
حذّر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الأربعاء، الولايات المتحدة من مخاطر التحول إلى طرف في الصراع القائم مع أوكرانيا، لافتاً إلى أن موسكو وبكين تسعيان إلى تعزيز نظام متعدد الأقطاب حول العالم يناهض النظام الذي تدافع عنه واشنطن.
يأتي ذلك بعدما أعلن الرئيس الروسي في وقت سابق، الأربعاء، استدعاء مئات آلاف الروس للقتال في أوكرانيا محذراً الغرب من أن موسكو "ستستخدم كل الوسائل" المتاحة لها للدفاع عن نفسها.
وقال لافروف في مقابلة مع مجلة "نيوزويك" الأميركية، إن "الغرب بقيادة الولايات المتحدة يسعى علناً إلى هزيمة روسيا في ساحة المعركة"، لافتاً إلى استعدادهم لـ"التضحية بأوكرانيا من أجل أهدافهم الجيوسياسية. ولتحقيق ذلك، يغرقون البلاد بالأسلحة، وهذا يؤدي إلى صراع متصاعد وطويل الأمد".
"مرتزقة ومستشارون أميركيون"
وقال لافروف إن بلاده سجلت "مرتزقة ومستشارين أميركيين في ساحة المعركة"، مضيفاً: "الولايات المتحدة تقترب من التحول إلى طرف في الصراع.. ولسوء الحظ، يبدو أن واشنطن لا تزال تعيش في الماضي، وتفكر من منظور القطبية الأحادية".
وذكّر لافروف أن الولايات المتحدة "لم تقبل بعد حقيقة أن العالم الحديث لم يعد متمركزاً حول الغرب"، مشيراً إلى "ظهور لاعبين أقوياء ومستقلين من البلدان النامية، الذين لا يريدون المشاركة في الحملة ضد روسيا التي تحرض عليها واشنطن".
وأكد أن التحركات الغربية تؤجل "احتمالات تسوية" الأزمة مع أوكرانيا، مشيراً إلى أن "واشنطن ليست مهتمة بإحلال السلام والهدوء في أوكرانيا، وقد أصبح ذلك واضحاً بالفعل في مارس، عندما اقتربت موسكو وكييف من التوصل إلى اتفاقات متبادلة".
وعن العقوبات الغربية، اعتبر وزير الخارجية الروسي أن العقوبات كانت "تهدف لشل موسكو، لكنها فشلت في تحطيم الاقتصاد الروسي، وعلاوة على ذلك، بدأت العقوبات تعتبر سلاحاً ذا حدين".
وأشار إلى "الارتفاع في الأسعار والتضخم في العديد من البلدان الأوروبية، فضلاً عن نقص الطاقة والتهديدات بحدوث اضطرابات اجتماعية"، مؤكداً أن "هذا هو الثمن الذي يدفعه المواطنون العاديون مقابل السياسة المعادية لروسيا التي تنتهجها النخب الحاكمة" في الغرب.
"حرب طويلة الأجل"
ورداً على سؤال بشأن مدى استعداد روسيا لسيناريو طويل الأمد للحرب في أوكرانيا، أجاب لافروف: "رد الولايات المتحدة وحلفائها على العملية العسكرية الخاصة لروسيا قد رسم بشكل أساسي الخط الفاصل في ظل حقبة كاملة من التفاعل بين بلدنا والغرب".
وتابع: "أولئك الذين اعتقدنا أنهم شركاء اقتصاديون جديرون بالثقة، اختاروا عقوبات غير شرعية وقطعاً أحادي الجانب للعلاقات التجارية"، معرباً عن "عدم سعادة روسيا بذلك فما تم بناؤه خلال عقود من العمل الشاق تم تدميره بين عشية وضحاها".
وتعهّد لافروف بمواصلة "العمل مع الشركاء المستعدين للتعاون المفيد للطرفين، والذين لم يتأثروا بالهستيريا المعادية لروسيا، وهم يشكلون الغالبية العظمى من المجتمع الدولي"، وأضاف: "ليس لدي شك في أن روسيا ستصمد أمام أي ضغوط عقوبات".
"الشراكة الروسية الصينية"
وعن العلاقات مع الصين، أكد لافروف أن "الشراكة الاستراتيجية مع الصين لا تزال أولوية مطلقة في السياسة الخارجية لروسيا، فهي أمر مستدام وطويل الأجل ولا يعتمد على تقلب البيئة الدولية".
وتتميز العلاقة بين روسيا والصين بـ"الثقة المتبادلة العميقة، والدعم المتبادل في حماية المصالح الوطنية الأساسية لبعضهما البعض، والاستعداد لتوسيع العلاقات ذات المنفعة المتبادلة"، بحسب لافروف.
وأضاف: "بالتعاون مع أصدقائنا الصينيين، سنواصل العمل على تحسين الوضع العالمي، وتسهيل إنشاء نظام عادل متعدد الأقطاب يستند إلى ميثاق الأمم المتحدة، وقبل كل شيء، إلى المبدأ الأساسي المتمثل بالمساواة في السيادة بين الدول".