
وقعت اشتباكات بين قوات "الباسيج" في إيران وطلاب إحدى الجامعات في العاصمة طهران، الأحد، وسط موجة احتجاجات تشهدها عدة جامعات بالتزامن مع دعوة أطلقتها نقابة المعلمين للعصيان المدني في المدارس.
واندلعت الاحتجاجات التي لم تتوقف منذ نحو 6 أسابيع على وفاة الشابة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، أثناء احتجازها لدى "شرطة الأخلاق"، في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها في طهران بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها إيران على النساء.
وشهد عدد من الجامعات الإيرانية، منها جامعة "شريف" الصناعية و"علامة طباطبائي" في طهران، وجامعة كرج الحرة، الأحد، احتجاجات طلابية.
وأفادت شبكة "إيران إنترناشيونال" بـ"وقوع اشتباكات بين قوات الباسيج (أفراد أمن من المتطوعين) وطلاب جامعة شريف الصناعية في العاصة الإيرانية بعد احتجاجات في حرم الجامعة".
ودعت نقابة المعلمين في إيران إلى عصيان مدني، يبدأ الأحد ويستمر حتى الاثنين، رداً على ما قالت إنه "قمع عنيف" تمارسه السلطات ضد الاحتجاجات المستمرة منذ ما يزيد على 5 أسابيع.
وتظاهر طلّاب في جامعات عدة، السبت، حسبما أفادت قناة "1500 تصوير"، هي كلية الفنون والهندسة في يزد (وسط)، وجامعة طهران، وجامعة العلامة الطباطبائي في شرق العاصمة، وجامعة الرازي في كرمنشاه (شمال غرب)، وأيضاً في همدان (غرب)، والأهواز وياسوج (جنوب غرب).
ودانت الخارجية الإيرانية، السبت، العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على 11 شخصاً و4 كيانات إيرانية لارتكاب "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان في البلاد، بما في ذلك ظروف وفاة الشابة مهسا أميني التي أثارت موجة الاحتجاجات الأخيرة.
وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان "هرانا"، في بيان صحافي، الجمعة، أن 244 محتجاً لقوا حتفهم في الاضطرابات من بينهم 32 قاصراً. وأضافت أن 28 من أفراد قوات الأمن سقطوا، وأن السلطات اعتقلت نحو 12 ألفاً و500 شخص، حتى الخميس، في احتجاجات اندلعت داخل 114 مدينة وبلدة ونحو 81 جامعة.
ويصعب تحديد حجم المظاهرات في إيران بسبب قيود تفرضها السلطات على الوصول إلى الإنترنت، وتقلّل السلطات التي تعتبر أن معظم التظاهرات "أعمال شغب"، من أهميتها، وحملت مسؤوليتها إلى "أعداء الجمهورية"، مثل الولايات المتحدة.
وقال نائب وزير الداخلية مجيد مير أحمدي السبت: "ثمة تجمعات مختلفة في بعض الجامعات، وهي تتراجع يومياً، وأعمال الشغب بلغت أيامها الأخيرة"، وفق ما نقلت وكالة "إرنا" الرسمية.
تظاهرات في الخارج
في الخارج، استمرّت التظاهرات تضامناً مع الاحتجاجات في إيران، بما في ذلك طوكيو وألمانيا، حيث تظاهر الآلاف.
وشارك آلاف الأشخاص، بينهم كثير من الإيرانيين والإيرانيات في مسيرة بالعاصمة الأميركية واشنطن، السبت، دعماً للمظاهرات في إيران، وساروا وصولاً إلى البيت الأبيض حاملين شعار "نساء حياة حرية".
وانطلقت المسيرة في نهاية فترة بعد الظهر من ناشونال مول وهي ساحة كبيرة بوسط المدينة، وتوجهت حاملة ألوان العلم الإيراني تحت أشعة الشمس نحو البيت الأبيض وردد المشاركون فيها "نريد الحرية" و"العدالة لإيران".
ودان المجتمع الدولي "حملة قمع الاحتجاجات"، فيما فرض عدد من الدول إضافة إلى الاتحاد الأوروبي عقوبات على قيادات وكيانات إيرانية.
من جهته، اتهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان واشنطن، السبت، باستغلال الاحتجاجات لانتزاع تنازلات في المفاوضات النووية، التي استؤنفت منذ أكثر من عام لإحياء اتفاق عام 2015 حول البرنامج النووي الإيراني.