
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، تعديلات تنص على عقوبات بالسجن بحق العسكريين الذين يفرون أو يرفضون القتال في فترة التعبئة.
وتأتي التعديلات في وقت تسعى فيه موسكو إلى تعزيز مكاسبها في أوكرانيا، ووقف الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية.
وطالت التعديلات الجديدة عدداً من مواد القانون الجنائي الروسي المتعلقة بالعقوبات خلال الخدمة العسكرية، وذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية "تاس".
عقوبة العصيان
وتنص التعديلات الجديدة على المادة "332" على أنَّه "يُعاقب بالسجن لمدة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام على عدم تنفيذ أمر الضابط الأرفع أثناء الأحكام العرفية أو في زمن الحرب أو في خضم نزاع مسلح أو عمليات قتالية، وكذلك رفض المشاركة في العمليات العسكرية أو العمليات القتالية".
وتضيف "مع ذلك، فإنَّ أولئك الذين تترتب على رفضهم الذهاب للقتال عواقب وخيمة، قد يواجهون عقوبة السجن من ثلاث إلى عشر سنوات".
عقوبة الفرار
وبموجب القانون الجديد، يُعاقب على الفرار أثناء التعبئة أو الحرب بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً، حيث تم تكميل المادة 338 من القانون الجنائي بفقرة ثالثة تنص على أنَّ "التغيب عن مكان الخدمة العسكرية دون إجازة، والفرار بالسلاح، وكذلك ترك المجموعة أثناء التعبئة أو الأحكام العرفية، أو في زمن الحرب أو في خضم نزاع مسلح، يعاقب عليه بالسجن لمدة 5 سنوات، وقد تصل إلى 15 سنة".
واعتبر القانون الجديد فترات التعبئة والأحكام العرفية وأوقات الحرب "عوامل مشددة في الأحكام الجنائية"، وبالتالي تؤدي إلى تغليظ العقوبات.
عقوبة الاستسلام الطوعي
وتنص المادة الجديدة "352.1" عن "الاستسلام الطوعي" على "معاقبة أولئك الذين يستسلمون طواعية للعدو بالسجن لمدة قد تصل إلى 10 سنوات".
ومع ذلك، يمكن إخلاء سبيل الجندي الذي يرتكب الجناية للمرة الأولى من المسؤولية الجنائية، بشرط أن يكون قد اتخذ تدابير للإفراج عنه، وعاد إلى وحدته أو مركز عمله، ولم يرتكب أي جرائم أخرى أثناء وجوده في الأسر.
عقوبة النهب
وبموجب المادة الجديدة "356.1"، يعاقب أولئك الجنود الذين تتم إدانتهم بالنهب خلال النزاع العسكري أو في زمن الحرب بالسجن لمدد تتراوح ما بين 5 إلى 15 عاماً، وفقاً للظروف المصاحبة للنهب، وما إذا كانت منطوية على عنف، أو على نوع من الجريمة المنظمة.
كما يُعاقب أيضاً على الإخفاق في تنفيذ أمر الشراء الدفاعي في روسيا بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات.
وأفاد الكرملين بأن بوتين وقع أيضاً السبت قانوناً يسهل منح الجنسية الروسية للأجانب الذين يقاتلون في صفوف الجيش لفترة لا تقل عن عام، في وقت تسعى موسكو بكل السبل إلى تجنيد مزيد من العناصر للقتال في أوكرانيا.
التعبئة الجزئية
والأربعاء، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعبئة جزئية بالجيش، متهماً الغرب بالعمل على تدمير الأراضي الروسية، وممارسة "ابتزاز نووي" ضد بلاده.
وأضاف بوتين خلال خطاب بثته وسائل الإعلام الروسية، أنه أمر بتعبئة جزئية للجيش وأن القرار بشأن تلك التعبئة تم توقيعه بالفعل، مشيراً إلى أن "التعبئة تبدأ اليوم".
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في حوار مع التليفزيون الروسي الرسمي عقب الخطاب، استدعاء 300 ألف من قوات الاحتياط، مشيراً إلى أن من تم استدعاؤهم سيحصلون على تدريب عسكري قبل نشرهم.
وذكر شويجو: "لدينا موارد ضخمة و25 مليون فرد. القرار يؤثر في 1% منهم". وأوضح أن التعبئة "تنطبق على من لديهم خبرة عسكرية سابقة". لافتاً إلى أن من خدموا كمجندين في الجيش أو الطلاب لن يتم طلبهم في هذا الاستدعاء.