جورجيا.. احتجاجات ضد "الباب المفتوح" أمام الروس "الفارين" من التجنيد

time reading iconدقائق القراءة - 6
نشطاء في جورجيا يحتجون على تدفق الآلاف من روسيا عند معبر كازبيجي/ فيركني لارس الحدودي بين البلدين، 28 سبتمبر 2022. - AFP
نشطاء في جورجيا يحتجون على تدفق الآلاف من روسيا عند معبر كازبيجي/ فيركني لارس الحدودي بين البلدين، 28 سبتمبر 2022. - AFP
دبي-الشرق

جاء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الشهر الماضي، عن حملة جديدة للتجنيد في محاولة لإنقاذ حربه المتعثرة في أوكرانيا، ليلفت الأنظار إلى جورجيا باعتبارها "ملاذاً رافضاً" للروس "الفارين" من الاستدعاء العسكري، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز".

وذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير نشرته الجمعة، أنّ استياء بعض الجورجيين من سياسة "الباب المفتوح" التي تتبعها حكومتهم وأثارت غضباً منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، تجدد مع وصول ما تقول وزارة الداخلية في تبليسي إنه يتراوح بين 5 و6 آلاف روسي يومياً عبر حدودهم البرية المشتركة.

ورداً على تدفق اللاجئين الروس إلى جورجيا، ذهبت مجموعة من المحتجين بقيادة السياسية المعارضة إلين خوشتاريا، الأسبوع الماضي، من تبليسي إلى الحدود في جبال القوقاز للتظاهر ضد استقبال الروس الفارين.

وطالب المحتجون ومعارضون آخرون إما بفرض نظام تأشيرات جديد أو إغلاق الحدود بشكل كامل أمام الروس الذين يمكنهم في الوقت الراهن دخول جورجيا بدون أوراق، ما يجعلها واحدة من الأماكن القليلة التي يمكن للهاربين من التجنيد الفرار إليها.

ونقلت الصحيفة عن خوشتاريا قولها: "للأسف، لا نتوقع أي شيء من الحكومة، كما لا نتوقع تغيير الأوضاع، وذلك لأنهم مؤيدون لروسيا، لكن احتجاجنا يهدف لإظهار أن المزاج العام في البلاد يعارض استقبال الروس".

اتهامات للحكومة

وفي حين أن دولاً مثل فنلندا أغلقت حدودها أمام الروس، تسبب قرار جورجيا بإبقاء حدودها مفتوحة، رغم رد الفعل الشعبي العنيف ضد الوافدين الجدد، في إثارة تكهنات بأن حزب "الحلم الجورجي" الحاكم يوجّه سياسة البلاد بشكل مناسب لموسكو.

كما ساهم تزايد عدد الصحافيين والسياسيين المعارضين الروس الذين منعوا من دخول جورجيا خلال العام الماضي، في تأكيد الاتهامات بأنّ الحزب "يعمل بشكل يتماشى مع أجندة الكرملين".

مع ذلك، ينظر كثيرون في جورجيا إلى الحرب في أوكرانيا باعتبارها تذكيراً مؤلماً بالخطر الذي تمثله "الدولة الروسية الانتقامية"، بحسب الصحيفة التي قالت إن الغزو الروسي لجورجيا في عام 2008، أسفر عن سقوط 180 شخصاً، وإصابة أكثر من ألف آخرين، كما باتت أراضي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية التي تشكّل نحو خُمس مساحة جورجيا المعترف بها دولياً، تحت السيطرة الروسية الفعلية.

وعلى الرغم من أنه يبدو من الصعب على الجورجيين تقبل فكرة لجوء الروس إلى بلادهم، لأن موسكو لا تزال تحتل أراضيهم، يلقى الروس الفارين من الاستدعاء العسكري ترحيباً في كازاخستان التي يمكنهم أيضاً دخولها بدون تأشيرة، حسب الصحيفة.

ويستشهد بعض الجورجيين بالذريعة التي استخدمها بوتين لغزو أوكرانيا، وهي "إنقاذ الروس" في منطقة دونباس، باعتبارها نذيراً لما يمكن أن تثيره المجموعة الروسية الموجودة في جورجيا التي يبلغ تعدادها 3.7 مليون نسمة.

ولفتت الصحيفة إلى أن انعدام الثقة تجاه موسكو بات منتشراً للغاية في جورجيا، كما يعد استخدام اللغة الروسية إحدى القضايا الخلافية هناك، وذلك مع إصرار بعض الروس الوافدين على التحدث بلغتهم الأم، ما يشير إلى استمرار موقفهم الاستعماري تجاه الجمهورية السوفييتية السابقة.

وكان حزب "الحلم الجورجي" الذي يعتبره محللون "خاضعاً" لسيطرة مؤسسه صديق موسكو الأوليغارشي بيدزينا إيفانيشفيلي، قد دافع عن سياسة "الباب المفتوح" التي يتبعها، لكن مع وصول المزيد من الروس بشكل يومي إلى البلاد، لا تستبعد الصحيفة احتمال أن يتخلى الحزب عن هذه السياسة لمنع زيادة الاستياء الشعبي.

وتقول زعيمة المعارضة خوشتاريا: "للأسف، عندما لا تتصرف الحكومات، يجب على الناس حينها أن يتصرفوا، وما يمكننا القيام به الآن هو أن نظهر للروس أن جورجيا ليست حديقتهم الخلفية".

موسكو تنفي فرار الروس

في المقابل، نفي المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الخميس، تقارير عن فرار 700 ألف روسي من البلاد منذ أن أعلنت موسكو عن حملة للتعبئة، قالت إنها ستستدعي خلالها مئات الآلاف للقتال في أوكرانيا.

وقال بيسكوف، في إفادة للصحافيين، إنه "لا أرقام دقيقة لديه عن عدد الأشخاص الذين غادروا البلاد منذ إعلان الرئيس بوتين عن تعبئة جزئية في 21 سبتمبر".

وصعّدت روسيا من وتيرة حربها المستمرة في أوكرانيا منذ 7 أشهر عبر إطلاق حملة لضم الأراضي، وأخرى للتعبئة العسكرية بالإضافة إلى إصدار تحذيرات باستخدام الأسلحة النووية، وأعلنت مؤخراً انضمام 4 مناطق أوكرانية محتلة جزئياً للاتحاد الروسي في أعقاب تنظيم استفتاءات عاجلة، وصفتها كييف والغرب بأنها "غير قانونية"، ولن يتم الاعتراف بها.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات