
أفاد مصدر عسكري إسرائيلي، الخميس، بأن الجيش الإسرائيلي رصد انسحاب جماعات مسلحة موالية لإيران من بينها "حزب الله" اللبناني، من مواقع في سوريا، وذلك عقب سلسلة ضربات جوية نفذتها تل أبيب خلال الأسابيع الأخيرة.
واعتبر الضابط الإسرائيلي الذي لم ينشر اسمه لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن "انسحاب القوات الإيرانية من المنطقة، هو نتيجة لضربات الجيش الإسرائيلي".
وخلال الأسابيع الأخيرة، شنّت إسرائيل ضربات جوّية في سوريا طالت مطارات ومواقع للجيش السوري وأهدافًا إيرانيّة وأخرى لـ"حزب الله" اللبناني.
وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، الاثنين الماضي، عن خريطة لمنشآت عسكرية في سوريا قال إنها "استخدمت لتصنيع ذخائر متطورة لإيران ووكلائها".
واتهم جانتس في تصريحات أدلى بها في مؤتمر لصحيفة "جيروزاليم بوست" إيران بتحويل المواقع العسكرية السورية إلى "منشآت لتصنيع صواريخ موجهة بدقة لحزب الله والجماعات الإيرانية المسلحة الأخرى في المنطقة"، مشيراً إلى أن "المبادرة بدأت في عهد قاسم سليماني"، قائد "فيلق القدس" الإيراني الذي قتلته الولايات المتحدة في عام 2020.
ولا يعلّق الجيش الإسرائيلي على ضربات محددة في سوريا، لكنه اعترف بإجراء مئات الطلعات الجوية ضد الجماعات المدعومة من إيران، التي تحاول الحصول على موطئ قدم في البلاد.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يهاجم أيضاً شحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة إلى تلك الجماعات، وعلى رأسها "حزب الله" اللبناني، في حين أدت الغارات الجوية الأخيرة المنسوبة إلى إسرائيل إلى تعطيل العمليات في مطارين رئيسيين في سوريا.
توقف المساعدات
وفي السياق، قالت مفوضة الأمم المتحدة في سوريا لين ولتشمان للصحافيين في جنيف، إن الضربة الجوية الإسرائيلية على مطار دمشق في يونيو "أدت إلى تعرض البنية التحتية لأضرار بالغة، وتسببت في إغلاق المطار لمدة تقترب من أسبوعين أو 13 يوماً"، وأضافت أن "هذا يعني تعليق تسليم الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية بالغة الأهمية".
وانخرطت إيران في سوريا على مدى أكثر من عقد، إذ نشرت قوات من "الحرس الثوري" وقوات النخبة، في وقت مبكر عام 2012 لمساعدة حليفها الرئيس بشار الأسد على مواجهة المعارضة المسلحة، كما دأبت طهران على وصف القوات الإيرانية بأنها تلعب دوراً استشارياً بموجب دعوة من حكومة دمشق.
وإلى جانب الإيرانيين، لعبت الجماعات المسلحة المدعومة من طهران دوراً قتالياً حيوياً، وفي مقدمها "حزب الله" اللبناني.
وشنت إسرائيل ضربات جوية متعددة على تلك الجماعات من بينها ضربات في يونيو الماضي، أخرجت مطار دمشق عن الخدمة، كما ألحق القصف أضراراً بالمدرج بعد استهداف "مستودعات لفصائل إيران" قرب المطار.