
تخطط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترشيح لين تريسي السفيرة الأميركية الحالية في أرمينيا لتصبح السفيرة الجديدة للولايات المتحدة لدى روسيا، حسب ما ذكر 3 مصادر مطلعة لشبكة "سي إن إن" الأميركية.
وتأمل إدارة بايدن في تعيين تريسي بسرعة لتحل محل جون سوليفان الذي استقال في وقت سابق من هذا الشهر. لكن توقيت وصولها وترشيحها سيعتمد رسمياً على موافقة روسيا على قبولها سفيرة، في وقت تشهد العلاقات توتراً كبيراً بين واشنطن وموسكو مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا.
وستغدو الدبلوماسية المحترفة، التي تتحدث الروسية وكانت الدبلوماسية الثانية في موسكو منذ عام 2014 حتى 2017، أول امرأة تشغل هذا المنصب. وتشغل تريسي منصب سفيرة أميركا لدى أرمينيا منذ عام 2019.
وعادة، يوافق البلد المضيف على اختيار اسم السفير قبل ترشيحه رسمياً من خلال عملية تسمى الموافقة.
ونقلت الشبكة الأميركية عن مصدرين لم تكشف عن هويتيهما، قولهما إنّ الولايات المتحدة أعطت بالفعل اسم تريسي للروس لبدء تلك العملية.
ويشير مسؤولون أميركيون إلى أنّ روسيا تريد الاحتفاظ بعلاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، وربما يكون لديها دافع لقبول تريسي من دون تأخير العملية لضمان احتفاظ سفيرها في واشنطن بحق الدخول.
في المقابل، رفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على الأمر.
تأتي هذه الخطوة بعد ترك السفير جون سوليفان المفاجئ لمنصبه في وقت سابق من هذا الشهر بعد نحو 3 سنوات في هذا المنصب.
"إصلاح شامل"
واعتبرت "سي إن إن" أنّ ترشيح تريسي سيكون بداية عملية "إصلاح شامل" للقيادة في السفارة في موسكو.
وأشارت إلى أنّ السفير سوليفان لم يكن متواجداً في روسيا معظم الصيف، لأنّه كان في الولايات المتحدة مع زوجته التي كانت تعاني من مرض خطير وتوفيت الأسبوع الماضي.
في غضون ذلك شغلت إليزابيث رود، نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية منصب القائم بالأعمال، وظهرت بشكل أكثر وضوحاً عندما حضرت محاكمات نجمة كرة السلة بريتني جرينر التي حُكم عليها بالسجن 9 سنوات بعد إدانتها بتهريب القنب الهندي في أغسطس. ورشحت رود لمنصب السفير الأميركي المقبل في تركمانستان.
ويؤكد المسؤولون الأميركيون أنّهم يخططون لتشكيل فريق دبلوماسي قوي على وجه السرعة في موسكو. وفي وقت سابق من هذا الشهر قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بروكسل: "لا نشهد في هذه المرحلة أي مؤشر من روسيا على استعدادها لمتابعة الجهود الدبلوماسية بجدية، ولكن إذا حان الوقت، يجب أن تكون أوكرانيا في أقوى موقف ممكن".
أولويات السفيرة الجديدة
ورجحت "سي إن إن" أنه بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا، ربما تكون قضية الأميركيين المحتجزين في روسيا أولوية رئيسية للسفيرة الجديدة.
ولفتت إلى أنّ سوليفان لعب دوراً رئيسياً في تأمين إطلاق سراح الجندي السابق في مشاة البحرية تريفور ريد في وقت سابق من هذا العام. وقال بعد إطلاق سراح ريد إنه شارك بفعالية في الجهود المبذولة لإطلاق سراح جرينر وبول ويلان، وكلاهما مسجون في روسيا.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل، الأسبوع الماضي، إنّ المحادثات والارتباطات بين الولايات المتحدة وروسيا لتأمين إطلاق سراح جرينر وويلان "ما زالت مستمرة" على الرغم من رحيل سوليفان.
وعلى الرغم من تضاؤل مشاركة سوليفان خلال الأشهر الأخيرة، أقر بعض المسؤولين الأميركيين بأن خسارته ستترك أثراً ملموساً.
وفي تعليق على الأمر، قال مسؤول أميركي رفيع: "إنه (سوليفان) قائد عظيم، كان يهتم بالناس والعائلات، ومع ازدياد صعوبة الأمور في موسكو، وطرد الكثير من الأشخاص والموظفين المحليين، فقد ضاعف الجهود التي ينبغي القيام بها للحفاظ على البعثة وسير عملها"، مشيراً إلى أنه "ركز على مسألة الأميركيين المحتجزين، ومحاولة إعادتهم إلى الوطن ظلت على قمة أولوياته".
وكان سوليفان السفير السياسي الوحيد الذي تم تعيينه في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب ليبقى في إدارة خلفه بايدن لفترة طويلة. وكان رحيله متوقعاً لأنه كان في المنصب منذ 3 أعوام تقريباً، لكن التوقيت المحدد لمغادرته كان أيضاً بسبب مرض زوجته.
وأضاف المسؤول: "سوليفان كان المعين السياسي الوحيد من إدارة ترمب الذي أُبقي عليه في منصبه، وهذه شهادة على تاريخه الطويل في الخدمة العامة على نحو مشترك بين الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)".
اقرأ أيضاً: