
استولى الجيش الأوكراني على عشرات الدبابات التي خلّفتها القوات الروسية لدى فرارها في شرق البلاد، مضيفاً أسلحة مهمة إلى ترسانته بعد نحو 7 أشهر على حرب أفقدت الجانبين موارد بشرية وآليات عسكرية، كما أفادت "بلومبرغ".
ونقلت الوكالة عن مصدر تقديره الاستيلاء على نحو 200 دبابة، من دون تحديد عدد الدبابات العاملة أو تلك التي يمكن إصلاحها، علماً أن بعضها مُدمّر. وأشار مصدر آخر إلى أن ثمة نماذج متطوّرة في الدبابات المُصادرة، مثل "تي-80".
ويُرجّح أن تخفّف تلك الدبابات، بعض الضغط على القوات الأوكرانية مع اقتراب فصل الشتاء، الذي يُحتمل أن يكون صعباً، حين تصبح الأراضي أكثر تعقيداً ويصعب التنقل فيها من دون دبابات.
وفي الوقت ذاته، تستعد الحكومة في كييف لمواصلة مطالبتها بالحصول على مزيد من الأسلحة، من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، لمواجهة روسيا.
وأعلنت أوكرانيا أن قواتها استعادت ما لا يقلّ عن 6 آلاف كيلومتر مربع من الأراضي، غالبيتها شمال شرقي البلاد، في هجوم مضاد شنّته على القوات الروسية.
وأدى ذلك إلى تراجع القوات الروسية إلى المناطق التي سيطرت عليها موسكو، ومتمردون موالون لها، منذ عام 2014، علماً أنهم يواصلون احتلال أجزاء كبيرة من جنوب أوكرانيا، حيث كان تقدّم القوات الحكومية أكثر محدودية.
دبابات سوفيتية الصنع
تلقّت كييف حتى الآن دبابات تعود غالباً إلى الحقبة السوفيتية، من عدد ضئيل من حلفائها، بما في ذلك بولندا، وتطالب بأسلحة حديثة، لكن دولاً، بما في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا، رفضت ذلك حتى الآن.
وبموجب اتفاق مبادلة أُعلن هذا الأسبوع، سترسل سلوفينيا إلى أوكرانيا 28 دبابة من طراز "إم-55 إس" وتتلقّى 40 مركبة نقل عسكرية من ألمانيا في مقابل ذلك.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن واشنطن ستساعد كييف على الاستفادة من الأصول المُصادرة، مضيفة أنها دعمت دولاً أخرى تزوّد أوكرانيا بدبابات سوفيتية الصنع، فضلاً عن تأمين قطع غيار وصيانة.
ولفت محللون عسكريون إلى أن كييف استولت على بعضٍ من أحدث المركبات الروسية، بما في ذلك دبابات "تي-90". وأفاد موقع "أوريكس" الهولندي لتحليل المعلومات الاستخباراتية من مصادر مفتوحة، باستيلاء أوكرانيا على أكثر من 380 دبابة روسية منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير.
"أبرامز" و"ليوبارد"
ورفض ميخايلو بودولياك، وهو مستشار لمدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التعليق على عدد الدبابات القابلة للتشغيل التي تم الاستيلاء عليها.
وقال إن الهجوم على مدينة خاركوف جلب "جوائز" كثيرة، مستدركاً: "كل حالة هي فريدة من نوعها: كل حالة تحتاج إلى فحص وتقييم من حيث الوضع والجاهزية للقتال على حدة".
لكن بودولياك أصرّ على أن ذلك لن يؤثر في حاجة أوكرانيا لمزيد من الدبابات من حلفائها، مضيفاً: "لدينا حاجة ماسة إلى أسلحة حديثة، بما في ذلك دبابات مصنوعة في الولايات المتحدة وألمانيا"، من أجل إنهاء الحرب بسرعة.
وتابع: "الدبابات السوفيتية التي صُنعت بين خمسينات وثمانينات (القرن العشرين) لن تكون قادرة على منافسة (دبابات) أبرامز (الأميركية) وليوبارد (الألمانية)".
وذكر إيجور ليفتشينكو، مسؤول النمذجة الاستراتيجية في New Geopolitics، وهي مؤسسة فكرية تتخذ كييف مقراً، أن أوكرانيا استولت على أقلّ بقليل من 100 دبابة روسية لم تُدمّر خلال الهجوم على خاركوف.
واعتبر أن عدداً محدوداً من تلك الدبابات سيكون جاهزاً للمعركة فوراً، مرجّحاً إصلاح غالبيتها بسهولة. وقال: "100 دبابة قتال أساسية هو رقم ضخم، يكفي لواء دبابات كامل".
واستدرك أن ذلك لا يكفي للتأثير في حاجة ملحّة لأوكرانيا لمزيد من الدبابات من بلدان أخرى، يُحتمل أن تأتي غالبيتها من الولايات المتحدة، التي لديها مئات الدبابات من طراز "أبرامز" في المخازن، بحسب "بلومبرغ".
ومع وجود نحو مليون مسلح الآن، تكمن أبرز مشكلة تواجه أوكرانيا في كيفية العثور على دبابات وناقلات جند مدرعة ومركبات أخرى، تكفي لتشكيلها في وحدات يمكن إرسالها إلى القتال.
وقال ليفتشينكو في هذا الصدد: "نحتاج الآن إلى مئات الدبابات وآلاف من ناقلات الجند المدرعة".
اقرأ أيضاً: