بيونج يانج تطلق صاروخاً باليستياً.. طوكيو تدين وسول تعد بـ"رد حازم"

time reading iconدقائق القراءة - 6
شخصان يشاهدان تقريراً تلفزيونياً عن إطلاق كوريا الشمالية مقذوفات قرب المنطقة المنزوعة السلاح بين سول وبيونج يانج - 29 سبتمبر 2022 - AFP
شخصان يشاهدان تقريراً تلفزيونياً عن إطلاق كوريا الشمالية مقذوفات قرب المنطقة المنزوعة السلاح بين سول وبيونج يانج - 29 سبتمبر 2022 - AFP
طوكيو- أ ف برويترز

دعت السلطات اليابانية صباح الثلاثاء، سكّان منطقتين في شمال شرق الأرخبيل للاحتماء بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً حلّق فوق اليابان قبل أن يسقط في المحيط الهادئ، في تجربة صاروخية لم تسفر عن إصابات بشرية أو أضرار مادية.

وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أنّ بلاده "تدين بشدّة" إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الباليستي، في ما وعد رئيس كوريا الجنوبية بـ"ردّ حازم".

وفي حدث نادر، تسبّبت هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية بتفعيل نظام الإنذار المبكر "جي-أليرت" في اليابان، إذ ظهر على شاشات التلفزيون الوطني "إن إتش كي" تحذير يدعو سكان المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للاحتماء داخل مبان أو تحت الأرض.

وقال المتحدّث باسم الحكومة هيروكازو ماتسونو للصحافيين إنّ "كوريا الشمالية أطلقت صباح الثلاثاء قرابة الساعة 7:22 (22:29 بتوقيت جرينتش الاثنين (...) صاروخاً باليستياً باتجاه الشرق".

وأضاف "نحن نحلّل التفاصيل، لكنّ الصاروخ حلّق فوق منطقة توهوكو اليابانية (شمال شرق) ثم سقط في المحيط الهادئ خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان". 

وأكّد المتحدّث أنّ التجربة الصاروخية الكورية الشمالية لم تتسبّب بأيّ إصابات بشرية أو أضرار مادية.

وذكرت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية وخفر السواحل الياباني، أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخاً باليستياً صوب ساحلها الشرقي يوم الثلاثاء (بالتوقيت المحلي).

وأكّدت هيئة الأركان الكورية الجنوبية في بيان أنّ الجيش "يبقي على حالة استعداد تام ويتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتّحدة، وفي الوقت نفسه يعزّز المراقبة واليقظة".

وأفادت وكالة "رويترز" بأن أمين مجلس الوزراء الياباني هيروكازو ماتسونو اطلع على تقارير بشأن عملية إطلاق الصواريخ الساعة 23:10 بتوقيت جرينيتش.

إنذار مبكر

وإثر إطلاق الصاروخ، فعّلت اليابان نظام الإنذار المبكر من الصواريخ في الساعة 07:29 (22:29 بتوقيت جرينتش الاثنين).

وجاء في الإنذار أنّ "كوريا الشمالية أطلقت على ما يبدو صاروخاً. رجاء احتموا داخل مبان أو تحت الأرض".

وبعد قرابة نصف ساعة من صدور هذا التحذير، قال مكتب رئيس الوزراء في تغريدة على تويتر إنّ "مقذوفاً، يبدو أنّه صاروخ باليستي كوري شمالي، حلّق على الأرجح فوق اليابان". 

بدورهم، قال خفر السواحل اليابانية في بيان إنّ الصاروخ الكوري الشمالي سقط على ما يبدو في المحيط الهادئ، ودَعوا السفن إلى عدم الاقتراب من الأجسام التي تسقط من الجو.

وآخر مرة حلّق فيها صاروخ كوري شمال فوق اليابان تعود إلى 2017.

إدانة يابانية

وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أنّ بلاده "تدين بشدّة" إطلاق كوريا الشمالية للصاروخ الباليستي.

وقال كيشيدا للصحافيين إنّ "صاروخاً بالستياً عَبَر على الأرجح فوق بلدنا قبل أن يسقط في المحيط الهادئ. إنّه عمل عنف يأتي عقب عمليات إطلاق متكرّرة وحديثة لصواريخ بالستية. نحن ندين بشدة هذا الأمر".

سول: "استفزاز جديد"

من جانبه، تعهّد رئيس كوريا الجنوبية يون سوك-يول بـ"ردّ حازم" على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً متوسط المدى.

وقالت الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان إنّ هذه التجربة الصاروخية الكورية الشمالية هي "استفزاز" جديد "ينتهك بوضوح المبادئ الدولية ومعايير الأمم المتحدة، وقد أمر (يون) بردّ حازم و(باتّخاذ) إجراءات مناسبة بالتعاون مع الولايات المتّحدة والمجتمع الدولي".

سلسلة تجارب

وبيونج يانج التي تمتلك السلاح النووي، أجرت هذه السنة سلسلة تجارب غير مسبوقة من حيث الوتيرة. وبلغت هذه التجارب ذروتها الأسبوع الماضي، حين أطلق الجيش الكوري الشمالي أربعة صواريخ بالستية قصيرة المدى.

وأجرت سول وطوكيو وواشنطن في 30 سبتمبر تدريبات ثلاثية ضدّ غوّاصات، في سابقة من نوعها منذ خمس سنوات. وأتت هذه التدريبات بعيد أيام من مناورات واسعة النطاق أجرتها القوات البحرية الأميركية والكورية الجنوبية قبالة شبه الجزيرة. 

وفي 29 سبتمبر الفائت أجرت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس زيارة إلى سول تفقّدت خلالها المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، في رحلة هدفت إلى التأكيد على التزام الولايات المتّحدة "الثابت" بالدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة الشمال.

وكثفت بيونج يانج برامج أسلحتها المحظورة في ظلّ تعثّر المفاوضات مع الولايات المتّحدة، فأجرت عدداً قياسياً من التجارب العسكرية هذه السنة، وأقرّت قانوناً جديداً يجيز لها تنفيذ ضربات نووية وقائية، بما في ذلك ردّاً على هجمات بأسلحة تقليدية، في خطوة جعلت من قوتها النووية أمراً "لا رجعة فيه".

وكوريا الشمالية التي تخضع لعقوبات أممية بسبب برامج أسلحتها المحظورة، تسعى في العادة إلى زيادة التأثير الجيوسياسي لتجاربها العسكرية من خلال القيام بها في توقيت يبدو لها مناسباً للغاية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات