
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، إن كثيراً من الأوكرانيين دُفنوا في مواقع مختلفة بشمال شرقي أوكرانيا المحرر، من بينهم "أسر كاملة وأشخاص تعرضوا للتعذيب"، وسط صدمة أميركية وأوروبية من هذه التقارير.
الرئيس الأوكراني قال لـ"رويترز" في مقابلة بمكتبه الرئاسي إن هناك تحقيقات جارية حول ذلك بمساعدة دولية، وإن هناك أدلة على "جرائم حرب" روسية في تلك المناطق، وفق تعبيره.
ومضى قائلاً: "حتى اليوم، هناك 450 شخصاً دُفنوا"، مشيراً إلى وجود عمليات دفن منفصلة لـ"كثير" من الناس. وتابع: "هناك أشخاص عُذبوا. أُسر كاملة في مناطق معينة".
ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك "جرائم حرب" مزعومة، قال: "كل هذا موجود. (هناك) لجان تحقيق مع شركاء دوليين، ولجان تحقيق مشتركة".
وأضاف زيلينسكي: "يعمل مدعونا مع آخرين دوليين. هناك بعض الأدلة، وتجرى تقييمات أوكرانية ودولية، وهذا مهم للغاية لنا، وللعالم أن نعرف ذلك".
وتنفي روسيا استهداف المدنيين، وقالت في الماضي إن الاتهامات الموجهة لها بانتهاك حقوق الإنسان حملة تستهدف تشويه سمعتها.
وقال حاكم إقليم خاركوف أوليج سينيجوبوف للصحافيين، الجمعة، في واحد من مواقع الدفن في مدينة إيزيوم، إن بعض الجثث المستخرجة هناك "عُثر عليها مقيدة الأيدي من الخلف".
من جهته، وصف رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي (البرلمان)، ليونيد سلوتسكي، تصريحات الرئيس الأوكراني بشأن العثور على مقبرة جماعية في مدينة إيزيوم الأوكرانية بـ"الاستفزاز الرخيص".
وقال سلوتسكي لوكالة "تاس" الروسية، "إن تصريحات زيلينسكي حول مقابر جماعية يزعم أنه تم العثور عليها في إيزيوم هي استفزاز رخيص جديد وكذب خالٍ من أي أساس".
ولفت إلى أن "السيناريو المقبل معروف، وسيظهر في المكان صحافيون ومصورون حقيقيون سيلتقطون صوراً لوسائل الإعلام"، لكنه أضاف: "لن يرى أحد أي أدلة"، بحسب ما نقلته قناة "روسيا اليوم".
وأشار إلى أنه "وفق الطريقة المستخدمة سابقاً أكثر من مرة، ستوجه اتهامات إلى روسيا مصحوبة بدعوات إلى فرض عقوبات جديدة عليها وتسليم أسلحة إضافية لأوكرانيا".
"تصرفات مروعة"
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، إن روسيا تتصرّف بشكل "مروّع"، وارتكبت على الأرجح جرائم حرب.
وأضاف للصحافيين: "هذا جزء مروّع من رواية متواصلة. كلما رأينا المد الروسي يتراجع من أجزاء احتلها في أوكرانيا، نرى ما الذي يتركه خلفه".
وتابع: "العثور أخيراً على أكثر من 440 قبر في إيزيوم يذكرنا بذلك".
أما المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، فوصف تقارير المقبرة الجماعية بأنها "مروعة".
"صدمة" أوروبية
وعبّر الاتحاد الأوروبي عن "صدمة كبيرة" إثر العثور على مئات الجثث المدفونة في المقبرة الجماعية، وأدان "هذه الفظاعات بأشد العبارات".
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان: "لقد خلف العدوان الروسي على أوكرانيا دماء ودماراً. (...) ستُحاسب روسيا وقادتها السياسيون وجميع المتورطين في الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في أوكرانيا".
وأوضح أن "الاتحاد الأوروبي يدعم كل الجهود المبذولة في هذا الخصوص"، متابعاً أن "آلاف المدنيين تعرضوا للقتل. وتعرض آخرون للتعذيب والمضايقات والاعتداءات الجنسية والخطف والتهجير القسري. على هذا السلوك اللاإنساني للقوات الروسية (...) أن يتوقف على الفور".
تهديد روسي
وعلى الجانب الآخر، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطابه أمام قمة "منظمة شنغهاي للتعاون" في أوزبكستان الجمعة، عن الحرب علناً للمرة الأولى منذ أن طردت أوكرانيا قواته من إقليم خاركوف الأسبوع الماضي.
واتهم بوتين الغرب بالرغبة في تفكيك روسيا، وقال إنه أرسل القوات المسلحة الروسية إلى أوكرانيا في فبراير من أجل منع ذلك.
وهدد بوتين بشن ضربات على البنية التحتية الأوكرانية، قائلاً: "سنرى كيف سينتهي الحال".