أثار استهداف خطي أنابيب "نورد ستريم" مخاوف بريطانيا بشأن تأمين الكابلات البحرية التي تزودها بالإنترنت والطاقة، وأعلنت تواجد فرقاطة تابعة للبحرية الملكية في بحر الشمال، فيما بحث وزير الدفاع البريطاني بن والاس "الاستجابة الأمنية" للأزمة خلال اجتماع لدول شمال أوروبا.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان، الاثنين، إنّ فرقاطة تابعة للبحرية الملكية تتواجد في بحر الشمال، وسط جهود لحماية البنية التحتية البحرية بعد الهجمات على خطي أنابيب الغاز "نورد ستريم".
وكتبت وزارة الدفاع على حسابها بتويتر أنّ فرقاطة تابعة للبحرية الملكية في بحر الشمال "تعمل مع البحرية النرويجية لطمأنة الأشخاص الذين يعملون بالقرب من خطي أنابيب الغاز".
ونجم تسرّب الغاز في 4 مواقع من خط أنابيب نورد ستريم ببحر البلطيق عن انفجارات تحت البحر تعادل في قوتها مئات الكيلوجرامات من المواد المتفجرة، بحسب ما جاء في تقرير دنماركي-سويدي.
واكتشفت مواقع التسرب في المياه الدولية شرق جزيرة بورنهولم الدنماركية، 26 سبتمبر الماضي، ويقع اثنان منها في المناطق الاقتصادية الخالصة للسويد واثنان في تلك التابعة للدنمارك.
نقاش أوروبي
وناقش وزير الدفاع البريطاني خلال اجتماع مع نظرائه في "القوة الاستطلاعية المشتركة"، الاثنين، أزمة استهداف خطي أنابيب "نورد ستريم" وتنسيق الاستجابات الأمنية، بما في ذلك تعزيز التواجد البحري، بحسب بيان الوزارة.
وحذّر والاس قبل اجتماعه مع نظرائه في القوة الاستطلاعية المشتركة من أنّ روسيا "لا تخفي" قدرتها على استهداف البنية التحتية البحرية.
وأشارت الوزارة إلى أنّ "المجموعة أدانت الهجمات الصارخة على البنية التحتية المدنية".
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية، ليز ترَس، إن سلسلة الانفجارات التي أحدثت أضراراً جسيمة في خطي الغاز كانت "عملاً تخريبياً واضحاً".
وما زال مصدر الانفجارات ومنفذوها غامضة بينما تنفي كل من موسكو وواشنطن مسؤوليتها عن الحادث.
وتسببت التسربات من أنابيب الغاز الاستراتيجية بين روسيا وألمانيا بظهور فقاعات على سطح البحر يتراوح قطرها بين مئتين و900 متر، ويحظر التنقل في هذه المناطق أو التحليق فوقها.
هشاشة البنية التحتية
وفي حديثه بمؤتمر حزب المحافظين، الأحد الماضي، قال وزير الدفاع البريطاني: "نحن و دول شمال أوروبا، معرضون بشدة للأشخاص الذين يستهدفون كابلاتنا وخطوط الأنابيب لدينا".
وأضاف والاس أنّ الضرر "الغامض" الذي لحق بخطي "نورد ستريم" يجب أن يكون تذكيراً بمدى "هشاشة" الاقتصاد والبنية التحتية البريطانية أمام "الهجمات الهجينة".
وأعلن وزير الدفاع أن الحكومة البريطانية ستشتري "سفينتين متخصصتين" قادرتين على القيام بدوريات وحماية الشبكة من روسيا؛ لأن "الإنترنت والطاقة في بريطانيا يعتمدان اعتماداً كبيراً على خطوط الأنابيب والكابلات".
وقال والاس إن أول سفينة استطلاع متعددة الأغراض للحرب تحت سطح البحر سيتم شراؤها بحلول نهاية العام الجاري، وسيتم تجهيزها وتشغيلها في بريطانيا قبل نهاية العام المقبل.
وأضاف أن السفينة الثانية ستبنى في بريطانيا مع "التخطيط للتأكد من أنها تغطي جميع نقاط الضعف".
وأضاف: "في هذه الفترة التي يتزايد فيها القلق لدى جميع الدول الشريكة ذات التفكير المماثل، من الصواب أن نتصرف بسرعة، ومرونة، وعزم جماعي لإثبات التزامنا المشترك تجاه أمننا المشترك".
وتضم القوة الاستطلاعية المشتركة 10 دول هي بريطانيا، والدنمارك، وإستونيا، وفنلندا، وأيسلندا، ولاتفيا، وليتوانيا، وهولندا، والنرويج، والسويد.
وناقش وزراء دفاع هذه الدول خلال اجتماعهم زيادة مشاركة التقييمات والتعاون الاستخباراتي لتأمين البنية التحتية الحيوية، وفقاً لوزارة الدفاع.