اعتبرت رئاسة الجمهورية في لبنان، الثلاثاء، الصيغة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والتي قدمها الوسيط الأميركي آموس هوكستين، "مُرضية وتلبي طلبات لبنان"، في حين أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "التوصل لاتفاق تاريخي".
وشددت الرئاسة اللبنانية على أن "الصيغة حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية، وجاءت في توقيت مهم بالنسبة لللبنانيين"، معربة عن أملها في أن يتم إعلان الاتفاق "في أقرب وقت ممكن".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، الثلاثاء، إن إسرائيل ولبنان توصلا إلى "اتفاق تاريخي" بشأن ترسيم الحدود البحرية، مشيراً إلى أن الاتفاق "لبى كافة المطالب الأمنية والاقتصادية والقانونية لإسرائيل".
وأوضح لبيد، أن مجلس الوزراء الأمني المصغر، سيجتمع، الأربعاء، ويعقب ذلك اجتماع الحكومة للموافقة على الاتفاق.
وقال مصدران لبنانيان كبيران لـ"رويترز"، الثلاثاء، إن "حزب الله" اللبناني "أعطى الضوء الأخضر" لاتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
وذكر مسؤول كبير بالحكومة اللبنانية وآخر مقرب من "حزب الله"، وفق "رويترز"، أن الحزب وافق على بنود الاتفاق، وأنه يعتبر أن "المفاوضات انتهت".
واستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون، الثلاثاء، نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب المكلف بمتابعة ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، والذي قال، في وقت سابق، الثلاثاء، إن عون بدأ مشاورات بشأن الصيغة النهائية للاتفاق، مشيراً إلى أن المسودة التي قدمها هوكستين "تفي بجميع متطلبات لبنان".
وأوضح بوصعب، في مؤتمر صحافي بقصر بعبدا، أن "الاتفاق في أيدي الرئيس اللبناني"، لافتاً إلى أن إقرار الاتفاق المنتظر، الثلاثاء سيتم بعد مشاورة الرئاسات الثلاث (الرئاسة والبرلمان والحكومة)".
وشدد بو صعب على أن "لبنان سيحصل على كامل حقوقه في حقل قانا"، وأن الوسيط الأميركي "توصل إلى تفاهم يرضي الطرفين اللبناني والإسرائيلي".
وأشارت الرئاسة اللبنانية إلى أن عون أعرب عن شكره للوسيط الأميركي والإدارة الأميركية على "الجهود التي بذلت من أجل التوصل إلى الصيغة النهائية"، مؤكدة أن الرئيس "سيجري المشاورات اللازمة بشأن هذه المسألة الوطنية تمهيداً للإعلان رسمياً عن الموقف الوطني الموحد".
"نهاية سعيدة"
كان مصدر لبناني كشف لـ"الشرق"، أن اتصالات "مكوكية" أجراها الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكستين "أسفرت عن موافقة الجانبين اللبناني والإسرائيلي على مسودة جديدة للمقترح الذي سبق أن قدمه لحل الخلاف الحدودي البحري بين البلدين".
وقال المصدر لـ"الشرق"، إن "النسخة المعدّلة تتعلق تحديداً بالجزئيتين الخلافيتين اللتين سبق أن لقيتا اعتراضاً لبنانياً وإسرائيلياً"، متوقعاً "التوصل إلى "نهاية سعيدة للملف بين ساعة وأخرى".
من جانبه، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا، الثلاثاء، في بيان، إن "جميع مطالب تل أبيب تمت تلبيتها في الاتفاق، تم تعديل كل التغييرات التي طلبناها".
واعتبر حولاتا، حسبما ورد في البيان، أن بلاده في طريقها إلى "اتفاق تاريخي".
وكان الوسيط الأميركي هوكستين سلم الجانبين، الأحد، "نسخة معدلة من مقترحه، بناء على الملاحظات التي وضعاها، والتي كادت تطيح بإمكان التوصل إلى اتفاق".
وأفاد المصدر اللبناني، بأن "التعديلات الأميركية تشمل موضوعي التعويضات المالية لإسرائيل عن التنقيب في حقل قانا، إذ يرفض لبنان أن يتضمن الاتفاق أي كلام عن حق إسرائيلي بتعويضات منه، على أن يكون ذلك (التعويضات) من جانب شركة توتال الفرنسية، فيما تتعلق النقطة الثانية بخط الطفافات والمنطقة العازلة المرتبطة به".
وأبلغ المصدر "الشرق" أن الجانب اللبناني يقوم بتدقيق المقترح المعدل الذي تسلمه من هوكستين، كاشفاً أنه "يضمن حقوق لبنان بشكل كامل"، ومؤكداً أنه (المقترح) "نال موافقة الطرفين". وأفاد بأن "الرد اللبناني إيجابي".
وأبدى المصدر اللبناني خشيته من "أن تؤدي أي خطوة متهورة من الجانب الإسرائيلي إلى الإطاحة بما تم التوصل إليه، وإلى ترحيل الاتفاق إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية وانتخابات الرئاسة اللبنانية، وحينها لا يمكن لأحد التكهن بما يمكن أن تؤول إليه الأمور".
"اتفاق تاريخي"
وفي ساعة متأخرة من ليلة الاثنين الثلاثاء، قال نائب رئيس المجلس النيابي اللبناني إلياس بو صعب إن لبنان "تسلم المسودة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود البحرية" مع إسرائيل، مشيراً إلى أنها "تفي بجميع متطلبات لبنان، ويمكن أن تؤدي قريباً إلى اتفاق تاريخي".
وأضاف بو صعب أنه "إذا سارت الأمور على ما يرام، فإن جهود آموس هوكستين يمكن أن تؤدي إلى اتفاق تاريخي".
وفي وقت سابق، الاثنين، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال استقباله زواراً في قصر الرئاسة: "نأمل في إنجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال أيام بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة شوطاً متقدماً".
تجدر الإشارة إلى أن المقترح الذي سبق أن قدمه هوكستين، يتضمن إعطاء حقل قانا للبنان، على أن يكون جزء من الحقل المذكور ومن البلوك 72 لإسرائيل، وفي الوقت ذاته يسمح للبنان بالاستفادة من عائدات التنقيب فيه، على أن تقوم الشركة المشغلة (توتال) بتعويض الجانب الإسرائيلي من أرباحه".