مع تصدر الليكود.. تعرف إلى الـ4 الكبار في سباق الانتخابات الإسرائيلية

time reading iconدقائق القراءة - 8
جانب من جلسة للكنيست الإسرائيلي في القدس -7 يوليو 2021 - REUTERS
جانب من جلسة للكنيست الإسرائيلي في القدس -7 يوليو 2021 - REUTERS
القدس-قاسم الخطيب

أظهرت استطلاعات الرأي في إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة تصدّر حزب الليكود النتائج المتوقعة للانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في الأول من نوفمبر المقبل، لكن من دون تحقيق أغلبية تمكّنه من تشكيل الحكومة منفرداً، ما يفتح احتمالات استمرار الحياة السياسية الإسرائيلية في حالة الجمود الذي تعانيه منذ نحو 3 سنوات.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو سيحصل على 33 إلى 35 مقعداً في الكنيست الذي يتألف من 120 نائباً، فيما يليه حزب "هناك مستقبل" (يش عتيد) بزعامة رئيس الوزراء يائير لبيد، مع توقعات بحصده 23- 25 مقعداً. 

فيما يتناوب على المركزين الثالث والرابع في المؤشرات كل من حزب "الصهيونية المتدينة"  بزعامة بتسلئيل سمودريتش وايتمار بن غفير، و"المعسكر الوطني" بزعامة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس، مع توقعات بحصول كليهما على 12 أو 13 مقعداً.

حزب الليكود

اعتبر الليكود أكبر الأحزاب الإسرائيلية خلال السنوات الأخيرة، وكان حتى انتخابات العام الماضي الحزب الحاكم في إسرائيل، قبل أن تنجح مجموعة من أحزاب اليمين والوسط واليسار وحزب عربي في التوصل إلى اتفاق لإقامة حكومة برئاسة زعيم حزب "يمينا"، نفتالي بينيت، وزعيم حزب "هناك مستقبل" يائير لبيد.

وتشكل حزب الليكود عام 1973، بعد اندماج حركة حيروت والحزب الليبرالي لإقامة حزب يميني ليبرالي، استطاع الوصول إلى سدة الحكم بعد 4 سنوات على تأسيسه، تحت زعامة مناحم بيجن. 

وصول الليكود إلى الحكم، مدعوماً بأصوات اليهود الشرقيين واليمين التقليدي في إسرائيل، اعتبر ثورة أو انقلاباً على حكم حزب العمل الإسرائيلي الذي ترأسه فترة طويلة أول رئيس وزراء لإسرائيل دافيد بن جوريون، واعتبر الحزب المؤسس لدولة إسرائيل، وسيطر على مقاليد الحكم فيها ما يقارب من 30 عاماً.

استطاع الليكود بقيادة بيجن التوصل إلى سلام مع مصر عام 1979، ولاحقاً بزعامة بنيامين نتنياهو تم التوصل إلى اتفاقات سلام مع الإمارات والمغرب والبحرين، والاقتراب من اتفاق لتطبيع العلاقات مع السودان.

وشهدت فترات الليكود أيضاً مواجهات عنيفة، إذ خاضت إسرائيل بزعامة بيجن حرب لبنان الأولى 1982، وفي عام 2000 اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد دخول رئيس الحزب آريئيل شارون المسجد الأقصى.

وكرئيس للحزب أعلن نتنياهو عام 2009 أنه يوافق على حل سياسي مع الفلسطينيين قائم على أساس دولتين لشعبين، غير أنه عاد وتنكر لذلك الخطاب وأعلن عشية الانتخابات المبكرة في أبريل 2019 نيته ضم مناطق واسعة من الضفة الغربية لإسرائيل.

وتعرّض الليكود لاتهامات حادة من قبل أعضاء سابقين في صفوفه كوزير العدل الحالي جدعون ساعر، بأن الحزب نسي مبادئه الليبرالية وتحوّل إلى حزب قائم على تقديس شخص زعيمه بنيامين نتنياهو، المتهم بعدة ملفات فساد معروضة أمام المحكمة، بينما يقول مؤيدو نتنياهو إنها قضايا ملفقة تهدف لإبعاده عن السلطة.

أما معارضو نتنياهو فيتهمونه بجر إسرائيل إلى معارك انتخابية بهدف تحقيق أغلبية تمكّنه من تشريع قوانين توقف محاكمته، وتعطيه الإمكانية لإجراء تغييرات بعيدة المدى في السلطة القضائية بإسرائيل.

"هناك مستقبل"

تأسس حزب "هناك مستقبل" أو "يش عتيد" وفق التسمية العبرية عام 2012 قبيل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية في يناير 2013، حين حصل على 19 مقعداً في الكنيست. 

مؤسس الحزب وزعيمه هو الصحافي والمذيع السابق في كبرى محطات التلفزة الإسرائيلية، يائير لبيد الذي وصل إلى مقعد رئيس الحكومة، وهو نجل يوسف طومي لبيد صحافي إسرائيلي قديم وزعيم حزب شينوي ووزير قضاء سابق، ونائب لرئيس الوزراء وزعيم سابق للمعارضة الإسرائيلية.

شغل يائير لبيد منذ دخوله الحياة السياسية منصب وزير المالية في حكومة نتنياهو، ثم وزير الخارجية ورئيس الحكومة البديل في حكومة بينيت، قبل أن يتسلّم منصب رئيس الحكومة في أعقاب قرار بينيت حل الكنيست والتوجه إلى انتخابات مبكرة.

وطرح "يش عتيد" في برنامجه السياسي حل الدولتين والمفاوضات مع الفلسطينيين ضمن رؤيته السياسية، مع الحفاظ على التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية، والحفاظ على وحدة مدينة القدس بشقيها كعاصمة موحدة لإسرائيل، ورفض إعادة الجولان السوري المحتل تحت شعار الحفاظ على أمن الدولة العبرية.

وهناك انطباع لدى الأحزاب المتدينة بأن لبيد وحزبه معاديان للدين ويستهدفان المجتمعات المتدينة داخل إسرائيل للتضييق عليها ومحاصرتها، ويرون أن حزب "يش عتيد" حزب علماني مناهض للدين ولا يمكن أن يكونوا شركاء له في أي ائتلاف حكومي برئاسته.

 وذلك فتح الباب لمنافسين آخرين في المعسكر المناهض لعودة نتنياهو إلى سدة الحكم، ليطرحوا أنفسهم لتشكيل الحكومة القادمة بعد الانتخابات، كوزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس زعيم ائتلاف "المعسكر الوطني".

"المعسكر الوطني"

يضم الائتلاف حزب "أزرق أبيض" بزعامة وزير الدفاع بيني جانتس الذي يترأس لائحة الائتلاف للانتخابات، وحزب "أمل جديد" بزعامة وزير القضاء جدعون ساعر، أحد أبرز الوجوه الشابة والقيادات السابقة في الليكود، والذي اختار الانشقاق عن نتنياهو بعد تقديم لوائح الاتهام ضده بتهم الفساد.

وفي محاولة لتوسيع القاعدة الانتخابية للحزب، قامت قيادته بضم رئيس الأركان الإسرائيلي السابق الجنرال جادي أيزنكوت إلى لائحة الائتلاف الانتخابية. 

وتأمل قيادات "المعسكر الوطني" أنه في حال عدم تمكن معسكر اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو من الحصول على الأغلبية (61 مقعداً) في الانتخابات المقبلة لتشكيل حكومة جديدة، أن يقوم جانتس بهذه المهمة كونه مقبولاً من الأحزاب المتدينة بعكس زعيم حزب "يش عتيد"، بالإضافة الى أنه شخص مرغوب به في أوساط أحزاب الوسط واليسار في إسرائيل .

ويبدو أن موقف الائتلاف غير واضح سياسياً، في حين يطرح ساعر وحزبه برنامجاً يمينياً رافضاً لأي تسوية مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين، يرى أيزنكوت أن عدم قيام دولة فلسطينية بحدود واضحة يمكن أن يؤدي إلى انتهاء الدولة اليهودية، وأن الوضع القائم سيجعل إسرائيل دولة ثنائية القومية، في حين يبدو جانتس أقرب إلى موقف أيزنكوت، إلا أن الموقف الرسمي للائتلاف لا يتحدث بوضوح بشأن هذا الموضوع.

"الصهيونية المتدينة"

وهو ائتلاف لمجموعة من الأحزاب والقوى اليمينية الأكثر تطرفاً، تم تشكيله في فبراير 2003 بعد قرار عضو الكنيست بتسلئيل سمودريتش الانفصال عن قائمة "يمينا" بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت، واتفاقه تحت ضغوطات شخصيات دينية وسياسية في اليمين، مع حزب "قوة يهودية" بزعامة ايتمار بن غفير، أكثر الشخصيات السياسية في إسرائيل اتهاماً بالتطرف القومي.

وفي انتخابات الكنيست الماضية حصل الائتلاف على 6 مقاعد، وسيضاعف مقاعده إلى 12في الانتخابات المقبلة بحسب الاستطلاعات الأخيرة.

ويرفض الائتلاف أي حديث عن حل سياسي مع الفلسطينيين، ويرى في الضفة الغربية جزءاً لا يتجزأ مما يطلق عليه "أرض إسرائيل الكاملة"، وأن التنازل عن السيادة في أي منطقة من الضفة الغربية "كفر بتعاليم الديانة اليهودية".

كما ينادي بإجراء إصلاحات واسعة في النظام القضائي وتحويله إلى جهاز محافظ، فيما كان رئيس الائتلاف قد دعا في الماضي لتحويل إسرائيل إلى دولة شريعة يهودية تحكم بتعليمات التوراة وليس بتشريعات الكنيست وقرارات المحكمة الإسرائيلية العليا.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات