلك مع تركيا".

"تصرفات استعمارية"

واعتبر الرئيس الروسي أن الدول الأوروبية "تصرفت كقوى استعمارية في العقود والقرون الأخيرة" و"لا تزال تتصرف على هذا النحو اليوم".

وأضاف أنها "خدعت ببساطة الدول النامية مجدداً".

وتابع: "بهذا النهج، سيزداد حجم مشاكل الغذاء في العالم"، مضيفاً أن ذلك قد يؤدي إلى "كارثة إنسانية غير مسبوقة".

وأوضح: "وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، والذي يتضمن مساعدة البلدان المحتاجة، تم تحميل سفينتين فقط من أصل 87، حيث تم تصدير 60 ألف طن فقط من المواد الغذائية (من أوكرانيا إلى الدول المحتاجة) من أصل 2 مليون طن. وهذا يمثل 3% فقط".

وأعرب الرئيس الروسي عن رأي مفاده بأنه من الضروري وضع قيود محددة على تصدير الحبوب من أوكرانيا، حيث يتم شحن معظم الحبوب إلى الاتحاد الأوروبي وليس إلى البلدان النامية كما تم إعلانه، وقال إن الدول الأشد فقراً تفقد إمكانية الحصول على المواد الغذائية الأساسية بسبب شرائها من قبل الدول المتقدمة.

"حكومة غير شرعية"

وكرر بوتين في كلمته تأكيده على أن الحكومة الأوكرانية "نظام غير شرعي"، قائلاً إنها تشكلت بعد "انقلاب" عام 2014، حسبما أوردت "رويترز".

ورفض بوتين في الوقت نفسه الاتهامات بأن موسكو انتهكت القانون الدولي، معتبراً العقوبات المفروضة على بلاده "خطر على العالم كله".

وحذر من أن الغرب "يقوض الاقتصاد العالمي" فيما وصفه بمحاولة عقيمة وعدوانية لفرض هيمنته، معتبراً أن القوى الصاعدة في آسيا هي المستقبل.

وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها أشد العقوبات في التاريخ الحديث على روسيا بسبب ما وصفه بوتين بأنه عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا. ويقول الكرملين إن العقوبات أشبه بإعلان الحرب.

وقال بوتين إن العقوبات حلت محل جائحة كوفيد باعتبارها التهديد الرئيسي للاقتصاد العالمي.

وأضاف: "إنني أتحدث عن حمى عقوبات الغرب، بمحاولته الوقحة والعدوانية لفرض أنماط من السلوك على دول أخرى، لحرمانها من سيادتها وإخضاعها لإرادته".

وزاد: "في محاولة لمقاومة مجرى التاريخ، تعمل الدول الغربية على تقويض الركائز الأساسية للنظام الاقتصادي العالمي الذي تم بناؤه على مدى قرون"، مشيراً إلى أن الثقة في اليورو والدولار والإسترليني آخذة في التراجع.

اقرأ ايضاً:

تصنيفات