
وصف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي (البرلمان)، ليونيد سلوتسكي، تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشأن العثور على مقبرة جماعية في مدينة إيزيوم الأوكرانية بـ"الاستفزاز الرخيص"، في حين اعتبرتها سلطات خاركوف الموالية لروسيا أنها "تكرار لسيناريو مدينة بوتشا".
وقال سلوتسكي لوكالة "تاس" الروسية، "إن تصريحات زيلينسكي حول مقابر جماعية يزعم أنه تم العثور عليها في إيزيوم هي استفزاز رخيص جديد وكذب خال من أي أساس".
ولفت إلى أن "السيناريو المقبل معروف، وسيظهر في المكان صحافيون ومصورون حقيقيون سيلتقطون صوراً لوسائل الإعلام"، لكنه أضاف: "لن يرى أحد أي أدلة"، بحسب ما نقلته قناة "روسيا اليوم".
وأشار إلى أنه "وفق الطريقة المستخدمة سابقاً أكثر من مرة، ستوجه اتهامات إلى روسيا مصحوبة بدعوات إلى فرض عقوبات جديدة عليها وتسليم أسلحة إضافية لأوكرانيا".
وكان زيلينسكي أعلن، الخميس، العثور على "مقبرة جماعية" في مدينة إيزيوم الواقعة في منطقة خاركوف في الشرق الأوكراني، والتي استعادتها قواته من الجانب الروسي قبل أيام في إطار هجوم أوكراني مضاد.
من جهته، قال فيتالي غانتشيف رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمنطقة خاركوف الموالية لروسيا، الجمعة، إن "السلطات الأوكرانية تحاول تكرار سيناريو مدينة بوتشا من خلال نشر مزاعم حول العثور على مقبرة جماعية في مدينة إيزيوم".
وأضاف أن إيزيوم "مثل أي مدينة أخرى في المقاطعة تعرضت لقصف شديد من قبل القوات الأوكرانية إذ يركز في الأساس على مواقع البنية التحتية ومبان سكنية".
واتهمت أوكرانيا عدة مرات القوات الروسية بارتكاب الكثير من الفظائع في الأراضي التي تحتلها ولا سيما مدينة بوتشا في ضاحية كييف التي انسحبت منها في نهاية مارس وحيث عثر على جثث مدنيين تمت تصفيتهم.
443 قبراً
وشاهد مراسلو وكالتي "رويترز" و"فرانس برس"، الجمعة، مئات القبور وعليها علامة الصليب في غابة قريبة من مدينة إيزيوم التي استعادتها القوات الأوكرانية من الروس مؤخراً في شرق أوكرانيا.
وشرعت السلطات الأوكرانية بشكل خاص في فحص قبر يحتوي على جثث 17 جندياً أوكرانياً يعلوه صليب كُتب عليه "الجيش الأوكراني، 17 شخصاً. إيزيوم، من المشرحة".
في الوقت نفسه، انشغلت فرق إزالة الألغام بالبحث عن ألغام أو عبوات ناسفة يحتمل وجودها في المناطق المحيطة غير بعيد عن مقبرة قديمة، بحسب "فرانس برس".
وقال أوليج كوتينكو، المسؤول الحكومي عن البحث عن الأشخاص المفقودين، إن العثور على هذه القبور تم بفضل مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي وفيه يقول رجل "يجب أن نأخذ جثث الجنود الأوكرانيين في المشرحة ودفنها لأن أوكرانيا لا تريدها".
وقال كوتينكو لـ"فرانس برس"، إن القبور وعددها 443، حُفرت أثناء القتال عندما سيطرت القوات الروسية على المدينة في مارس وأثناء احتلالها الذي انتهى الأسبوع الماضي.
وتابع: "شاهدت القبر رقم 443. لم أر الرقم واحد"، قبل أن يضيف: "نحن نقدر العدد الإجمالي للقتلى (المرتبطين بالنزاع وأثناء الغزو) بحسب الأرقام ... لكن يمكن أن تحتوي بعض القبور على شخصين أو 3".
وذكر كوتينكو أن "القبور التي لا تحمل أسماء هي لأشخاص (عُثر عليهم) في الشارع". بالإضافة إلى ذلك كما قال "مات الكثير من الناس من الجوع. كان هذا الجزء من المدينة معزولاً، بدون إمدادات. كان الناس محتجزين".
وأضاف: "هناك أيضاً مقابر أخرى في المدينة لكننا لم نذهب إليها بعد. لذلك لا نعرف ما هو الوضع" ككل.
وفد أممي
من جهتها، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الجمعة، أنها تريد أن ترسل "قريباً جداً" بعثة إلى مدينة إيزيوم للتحقق من ادّعاءات السلطات الأوكرانية حول وجود مقبرة جماعية فيها وبحدوث تصفيات.
وقالت إليزابيث ثروسيل الناطقة باسم المفوضية خلال إحاطة إعلامية للأمم المتحدة في جنيف "زملاؤنا في أوكرانيا في بعثة مراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، يتحققون من هذه الادعاءات ويريدون تنظيم زيارة إلى إيزيوم لتحديد ظروف سقوط هؤلاء الأشخاص" الذين عثر على جثثهم في المدينة.
وأضافت: "سيؤمنون متابعة وسينظمون على ما نأمل زيارة لإيزيوم قريباً"، معتبرةً أن "أي معلومة من هذا النوع تثير صدمة. لذا من الضروري التوصل إلى معرفة ظروف وفاة الأشخاص المدفونين في هذه المقابر الجماعية".
وأوضحت أنه من المهم التأكد عند اكتشاف مقابر جماعية إن كان الأمر يتعلق بعسكريين أو مدنيين وهل قتلوا عمداً أو قضوا في معارك أو لأسباب طبيعية ناجمة عن غياب الرعاية الطبية.