أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، خلال لقاء نظيره الصيني شي جين بينج في سمرقند، بموقف بكين "المتوازن" من غزو أوكرانيا، وندد بـ"محاولات غربية" تهدف إلى إقامة "عالم أحادي القطب"، في حين أكد الرئيس الصيني أن بلاده تسعى للعمل مع روسيا باعتبارهما من "القوى العظمى".
وأضاف بوتين على هامش قمة دول منظمة شنغهاي للتعاون التي تستضيفها أوزبكستان، أن روسيا تقدر "موقف الصين المتوازن" تجاه أوكرانيا، مندداً بالجهود الغربية الهادفة إلى إقامة "عالم أحادي القطب"، قائلاً "محاولات إقامة عالم أحادي القطب اتخذت في الفترة الأخيرة شكلاً قبيحاً للغاية وهي غير مقبولة بتاتاً".
وأضاف "نحن ندافع بشكل مشترك عن تشكيل عالم عادل وديمقراطي ومتعدد الأقطاب على أساس القانون الدولي والدور المركزي للأمم المتحدة، وليس على بعض القواعد التي توصل إليها طرف ما ويحاول فرضها على الآخرين دون توضيح ماهيتها".
وأعرب الرئيس الروسي عن تقديره "بشدة للموقف المتوازن لأصدقائنا الصينيين بشأن أزمة أوكرانيا، كما نتفهم أسئلتك وقلقك بشأن هذا، وسنشرح لك بالطبع موقفنا خلال اجتماع اليوم".
وأعرب بوتين عن تمسكه بمبدأ "صين واحدة "، وقال إن روسيا "تدين الاستفزاز من جانب الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها في مضيق تايوان"، في إشارة إلى السفن العسكرية التابعة للبحرية الأميركية التي تبحر عبر المياه الدولية في مضيق تايوان، بحسب وكالة "رويترز".
مستويات قياسية من التبادل التجاري
واعتبر الرئيس الروسي في أول لقاء مع نظيره الصيني منذ غزو أوكرانيا، أن "قمة شنغهاي يجب أن تعزز تعاونها كمنظمة فعالة على الصعيد الدولي"، مشيراً إلى حجم التبادل التجاري بين البلدين إذ توقع أن يصل إلى "مستويات قياسية تتجاوز 200 مليار دولار وأكثر في المستقبل"، بحسب ما نقلته "روسيا اليوم".
وتشهد التجارة بين روسيا والصين في عام 2022 زخماً كبيراً مع توجه موسكو شرقاً لمواجهة العقوبات الغربية، إذ زاد حجم التبادل التجاري بنسبة 35% وتجاوز 140 مليار دولار. وخلال الأشهر الـ7 الأولى من العام الجاري زاد حجم التبادل التجاري بنسبة 25%.
تعميق الشراكة الاستراتيجية
بدوره، قال الرئيس الصيني خلال القاء "نحن مستمرون في حوارنا النشط مع روسيا بهدف تحقيق الاستقرار"، مشيراً إلى أن "اللقاء سيؤدي إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا وعلى الصعيد الدولي".
وأكد شي لبوتين أن "الصين تسعى للعمل مع روسيا على اعتبار أن البلدين من القوى العظمى"، لافتاً إلى أن بلاده تسعى لـ"بث الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم تسوده الفوضى".
وقال الرئيس الصيني "بدأنا في الفترة الأخيرة تجاوز تداعيات وباء كورونا، تحدثنا مرّات عديدة عبر الهاتف، وواصلنا الاتصالات الاستراتيجية الفعالة".
وتابع "لدينا رغبة شديدة في استخدام هذا الاجتماع لمنظمة شنغهاي للتعاون لتبادل وجهات النظر معك بشأن قضايا دولية وإقليمية ذات اهتمام مشترك".
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون الصين وروسيا والهند وباكستان و4 دول في آسيا الوسطى هي كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان.
وأفادت وكالة "نوفوستي" الروسية، بأن بوتين وشي يبحثان التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، فيما توقعت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن يشهد الاجتماع مناقشات بشأن كيفية تعميق العلاقات الاقتصادية، في ظل ما تواجهه روسيا من عقوبات غربية.
ويعقد الاجتماع على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أوزبكستان، في وقت تتراجع فيه روسيا بالحرب التي بدأها بوتين منذ ما يقرب من 7 أشهر، خصوصاً مع إعلان أوكرانيا، في وقت سابق هذا الشهر، استعادة 3 آلاف و500 ميل مربع من الأراضي التي كانت خاضعة للسيطرة الروسية منذ بدء الهجوم.
وقد أشار الكرملين في وقت سابق إلى أنه "في الظروف الحالية، وفي الوقت الذي تُمارس فيه ضغوط على موسكو من خلال العقوبات، يشهد التعاون مع بكين استقراراً وزخماً أكثر، إذ يسعى الجانبان إلى زيادة التبادل التجاري ليصل إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2024.