في الوقت الذي يخرج فيه الإيرانيون إلى الشوارع احتجاجاً على قوانين اللباس الصارمة في البلاد، هتف المتظاهرون بـ"الموت" لمجتبى خامنئي نجل المرشد الإيراني علي خامنئي.
ولا يمتلك مجتبى صاحب الـ53 عاماً، منصباً حكومياً رسمياً، لكن المسؤولين الأميركيين والإيرانيين يقولون إنه مسؤول عن إمبراطورية والده التجارية، ويمتلك نفوذاً في تعيين المسؤولين الأمنيين، حتى وصفته تقارير عدة بأنه "رجل الظل القوي خلف المرشد في إيران"، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن مجتبى يُشرف أحياناً على أجزاء رئيسية من الجهاز الأمني الإيراني، والذي يخضع للتدقيق حالياً عقب الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الشرطة والمتظاهرين بعد وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى جهاز "شرطة الأخلاق" بسبب تعليقات على لباسها.
وتمكن مجتبى من بناء سمعة في أوساط الطبقة الحاكمة في إيران باعتباره "منفذاً وحارساً" لوالده الذي يتولى منصب المرشد الأعلى لإيران منذ 33 عاماً. وفي الوقت الحالي، أصبح مجتبى منافساً قوياً على خلافة والده، حسبما ذكرت "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مصادر مطلعة.
وقال سعيد جولكار، خبير في شؤون أجهزة الأمن الإيرانية وأستاذ مساعد للعلوم السياسية في جامعة تينيسي، للصحيفة، إن مجتبى "رجل قوي يعمل في الظل خلف الكواليس في ساحة المرشد الأعلى".
وفي أواخر أغسطس الماضي، منحت المؤسسة الدينية مجتبى رتبة "آية الله"، وهو اللقب الديني الذي سيحتاجه ليصبح المرشد الأعلى لإيران.
وتأتي هذه الخطوة مع تدهور الحالة الصحيفة لوالده في الأسابيع الماضية، الأمر الذي أجبر خامنئي صاحب الـ83 عاماً على إلغاء الاجتماعات والدخول في عزلة مؤقتة، وفقاً لأشخاص مُطلعين، إلا أن إيران نفت ذلك في وقت سابق.
أبرز المنافسين
وقالت "وول ستريت جورنال" إن "الإيحاء بأن خامنئي يهيئ نجله لخلافته أثار الجدل في إيران، إذ أرست ثورة 1979 حكم رجال الدين ورفضت النظام الملكي الوراثي باعتباره نظاماً فاسداً".
وترى الصحيفة أن خلافة مجتبى لخامنئي "ليست مضمونة"، مُشيرة إلى أن الرئيس إبراهيم رئيسي، يقف في طريقه لهذا المنصب.
وأوضحت الصحيفة أن رئيسي، رجل الدين المُقرب من المرشد الأعلى، يُعد شخصية عامة معروفة ويتمتع بمؤهلات سياسية.
وفي المقابل، لا يظهر مجتبى في الأماكن العامة إلا نادراً، ولكنه سرعان ما أصبح موضع تركيز لغضب المحتجين الذين رددوا في طهران مؤخراً عبارة: "مجتبى، نتمنى أن تموت ولا تصبح المرشد الأعلى".
ولا يُمكن تحديد الدور الذي لعبه مجتبى في الرد على احتجاجات الأسبوع الماضي. إذ سقط ما لا يقل عن 76 ضحية حتى الآن في الاحتجاجات، وفقاً لمنظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية التي تتخذ من النرويج مقراً لها.
ويرى محللون إيرانيون أن تصاعد شعبية مجتبى تُعد علامة على "تشدد التيار المعادي للغرب في البلاد، في الوقت الذي تتعثر فيه المفاوضات النووية مع الغرب، ويتدهور اقتصاد البلاد، ويزداد الاستياء من الحكم المتشدد"، بحسب الصحيفة.
وقال محللون وأشخاص مقربون من الحكومة الإيرانية، إن صعود خامنئي الابن يمثل "تحولاً عن القيادة التقليدية التي كانت حاسمة في تأسيس إيران"، وأن مجتبى يمثل "الجماعات شبه العسكرية ورجال الدين الأكثر تطرفاً الذين برزوا في السنوات الماضية باعتبارهم الأطراف الفاعلة الأقوى في إيرا".
نفوذ أمني
وقال مسؤولون أميركيون وإيرانيون، إن مجالات نفوذ خامنئي الابن في حكومة والده تتضمن العمليات العسكرية والاستخباراتية الدولية وقوات "الباسيج" شبه العسكرية.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن مجتبى هو ثان أكبر أبناء المرشد الأعلى لإيران، وشارك ضمن كتيبة "الحبيب" في الحرب الإيرانية العراقية خلال فترة رئاسة والدة لإيران في ثمانينات القرن الماضي.
وفي عام 2009، اتهم قادة المعارضة مجتبى بالمساعدة في تزوير الانتخابات لصالح الرئيس السابق أحمدي نجاد، وقمع الاحتجاجات التي هزت البلاد وأسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 36 شخصاً، وفقاً للإحصاءات الرسمية.
اقرأ أيضاً: