حذر دميتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الثلاثاء، من أن مشروع كييف الخاص بالضمانات الأمنية "مقدمة للحرب العالمية الثالثة"، منبهاً في الوقت نفسه من انتقال "الحملة العسكرية الخاصة" وهو الاسم الذي تطلقه روسيا على غزو أوكرانيا، إلى "مستوى آخر".
وقال ميدفيديف في منشور على "تيليجرام" إن مشروع كييف الخاص بالضمانات الأمنية، وذلك في إشارة إلى ما نشره مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن أن تصبح أستراليا وبريطانيا وتركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، ضامنة لأمن أوكرانيا، "مقدمة للحرب العالمية الثالثة".
وأضاف أن المشروع "هو تقريباً تطبيق للمادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي على أوكرانيا"، وذلك في إشارة إلى البند الذي ينص على أنه إذا كان أحد أعضاء "الناتو" ضحية لهجوم مسلح، فيعتبر جميع أعضاء الحلف الآخرين هذا العمل العنيف هجوماً مسلحاً على جميع دول الناتو، ويتخذون الإجراءات التي يرونها ضرورية.
وتابع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي: "يجب على القادة الغربيين فهم أنهم إذا استمروا في تزويد نظام كييف بأخطر الأسلحة، فسوف تنتقل الحملة العسكرية عاجلاً أم آجلاً إلى مستوى آخر".
وكان مكتب الرئيس الأوكراني، نشر الثلاثاء، مسودة بشأن الضمانات الأمنية تحمل عنوان "معاهدة كييف الأمنية".
نصت الوثيقة على ضرورة "أن تكون الضمانات الأمنية مؤكدة ومحددة بوضوح، وستحدد سلسلة من الالتزامات التي تعهدت بها مجموعة الدول الضامنة أمام أوكرانيا. ويجب أن تكون الوثيقة ملزمة على أساس الاتفاقيات الثنائية، ومجمعة في وثيقة شراكة استراتيجية باسم معاهدة كييف الأمنية"
سنحرر أرضنا
وفي سياق متصل، تتواصل المعارك خصوصاً في شمال شرق أوكرانيا، وذلك بعدما تعهدت كييف الثلاثاء بتحرير أراضيها بالكامل، داعية الغرب إلى تسريع تسليمها أسلحة لدعم تقدمها المهم.
وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني الثلاثاء، إنه تم "تحرير" 3800 كيلومتر مربع من الأراضي في منطقة خاركوف منذ السادس من سبتمبر.
وأضافت ماليار التي كانت تتحدث على الهواء مباشرة في التلفزيون من بلدة بالاكليا التي استعادتها أوكرانيا، أن "الأراضي المحررة من القوات الروسية تتكون من أكثر من 300 تجمع سكاني، ويقطنها نحو 150 ألفاً من السكان حالياً".
ولفتت إلى أن "القتال لا يزال مستعراً في أماكن أخرى في منطقة خاركوف"، وأن القوات الأوكرانية "تحقق تقدماً كبيراً لأنها متحفزة كثيراً، ولأن العملية العسكرية التي تنفذها جيدة التخطيط"، مبينة أن "الهدف هو تحرير منطقة خاركوف وما وراءها (أي) جميع الأراضي التي احتلها الاتحاد الروسي".
وكان الرئيس الأوكراني قال الليلة الماضية إن أوكرانيا في المجمل "حررت أكثر من 6000 كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية في الجنوب والشرق" منذ الأول من سبتمبر. ويشمل تصريحه الأراضي التي قالت ماليار إنها حُررت خلال الأسبوع الماضي.
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة "رويترز" الثلاثاء، عن مسؤول غربي لم تسمه، إنه لا يزال "من المبكر" الحديث عن "نقطة تحوّل" بسبب "المكاسب" التي حققتها أوكرانيا على أرض المعركة.
ضربات مكثفة ولا تعبئة
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية شن "ضربات مكثّفة" على القوات الأوكرانية في كل الجبهات، فيما قال الكرملين إنّه لا مناقشات تجري بشأن إعلان تعبئة عامة لدعم الحملة العسكرية في أوكرانيا، في أعقاب التقدم الأوكراني بجنوب شرقي البلاد.
وقالت الوزارة في تقريرها اليومي إنّ "القوات الجوية والباليستية والمدفعية الروسية تنفذ ضربات مكثّفة على وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في كل مناطق العمليات".
وأوضح المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف أنّ "طيران القوات الروسية دمر مروحية Mi-8 تابعة للقوات الجوية الأوكرانية في منطقة ميكولايف"، كما أسقط الدفاع الجوي الروسي "6 طائرات أوكرانية مسيرة في مناطق خيرسون ونيكولايف وزابوروجيا ودونيتسك، ودمر 7 قذائف من راجمات صواريخ".
إسقاط طائرة إيرانية
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية الثلاثاء، إنها أسقطت طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" تستخدمها القوات المسلحة الروسية في منطقة خاركوف، وهي المرة الأولى التي تعلن فيها كييف إسقاط إحدى هذه الطائرات.
وتتهم أوكرانيا والولايات المتحدة، إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة، غير أن طهران تنفي ذلك.
ونشرت وزارة الدفاع صوراً لما بدا أنه أجزاء من طائرة مسيرة مدمرة، وكتب على جانبها كلمة "جيران-2" باللغة الروسية. وبدا أن طرف الجناح يتطابق مع طرف جناح الطائرة "شاهد-136".