مظاهرات إيران تدخل يومها التاسع.. وسجال بين طهران وواشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 10
متظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران- 22 سبتمبر 2022 - AFP
متظاهرات في العاصمة الإيرانية طهران- 22 سبتمبر 2022 - AFP
دبي/طهران-وكالات

دخلت المظاهرات في إيران يومها التاسع بعدما انطلقت شرارتها إثر وفاة الشابة مهسا أميني التي احتجزتها "شرطة الأخلاق"، فيما نددت طهران بـ"التدخل الأجنبي" من خلال دعم المتظاهرين عبر وسائل الإعلام، وتوسيع خدمات الوصول الإنترنت.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأحد، إن الاحتجاج السلمي "حق لكل أمة"، غير أنه ندد بدعم الولايات المتحدة الأميركية "لمثيري الشغب، في تنفيذ مشروعهم لزعزعة الاستقرار"، وهو ما اعتبرت أنه "يتعارض بشكل واضح مع رسائل واشنطن الدبلوماسية لإيران بشأن ضرورة التوصل إلى اتفاق نووي وإرساء الاستقرار في المنطقة".

وامتدت المظاهرات التي انطلقت شرارتها قبل أكثر من أسبوع خلال جنازة مهسا أميني (22 عاماً)، وتحولت لأكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات، أسفرت عن سقوط العشرات.

رد أميركي

من جهته، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأحد، أن المحادثات النووية لن تكون سبباً في تراجع واشنطن عن دفاعها ودعمها لحقوق نساء ومواطني إيران.

وقال سوليفان إن الاحتجاجات في إيران "تعكس إيماناً عميقاً وواسعاً بين مواطنيها "بأنهم يستحقون كرامتهم وحقوقهم".

وبحسب حصيلة رسمية غير مفصّلة تشمل متظاهرين وعناصر أمن، سقط 41 شخصاً. لكن الحصيلة قد تكون أكبر، إذ أعلنت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" غير الحكومية ومقرها أوسلو، عن سقوط 54 متظاهراً على الأقل في حملات الأمن لتفريق الاحتجاجات.

مطالبات بالمحاسبة

من جهته، انتقد ممثل الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد، تعامل الأمن الإيراني مع الاحتجاجات، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن "مقتل" الشابة مهسا أميني.

وقال بوريل في بيان للاتحاد الأوروبي، إن تعامل قوات الأمن والشرطة الإيرانية مع المظاهرات "غير متناسب"، رغم الدعوات المتكررة لضبط النفس، وهو ما أدى لوقوع ضحايا.

وأكد أن "الاستخدام الواسع النطاق وغير المتناسب للقوة ضد المتظاهرين السلميين ليس مبرراً ولا مقبولاً"، مضيفاً أن قرار السلطات الإيرانية بفرض قيود مشددة على خدمات الإنترنت، "يدعو إلى القلق ويمثل انتهاكاً صارخاً" لحرية التعبير.

وطالب المسؤول الأوروبي بالتحقيق في وفاة أميني، وقال إنه "يجب محاسبة أي شخص تثبت مسؤوليته عن وفاتها".

وأضاف: "ننتظر من إيران أن توقف الحملة العنيفة على الاحتجاجات فوراً، وأن تضمن إتاحة الوصول للإنترنت"، حاثاً السلطات الإيرانية على "الالتزام بالمبادئ المنصوص عليها في المعاهدات الدولية الخاصة بالحقوق المدنية وضمان الحق في الاحتجاج السلمي في جميع الظروف".

اضطرابات مستمرة

وذكرت وكالة "إرنا" الأحد أن عضواً في قوة "الباسيج"، التي تعمل تحت مظلة "الحرس الثوري" الإيراني، توفي متأثراً بإصابات لحقت به خلال اشتباك مع من وصفتهم بـ "مثيري الشغب" في أرومية في شمال غربي إيران حيث يعيش أغلب الأكراد البالغ عددهم عشرة ملايين نسمة.

وقالت وسائل إعلام رسمية، إن أضراراً لحقت بمقرات 12 فرعاً لبنوك خلال الاضطرابات في الأيام القليلة الماضية، وكذلك تحطمت 219 ماكينة للصراف الآلي.

ووصفت جماعة "هنجاو" الإيرانية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان الأوضاع في مدينة أشنوية، التي تقع أيضاً في شمال غربي البلاد، بأنها "عسكرية بالكامل". وقالت إن المدينة في إضراب، بينما تنفذ السلطات عمليات اعتقال، ووصلت خمس جثث على الأقل للمشرحة هناك. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من هذا التقرير.

ونشر حساب على "تويت" تابع لنشطاء في وقت متأخر من مساء السبت، تسجيلات فيديو لاحتجاجات في حي ستارخان غرب طهران، تظهر محتجين محتشدين في ميدان، ويهتفون "لا تخافوا كلنا في ذلك معاً"، وظهرت في الخلفية دراجة نارية محترقة بدت أنها تابعة لشرطة مكافحة الشغب.

وأظهر تسجيل فيديو نشر السبت أيضاً على مواقع للتواصل الاجتماعي مظاهرة في مدينة بابل، وحاول شبان نزع صور لخامنئي والخميني مؤسس الجمهورية الإيرانية عند مدخل جامعة، بينما هتف المارة "الموت للديكتاتور".

انتقادات لواشنطن

وحملت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة مسؤولية الاضطرابات، وحذرت من أن "المحاولات الرامية إلى المساس بالسيادة الإيرانية لن تمر من دون رد"، وفق ما نقلت "إرنا". 

من جانبه، كتب موقع "نورنيوز" المقرّب من مجلس الأمن القومي الإيراني، رداً على الإذن الأميركي بتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت للإيرانيين، أن "وصول أميركا إلى هذا المستوى من التدخل في شؤون إيران الداخلية ليس أمراً يمكن تجاهله، وسيكون بالتأكيد مصحوباً بالرد اللازم".

وقال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس" الجمعة، إنه سيفعل خدمة "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في استجابة لتغريدة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات "لتعزيز حرية الإنترنت والتدفق الحر للمعلومات" للإيرانيين.

وأكد "مركز كارنيغي"، الأحد، أن خدمة "ستارلينك" تم تشغيلها الآن في إيران، ولكنها تحتاج طبقاً لاقطاً وجهاز توجيه (راوتر)، داخل إيران، لافتاً إلى أن "الحكومة الإيرانية لن تدعمه، لكن يمكن الاستفادة من هذه الخدمة لو أمكن توفير الطبق والراوتر".

 لا تزال اتصالات الإنترنت معطلة السبت، مع توقف تطبيقي "واتساب" و"إنستجرام" خصوصاً. كما أكد موقع "نتبلوكس" الذي يراقب حجب الإنترنت في أنحاء العالم، تعطل تطبيق "سكايب".

استدعاء سفيري بريطانيا والنرويج

إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية (إسنا) الأحد، أن إيران استدعت سفيري بريطانيا والنرويج بسبب ما قالت إنه "تدخل وتغطية إعلامية معادية" للاضطرابات.

وذكرت الوكالة أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير البريطاني بسبب "الطبيعة العدوانية" لوسائل الإعلام الناطقة بالفارسية التي تتخذ من لندن مقراً لها.

كما تم استدعاء السفير النرويجي لشرح "موقف ينطوي على تدخل" لرئيس برلمان بلاده، الذي عبر عن دعمه للمتظاهرين عبر "تويتر".

رئيسي يدعو للتعامل بـ"حزم"

ودعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سلطات إنفاذ القانون، السبت، إلى التعامل "بحزم" مع "المخلين بالأمن العام واستقرار البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" بالعربية. 

وأكد رئيسي على ضرورة "التمييز بين الاحتجاج وتعطيل النظام العام والأمن". 

ويقول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن إيران تضمن حرية التعبير وإنه أمر بإجراء تحقيق في وفاة أميني، بعد احتجازها من جانب شرطة الأخلاق

كما أكد أن "أعمال الفوضى" غير مقبولة وأنه يتعين على إيران التعامل بحزم مع الاضطرابات. وفي خطاب في الأمم المتحدة، قال إن التغطية المكثفة لقضية أميني تعكس "المعايير المزدوجة"، لافتاً إلى حدوث حالات وفاة في حجز الشرطة الأميركية.

أما وزير الداخلية أحمد وحيدي، فقال بحسب "ارنا"، إنه يتوقع "من السلطة القضائية أن تلاحق بسرعة المدبرين والمنفذين الرئيسيين لأعمال الشغب" بعد إعلان الشرطة توقيف أكثر من 700 شخص.

وهذه الاحتجاجات هي الأكبر التي تشهدها إيران منذ تظاهرات خرجت في 2019 احتجاجا على أسعار الوقود في 2019. 

اقرأ أيضاً:

تصنيفات