تلقّى ملك المغرب محمد السادس، دعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لحضور القمة العربية المرتقبة في الجزائر مطلع نوفمبر المقبل، وفق ما أفادت وزارة الخارجية المغربية، الثلاثاء، وذلك وسط تصاعد الخلافات بين البلدين في الأشهر الأخيرة، ما أدّى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية.
وقالت الخارجية المغربية في بيان، إن الوزير ناصر بوريطة استقبل مبعوث الرئيس الجزائري وزير العدل عبد الرشيد طبي الذي سلّم "رسالة الدعوة الموجهة إلى الملك محمد السادس، لحضور أعمال القمة العربية المقرر عقدها بالجزائر، يومي 1 و2 نوفمبر".
ولم يعلن المغرب بعد عمّن سيمثله في الدورة الحادية والثلاثين لقمة الجامعة العربية.
وكانت صحيفة الشرق الأوسط ومجلة جون أفريك ذكرتا منتصف سبتمبر الجاري، أن الملك محمد السادس سيحضر فعاليات القمة شخصياً.
في حين قالت وسائل إعلام مغربية إن المملكة ستكون ممثلة برئيس الحكومة عزيز أخنوش ووزير الخارجية ناصر بوريطة.
وشارك ملك المغرب محمد السادس في القمة العربية التي احتضنتها الجزائر في عام 2005، وكانت آخر قمة عربية يحضرها شخصياً.
توتر العلاقات
ومنذ أغسطس 2021، لا توجد علاقات دبلوماسية بين المغرب والجزائر، بعدما أعلن وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة قطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، متهماً الرباط بالقيام بـ"أعمال عدائية"، وهو ما ينفيه المغرب.
وسبق أن أعرب ملك المغرب، في يوليو الماضي، عن تطلعه للعمل مع الرئاسة الجزائرية على إقامة علاقات "طبيعية" بين البلدين، وإنهاء الأزمة الحالية، مشيراً إلى وجود من "يسعى إلى إشعال نار الفتنة بين البلدين"، من دون تسمية هذه الأطراف.
ودعا العاهل المغربي في خطابه بمناسبة الذكرى الـ23 لتوليه العرش إلى أن تصبح الحدود بين المغرب والجزائر "جسوراً للمستقبل"، مضيفاً أن من الضروري ألا تغلق الحدود "أبواب التفاهم"، وتابع أنه يهيب بالمغاربة أن يكونوا "مثالاً للمحبة والأخوة وحسن الجوار مع الجزائر".
وأغلقت الجزائر الحدود مع المغرب في 1994 خلال فترة رئاسة اليامين زروال، رداً على قرار المغرب خلال فترة الملك الحسن الثاني، بفرض التأشيرات على الجزائريين، عقب تفجيرات استهدفت فندق "أطلس أسني" في مدينة مراكش، والتي قالت السلطات المغربية حينها إن منفذيها دخلوا من الجزائر.