
حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، من "عواقب كارثية" للهجمات على محطة زابوروجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الأكبر في أوروبا، فيما طالب الرئيس الفرنسي بسحب القوات والأسلحة الروسية من المحطة.
وجاء في بيان للكرملين، الأحد، أن الرئيس الروسي أكد أن "الهجمات الأوكرانية المتكررة على مواقع في محطة زابوروجيا، بما في ذلك مستودعات للنفايات المشعة، قد تكون عواقبها كارثية".
وذكر البيان أن الرئيسين أعربا عن استعدادهما لـ"تحرك غير مسيّس" بشأن الوضع في المحطة بمشاركة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأبلغ بوتين نظيره الفرنسي بـ"التدابير التي اتّخذها خبراء روس لضمان أمن المحطة"، مشدّداً على "ضرورة ممارسة ضغوط على سلطات كييف لكي توقف فوراً الهجمات التي تستهدف المحطة".
وخلال المحادثة الهاتفية، ندّد بوتين بـ"إمداد الغرب كييف بأسلحة" تستخدم وفق الرئيس الروسي في "قصف مكثّف للبنى التحتية المدنية في مدن دونباس".
من جهته، طالب ماكرون نظيره الروسي بـ"إزالة الأسلحة الثقيلة والخفيفة من محطة الطاقة النووية"، مؤكداً بحسب بيان للإليزيه أن "السبب الرئيسي للمخاطر في محطة الطاقة النووية في زابوروجيا، هو وجود القوات الروسية".
وقال ماكرون لبوتين إن "العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا يجب أن تتوقف على الفور".
وطلب الرئيس الفرنسي من نظيره الروسي ضمان تنفيذ صفقة توريد الحبوب التي تم التوصل إليها بوساطة أممية، لضمان وصول الصادرات "إلى من هم في أمس الحاجة إليها".
وأشار الكرملين إلى أن المحدثات أجريت بمبادرة من ماكرون. وسبق أن أجرى الرئيسان محادثات هاتفية بشأن محطة زابوروجيا النووية في 19 أغسطس.
منطقة آمنة
إلى ذلك، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها بدأت مشاورات رسمية مع كل من كييف وموسكو؛ بشأن إنشاء منطقة آمنة حول محطة زابوروجيا النووية.
وأكدت الوكالة عبر تويتر أنه "من الضروري إنشاء منطقة لحماية الأمان والأمن النوويين في زابوروجيا على وجه السرعة".
توقيف آخر المفاعلات في المحطة
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت أوكرانيا وقف عمل المفاعل السادس والأخير الذي كان لا يزال في الخدمة في المحطة الأكبر في أوروبا، والتي تحتلها القوات الروسية.
وقالت شركة "إنرجوأتوم" الأوكرانية المشغلة لمحطة زابوروجيا النووية، إن عمليات التشغيل في المحطة التي تسيطر عليها روسيا "توقفت بالكامل".
لاحقاً قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إنه تم إصلاح خط طاقة احتياطي لمحطة زابوروجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا داخل أوكرانيا، لتزويد المحطة بالكهرباء الخارجية التي تحتاجها لتبريد مفاعلاتها.
وكانت الوكالة قد أفادت، الجمعة، بأن القصف الروسي دمّر البنى التحتية للطاقة في مدينة إنيرودار الأوكرانية قرب محطة زابوروجيا، ما يشكل "تهديداً محفوفاً بالمخاطر".
وذكر رئيس الوكالة رافائيل جروسي في تصريحات، أن "الوضع غير مستدام وسيصبح محفوفاً بالمخاطر بشكل متزايد، لأن مدينة إنيرودار أظلمت، كما أن محطة الطاقة ليست لديها طاقة خارج الموقع، ورأينا أنه بمجرد إصلاح البنى التحتية تتضرر مرة أخرى".
وتحتل القوات الروسية محطة زابوروجيا لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، منذ مارس الماضي عقب بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، وتتبادل موسكو وكييف التهم بالمسؤولية عن القصف الذي يطال محيط المحطة.
وأدت هذه التطورات إلى مخاوف من وقوع كارثة نووية مشابهة لتلك التي شهدتها محطة تشيرنوبل في عام 1986.