تلويح جمهوري بإيقاف مساعدات أوكرانيا: لن نوقع شيكاً على بياض

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي (يسار الصورة) وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (وسط) ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي في مبنى الكابيتول الأميركي – 29 سبتمبر 2022 - REUTERS
زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي (يسار الصورة) وزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل (وسط) ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي في مبنى الكابيتول الأميركي – 29 سبتمبر 2022 - REUTERS
واشنطن/دبي-أ ف بالشرق

حذر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي، الثلاثاء، من أن الحزب الجمهوري لن يوقع "شيكاً على بياض" لصالح أوكرانيا إذا فاز بأغلبية مقاعد المجلس في انتخابات التجديد النصفي.

ورأى موقع "أكسيوس" الأميركي أن تصريحات مكارثي تأتي تأكيداً لما كان يخشاه كثيرون في واشنطن وأوروبا من أن سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب "قد تغلق صنبور تمويل دفاع أوكرانيا عن نفسها".

وهذا التحذير هو أول مؤشر على الصعوبات التي تنتظر كييف إذا تراجع دعم تمويل الدفاع عنها في الكونجرس حيث يتم إقراره بتوافق واسع.

وقال مكارثي لموقع الأخبار السياسية "بانشبول نيوز"، الثلاثاء: "أعتقد أننا سنواجه ركوداً ولن نكتب شيكاً على بياض لأوكرانيا. هذا غير ممكن".

وعبَّر مكارثي عن أمله في أن يعاقب الناخبون في نوفمبر المقبل، الديمقراطيين على إهمالهم أولويات القومية بالنسبة إلى الولايات المتحدة مثل الهجرة.

وقال إن "أوكرانيا مسألة مهمة لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن تكون الشيء الوحيد الذي يفعلونه ولا يمكن أن يكون هناك شيكاً على بياض".

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، قدمت حكومة جو بايدن مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 17.6  مليار دولار، بموافقة الحزبين في الكونجرس، مع أن الجناح اليميني للجمهوريين احتج على ذلك.

ويأمل مكارثي البرلماني المنتخب من كاليفورنيا في الإطاحة بالديمقراطية نانسي بيلوسي من رئاسة المجلس إذا فاز الجمهوريون بأغلبية مقاعد النواب، ما سيجعله الشخصية الثالثة في السلطة بالولايات المتحدة بعد الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس.

ويرى محللون أن ملاحظات مكارثي تشكل تنازلاً يقدمه للجناح اليميني للحزب الذي يحتاج إليه لانتخابه رئيساً لمجلس النواب. لكن محللين آخرين يعتقدون أن مكارثي يحاول تعبئة القاعدة الانعزالية للحزب التي قد تمتنع عن التصويت في نوفمبر.

وكتبت النائبة اليمينية المتطرفة لورين بوبرت في تغريدة مؤخراً: "فورة الإنفاق الديمقراطي لا تنتهي. يجب أن يدرك بايدن أننا الولايات المتحدة ولسنا آلة لتوزيع النقود".

وصوت النواب الجمهوريون بأكملهم تقريباً في سبتمبر ضد قانون ينص على استثمارات ضخمة تبلغ 12.3 مليار دولار بينها 3 مليارات من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بشكل أسلحة وإمدادات مختلفة ورواتب للجنود الأوكرانيين. لكن القانون أُقر بدعم كل الديمقراطيين.

وانتقد الديمقراطيون بشدة تصريحات مكارثي. وكتب بن رودس مستشار السياسة الخارجية السابق لباراك أوباما، في تغريدة على تويتر: "قطع المساعدات عن أوكرانيا في خضم أخطر حرب بأوروبا منذ الحرب العالمية الثانية يكشف درجة عدم كفاءة مكارثي في أن يكون رئيساً لمجلس النواب".

"زلزال جيوسياسي عنيف"

ورأى "أكسيوس" أن مقاربة "الأغلبية الجمهورية" بشأن أوكرانيا سوف يتردد صداها أبعد من واشنطن، موضحاً أن "خفض أو تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا" من شأنه أن يخلق "زلزالاً جيوسياسياً عنيفاً" يمكن أن يغير مسار الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشار الموقع إلى أنه "حتى الأعضاء الجمهوريين بمجلس النواب الذين تحدثوا صراحة عن دعم أوكرانيا، بمن فيهم مكارثي الذي قارن هذا الأسبوع بين بوتين وهتلر، قالوا إن هناك تحولاً لافتاً عما كان ذات يوم محل إجماع من كلا الحزبين".

واتفق النائب الجمهوري عن دائرة الكونجرس الثانية في "نبراسكا" دون بيكون مع ذلك، وقال: "لقد لاحظت هذا التغيير. يمكنك أن تراه قليلاً على وسائل التواصل الاجتماعي، ولدى بعض أعضاء حزبنا"، حسبما أورد "أكسيوس".

من جانبه أكد النائب الجمهوري عن ولاية "نورث داكوتا"، كيلي أرمسترونج، أن "هذا التغيير مدفوع على الأرجح بردود أفعال الناخبين".

وأضاف: "عندما يعاين الناس زيادة بنسبة 13% في أسعار مواد البقالة، وتتضاعف أسعار الطاقة وفواتير الخدمات ... إذا كنت مجتمعاً حدودياً، وقد اجتاحك المهاجرون والفنتانيل (عقار مخدر)، ستكون أوكرانيا أبعد شيء عن تفكيرك".

وبالرغم من تصويت 57 عضواً جمهورياً في مجلس النواب، مايو الماضي، بـ"لا" على حزمة مساعدات لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار، توقع "أكسيوس" أن يرتفع هذا الرقم بدرجة كبيرة، "لا سيما إذا اجتاح المزيد من المرشحين الجمهوريين المتشككين الكونجرس في موجة الحزب الجمهوري".

ونقل الموقع عن أحد الزعماء الجمهوريين بمجلس النواب قوله إنه "بعد الـ40 مليار دولار، أكد كثير من الجمهوريين أن هذه ستكون المرة الأخيرة التي سأدعم فيها تمويل أوكرانيا".

تطلعات مكارثي

وقال آدم كينزينجر النائب الجمهوري عن ولاية إلينوي، والداعم بقوة لأوكرانيا، والناقد الصريح للجناح المحافظ في حزبه، إن القيادة الجمهورية كانت "تتحسس طريقها للابتعاد" عن دعم أوكرانيا لأسباب سياسية.

وقال كينزينجر لـ"أكسيوس": "لنكن واضحين ... إن كامل تركيز كيفين مكارثي ينصب الآن على إرضاء عدد كافي من الناس للفوز برئاسة مجلس النواب".

وأعرب أحد مساعدي الحزب الجمهوري بمجلس النواب عن نفس الشعور، واصفاً القلق بشأن مجلس النواب بأنه "مبالغ فيه"، مشيراً إلى أن مكارثي "يحسب الأصوات لرئاسة مجلس النواب، ولا يريد زعزعة القارب قبل الآوان"، بحسب "أكسيوس".

وأشار الموقع الأميركي إلى أنه "حتى لو كان مكارثي يداعب الأصوات، فإن الفصائل المحافظة في الكونجرس تعمل بكل قوتها لمعارضة أي إنفاق مستقبلي على المساعدات، مدعومة في ذلك بمزيج قوي من المجموعات الخارجية، مثل مؤسسة (هيريتيدج)، وشبكة (كوخ)، ومنظمة (فريدوم وركس)، ومركز (سنتر فور رينيوينج أميركا)".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات

قصص قد تهمك