
تصدر رئيس وزراء بريطانيا السابق بوريس جونسون، ووزير خزانته السابق ريشي سوناك المتنافسين المحتملين، في سباق خلافة رئيسة الوزراء المستقيلة ليز ترس، على الرغم من عدم إعلان جونسون الترشح رسمياً حتى الآن.
وأعلنت الوزيرة البريطانية بيني موردونت، الجمعة، ترشحها لخلافة ليز ترَس لتولي رئاسة الوزراء لتصبح أول نائبة من حزب المحافظين تعلن خوض السباق، في حين نال ريشي سوناك، مساء الجمعة، الحد الأدنى المطلوب من الأصوات للترشح لمنصب زعيم حزب المحافظين.
وقالت الوزيرة المسؤولة عن العلاقات مع البرلمان بيني موردونت على تويتر: "أعلن ترشحي لزعامة حزب المحافظين، ورئاسة وزرائكم لتوحيد بلدنا، والوفاء بتعهداتنا والفوز في الانتخابات العامة المقبلة".
ونالت موردونت استحساناً لأدائها في البرلمان، الاثنين الماضي، عندما دافعت عن الحكومة حتى في الوقت الذي تراجعت عن معظم سياساتها.
ووصف أحد المشرعين موردونت بأنها تتمتع بـ"جاذبية واسعة"، مشيراً إلى قدرتها على العثور على أصدقاء في مختلف صفوف الحزب.
كانت بيني موردونت، وهي وزيرة دفاع سابقة، مؤيدة متحمسة لمغادرة بلادها للاتحاد الأوروبي "بريكست"، وتراجعت من المركز الثاني إلى الثالث في جولة الإعادة بسباق القيادة الأخير.
واضطرت ترَس التي تولت مهامها منذ 44 يوماً فقط ولا تتمتع بأي شعبية، للتخلي عن المنصب في نهاية المطاف. فقد أطاحت بها أزمة ثقة عميقة بعد تقلبات في قراراتها لتهدئة عاصفة في الأسواق أثارتها إعلانات حكومتها بشأن الميزانية.
مع استمرار حشد المرشحين التأييد للفوز في سباق زعيم حزب المحافظين، يحتاج من يريدون أخذ مكان ترس، إلى دعم ما لا يقل عن 100 عضو من المشرعين المحافظين بحلول، الاثنين، لخوض المنافسة التي يأمل الحزب أن تعيد حظوظه المتعثرة.
وبينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب المحافظين سيواجه خسائر كبيرة في حال إجراء انتخابات مبكرة، سيصبح هذا السباق الخامس على منصب رئيس وزراء بريطانيا في 6 سنوات، ومن المقرر الإعلان عن الفائز، الاثنين، أو الجمعة المقبل.
بوريس جونسون
في ما قد يكون عودة استثنائية، يجري الترويج لجونسون، الذي أطاح به المشرعون في يوليو الماضي، لكنه لا يزال يحظى بشعبية لدى أعضاء الحزب كمرشح محتمل إلى جانب سوناك والوزيرة الحالية المسؤولة عن العلاقات مع البرلمان بيني موردونت.
وقال النائب المحافظ بول بريستو لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إنه "يمكنه قلب الأمور مجدداً. وأنا متأكد من أن زملائي يسمعون هذه الرسالة بصوت عالٍ وواضح. بوريس جونسون يمكن أن يفوز في الانتخابات العامة المقبلة".
لكن جونسون، الذي ترك منصبه مقارناً نفسه بديكتاتور روماني تولى السلطة مرتين لمحاربة الأزمات، قد لا يصل إلى عتبة 100 صوت بعد أكثر من 3 أشهر على دفعه إلى الاستقالة.
وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" إن عودة بوريس ستكون أشبه بـ"مسرحية هزلية".
مع ذلك استبعد أحد مستشاري جونسون السابقين، الذي لم يعد يتحدث معه وطلب عدم الكشف عن هويته، إمكانية تحقيق رئيس الوزراء السابق هذا الهدف، بعد أن تسبب في نفور العشرات من نواب حزب المحافظين.
بينما قال ويل والدن، الذي كان يعمل أيضاً في السابق مع جونسون، إن الزعيم السابق عاد من عطلة ويقوم بإجراء السبر.
وأطلق وزير الأعمال البريطاني جاكوب ريس-موج وسم #Borisorbust على تويتر لدعم عودة جونسون.
ورئيس الوزراء السابق، وهو صحفي، يحظى بحضور كبير في أفق السياسة البريطانية منذ أن أصبح رئيساً لبلدية لندن عام 2008. وبعد أن تسبب في مشكلات لزعماء مثل ديفيد كاميرون وتيريزا ماي، أصبح أخيراً رئيساً للوزراء عام 2019 ومضى قدماً ليحقق فوزاً انتخابياً بأغلبية ساحقة.
وكان جونسون واجهة لتصويت "بريكست" (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي)، وفاز بأصوات في أنحاء من البلاد لم تصوت للمحافظين من قبل قط.
وقالت صحيفة "تايمز" إن من المتوقع أن يخوض جونسون السباق على قيادة حزب المحافظين. وكتب ستيفن سوينفورد، محرر الشؤون السياسية في الصحيفة، على تويتر إن جونسون "يستكشف، لكن قيل إنه يعتقد أنها مسألة تتعلق بالمصلحة الوطنية".
ريشي سوناك
كان وزير المالية البريطاني السابق هو المرشح الأكثر شعبية بين المشرعين المحافظين في البرلمان في السباق على القيادة في وقت سابق من هذا العام، لكن بعد خوض جولة إعادة ضد ترَس، خسر في تصويت شارك فيه نحو 170 ألف عضو من الحزب حسموا القرار النهائي.
ونال ريشي سوناك، مساء الجمعة، الحد الأدنى المطلوب من الأصوات للترشح لمنصب زعيم حزب المحافظين بعد استقالة رئيسة الوزراء ليز تراس وفق ما أفاد نواب مؤيدون.
وكتب النائب المحافظ البارز في مجلس العموم توبياس إلوود على تويتر: "يشرفني أن أكون النائب المئة عن حزب المحافظين الذي يدعم ريشي"، وتبعه مؤيدون آخرون أكدوا تجاوز سوناك حاجز 100 نائب.
وسيصبح سوناك تلقائياً زعيماً لحزب المحافظين ورئيسا للوزراء في حال فشل منافسيه بيني موردنت وبوريس جونسون في مسعاهم لنيل 100 ترشيح من زملائهم المحافظين في البرلمان.
وسوناك، محلل سابق لدى بنك "جولدمان ساكس" أصبح وزيراً للخزانة في الوقت الذي وصلت فيه جائحة كورونا إلى أوروبا، وهو المرشح المفضل لدى وكلاء المراهنات.
وسوناك، الذي حذر من أن خطة ترس المالية تهدد الاقتصاد، لا يزال غير محبوب لدى بعض أعضاء الحزب بعد أن ساعد في إشعال فتيل التمرد ضد بوريس جونسون.
وغضب كثيرون من الأعضاء حين استقال سوناك في يوليو الماضي، ما ساعد في إثارة تمرد أسقط بوريس جونسون في نهاية المطاف. وتجاهلوا أيضاً تحذيره من أن الأسواق قد تفقد الثقة في بريطانيا إذا نفذت ترس خفضها غير الممول للضرائب.
إجراءات سريعة
ونظراً للانقسامات في الحزب، لا يوجد مرشح واضح. وأي بديل سيجد نفسه أمام دولة تتجه على الأرجح نحو ركود.
وسيقود رئيس الوزراء المقبل بلداً غارقاً في أزمة غلاء معيشة خطرة مع تجاوز التضخم 10%، وهي أعلى نسبة تسجل منذ 40 عاماً. والوضع الاجتماعي متوتر في المملكة المتحدة التي تضاعفت فيها الإضرابات في الأشهر الأخيرة، خصوصاً في قطاع النقل.
وينتهي انتخاب زعيم جديد في غضون الأسبوع المقبل ليحل محل ترَس التي قضت أقصر فترة ولاية لرئيس وزراء في تاريخ بريطانيا. وصاحب الرقم القياسي السابق هو جورج كانينج الذي مكث في المنصب 119 يوماً فقط عام 1827 قبل وفاته.
وحدد جراهام برادي رئيس لجنة 1922، الخاصة بالأعضاء المحافظين في البرلمان، تفاصيل وإجراءات سريعة لاختيار خليفة ترس، بحلول 28 أكتوبر، لقيادة حزب المحافظين الذي يتولى السلطة منذ 12 عاماً.
وينبغي أن يحصل المتنافسون على تأييد 100 على الأقل من نواب حزب المحافظين بحلول الساعة 14:00 (13:00 بتوقيت جرينتش) الاثنين. وهذا ما يسمح بالحد من عدد المرشحين ليكونوا 3 على الأكثر، لأن الحزب ممثل بـ357 نائباً في مجلس العموم.
وبعد ذلك، سيتعين على النواب الاتفاق على مرشحين اثنين فقط ليختار أعضاء الحزب البالغ عددهم 170 ألفاً أحدهما بالتصويت عبر الإنترنت بحلول 28 أكتوبر، أو على مرشح واحد ينتقل مباشرة إلى مقر رئاسة الحكومة في 10 داونينج ستريت. وإلى أن يتم ذلك تبقى ليز ترس في السلطة.
اقرأ أيضاً: