بدء صدور النتائج الأوّلية لاستفتاءات أوكرانيا.. والاتحاد الأوروبي يتوعد بعقوبات

time reading iconدقائق القراءة - 8
سيدة تضع ورقة التصويت داخل صندوق الاقتراع في آخر أيام استفتاء تقرير المصير بمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا. 27 سبتمبر 2022 - REUTERS
سيدة تضع ورقة التصويت داخل صندوق الاقتراع في آخر أيام استفتاء تقرير المصير بمنطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا. 27 سبتمبر 2022 - REUTERS
موسكو/ بروكسل/ دبي - وكالاتالشرق

تستعد روسيا لإعلان ضم 4 مناطق أوكرانية تخضع للسيطرة الروسية، عقب انتهاء التصويت في استفتاءات لتقرير المصير، الثلاثاء، فيما توعد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على المنظمين والمشاركين في الاستفتاءات.

ونشرت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية، الثلاثاء، أول نتائج الاستفتاءات الشعبية التي جرت في مراكز موجودة على الأراضي الروسية. وبحسب البيانات الأولية، صوت سكان مقاطعة زابوروجيا بنسبة 98.19 في المئة (بعد فرز 18% من الأصوات) لصالح الانضمام إلى روسيا، فيما صوت سكان جمهورية دونيتسك بنسبة 97.91 في المئة (بعد فرز 14% من الأصوات). وصوّت سكان جمهورية لوغانسك لصالح الانضمام بنسبة  97,82 في المئة (بعد فرز 13 % من الأصوات). وصوّت سكان مقاطعة  خيرسون بنسبة 96.97 في المئة (بعد فرز 14% من الأصوات). 

"تغيير جذري"

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع حكومي إن "إنقاذ سكان كل هذه المناطق التي يجري فيها الاستفتاء، هو في صلب اهتمامات مجتمعنا وبلادنا بكاملها"، متحدثاً في اليوم الأخير من هذه الاستفتاءات التي نددت بها كييف والغربيون باعتبارها "مهزلة"، في حين قال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن "الوضع القانوني لتلك المناطق سيتغير جذرياً بعد نتائج الاستفتاءات". 

وشدد بيسكوف على أن روسيا ستتخذ إجراءات لضمان الأمن في تلك المناطق، بعد إعلان نتائج الاستفتاءات.

ويرتقب أن تنتهي روسيا، الثلاثاء، من تنظيم "استفتاءات تقرير المصير" في مناطق خيرسون ولوغانسك ودونيتسك وزابوروجيا بأوكرانيا، فيما أكدت السلطات الموالية لروسيا في مناطق تنظيم الاستفتاءات أنه سيتم إعلان "نتائج موقتة" ليل الثلاثاء وفي الأيام التالية، على أن يصوت البرلمان الروسي بعد ذلك على قانون يشرّع رسمياً ضم المناطق الأربع إلى روسيا.

وقالت رئيسة لجنة تنظيم الاستفتاء في لوغانسك إلينا كرافشينكو إنها واثقة بأن النتائج الأولية للاستفتاء قد تُعلن قبل نهاية اليوم الأخير من التصويت (الثلاثاء)، مع وصول نسبة المشاركة إلى 90.64%.

من جهتها، أكدت لجنة تنتظيم الاستفتاء بمنطقة خيرسون أنها ستعلن عن النتائج الأولية قبل منتصف ليل الثلاثاء، فيما أكدت لجنة تنظيم الاستفتاء بمنطقة زابوروجيا أنها ستعلن نسبة المشاركة بعد إغلاق مكاتب التصويت، على أن تعلن نتائج التصويت الأولية، صباح الأربعاء.

وفي دونيتسك، لم يعلن عن موعد محدد لإعلان النتائج، غير أن رئيس السلطة الموالية لروسيا في المنطقة، دينيس بوشيلين أكد أن النتائج الأولية "لن تتأخر كثيراً"، مشيراً إلى أنه يرجح أن تتضح النتائج الأولية بعد إغلاق مكاتب الاقتراع على أن يتم الإعلان عنها لاحقاً.

عقوبات أوروبية

في المقابل، جدد الاتحاد الأوروبي رفضه للاستفتاءات، إذ قال الناطق باسم مسؤول السياسة الخارجية  إنها استفتاءات"غير قانونية"، لافتاً إلى أن جميع الأشخاص الذين شاركوا في تنظيمها ستُفرض عليهم عقوبات.

وقال بيتر ستانو خلال مؤتمر صحافي في بروكسل: "ستكون هناك عواقب على جميع الأشخاص الذين شاركوا في هذه الاستفتاءات غير القانونية وعلى الذين دعموها".

ولفت ستانو إلى أن المواطنين الأوروبيين الذين تقدّمهم موسكو بصفة "مراقبين دوليين" في استفتاءات الضم هذه يمكن أيضاً أن تفرض عليهم عقوبات.

وتابع: "أي دعم لهذه الاستفتاءات غير القانونية هو أمر غير قانوني. كل هذا يتوقف على المشاركة في هذا الدعم. سيكون الأمر متروكاً للدول الأعضاء لتحديد ما إذا كانت أنشطة هؤلاء الأشخاص تتوافق مع معايير نظام العقوبات وما إذا كانت هناك حاجة لفرض عقوبات".

بدورها أكدت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، أن العقوبات الأوروبية قد تطال الأوروبيين الذين يشاركون في الاستفتاء كمراقبين، إلى جانب مراقبين من دول أخرى.

وأفادت الوكالة بأن نحو 100 أجنبي من 40 دولة ضمنهم أوروبيون حلوا بمناطق تنظيم الاستفتاءات للمشاركة فيها كمراقبين للعملية الانتخابية. 

والاتحاد الأوروبي يحضّر حالياً حزمة من العقوبات الاقتصادية على روسيا وعلى أفراد منها، حسبما قال الثلاثاء لوك بيار دوفين، وهو أحد معاوني مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خلال جلسة للبرلمان الأوروبي. 

وفرض الاتحاد الأوروبي حتى الآن 6 حزمات من العقوبات على موسكو تشمل التوقف عن شراء الفحم والنفط منها.

تصويت مرتقب بالدوما 

وعلى الرغم من أن كييف والدول الغربية وعدداً كبيراً من المراقبين يعتبرون الاستفتاءات التي تُجرى حالياً في المناطق الخاضعة لسيطرة روسيا بشكل كامل أو جزئي "صورية"، إلا أن موسكو تتمسك باحترام شكليّات آلية شرعية.

وإذا كانت النتيجة تأييد الضمّ إلى روسيا، وهذا أمر مرجح، سيصوّت مجلس الدوما (البرلمان الروسي) على معاهدة تشرع ضمّ المناطق الأربع إلى الأراضي الروسية.

وأفادت وكالتا أنباء "تاس" و"ريا نوفوستي" نقلًا عن مصادر برلمانية خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن مشروع قانون في هذا الاتجاه قد يُحال إلى مجلس الدوما، مساء الثلاثاء، قبل تبنيه في اليوم التالي خلال جلسة خاصة.

وأكد رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، الجمعة، أنه "سيدعم" ضمّ الأراضي التي يسيطر عليها الموالون لروسيا بعد الاستفتاء.

ويُفترض أن يُحال النصّ بعد ذلك إلى مجلس الاتحاد (مجلس الشيوخ الروسي). وقالت الوكالتان الروسيتان إن "هذا إجراء شكلي يمكن أن يحصل الأربعاء أوالخميس".

وفي أعقاب الآلية البرلمانية، قد يلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطاباً اعتباراً من 30 سبتمبر يعلن فيه رسميا ضمّ المناطق الأوكرانية الأربع، وفقاً لوكالات روسية عدة.

ماذا بعد الضم؟

وأعلن الكرملين أن عمليات "الاستفتاء" التي تنتهي، الثلاثاء، في 4 مناطق أوكرانية تسيطر عليها موسكو، ستكون لها "انعكاسات" كبرى على هذه المناطق ولا سيما على الصعيد الأمني.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف للصحافيين: "ستكون هناك تغييرات جذرية في هذه المناطق من وجهة النظر القانونية ومن وجهة نظر القانون الدولي وبفعل كل انعكاسات (التدابير المتخذة) لضمان الأمن" فيها.

وتابع "نظامنا القانوني سيدرس كل الخيارات، وبالطبع مشرّعونا وأجهزتنا التنفيذية وفرقنا القانونية جاهزة".

وكان رئيس الوزراء السابق ديميتري ميدفيديف تحدث في وقت سابق، الثلاثاء، عن احتمال أن تطبق روسيا في هذه المناطق عقيدتها حول الردع النووي القاضية بشن ضربات نووية في حال واجهت روسيا هجوماً مماثلاً أو تهديداً وجوديّا لها.

وقال عبر تليجرام إن "القوات المسلحة الروسية ستعزز بشكل كبير الدفاع عن كل المناطق التي سيتم ضمها" إلى روسيا.

وأشار إلى أن تعزيز الدفاع يمر عبر "الإمكانات التي تتيحها التعبئة" المعلنة في روسيا، إنما كذلك عبر استخدام "كل الأسلحة الروسية بما فيها الاسلحة الاستراتيجية وتلك التي تقوم على مبادئ جديدة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات