بوتين يستعرض "عضلاته الاستراتيجية".. وزيلينسكي يكشف عن "مساعدة" إسرائيلية

time reading iconدقائق القراءة - 7
صاروخ باليستي عابر للقارات أطلق خلال تدريبات القوات النووية الاستراتيجية الروسية في قاعدة بليسيتسك الفضائية. روسيا، 26 أكتوبر 2022 - REUTERS
صاروخ باليستي عابر للقارات أطلق خلال تدريبات القوات النووية الاستراتيجية الروسية في قاعدة بليسيتسك الفضائية. روسيا، 26 أكتوبر 2022 - REUTERS
موسكو/ كييف-وكالات

أشرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، على تدريب أجرته قوات الردع الاستراتيجي الروسية، فيما كررت موسكو اتهام أوكرانيا بالإعداد لاستعمال "قنبلة قذرة".

وفي المقابل، تحدث الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي عن "توجه إيجابي في العلاقات مع إسرائيل"، مؤكداً أنه يرى "تقدماً" في هذا التبادل "بعد توقف طويل"، كاشفاً أن البلدين (أوكرانيا وإسرائيل) تقاسما معلومات استخباراتية تتصل خصوصاً بـ"400 مسيرة إيرانية" استخدمتها روسيا في غزو أوكرانيا.

وحضر بوتين، الأربعاء، من غرفة التحكم تدريباً لقوات الردع الاستراتيجي الروسية، أي القوات المسؤولة خصوصاً عن الاستجابة للتهديد في حال نشوب حرب نووية. ورغم أنَّ هذا النوع من التدريبات يتم بشكل دوري، إلا أنَّه يأتي هذه المرة في ظل الهجوم الروسي في أوكرانيا.

وقال الكرملين في بيان: "تحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة فلاديمير بوتين، أجرت قوات الردع الاستراتيجي البرية والبحرية والجوية تدريبات وإطلاقاً عملياً للصواريخ البالستية وصواريخ عابرة".

وعرض التلفزيون الروسي لقطات لطاقم غواصة يستعد لإطلاق صاروخ من بحر بارنتس في القطب الشمالي. وشاركت في التدريبات أيضاً طائرات بعيدة المدى من طراز تي يو-95.

وتابع الكرملين: "نُفذت المهام التي تم تحديدها خلال تدريب الردع الاستراتيجي بالكامل، وأصابت جميع الصواريخ أهدافها".

"تهديد قائم"

قبيل هذه المناورات، كررت روسيا اتهاماتها لأوكرانيا بأنها تستعد لاستخدام "قنبلة قذرة"، وهو سلاح يتألف من متفجرات تقليدية محاطة بمواد مشعة تنتشر إثر الانفجار.

وأعرب وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو خلال محادثة مع نظيره الصيني وي فنجي "عن القلق بشأن استفزازات محتملة من جانب أوكرانيا باستخدام قنبلة قذرة".

وكانت روسيا وجهت هذه الاتهامات للمرة الأولى الأحد، خلال محادثات هاتفية بين شويجو ونظرائه الأميركي والفرنسي والبريطاني والتركي. وأثار شويجو "القلق" ذاته خلال مكالمة مع نظيره الهندي راجناث سينج.

وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الأربعاء، أن لدى روسيا معلومات عن "تهديد قائم" باستخدام أوكرانيا "قنبلة قذرة" وأنَّ كييف "تستعد لمثل هذا العمل التخريبي الإرهابي"، مضيفاً: "سنواصل بعزم عرض وجهة نظرنا أمام المجتمع الدولي لتشجيعهم على اتخاذ خطوات فعَّالة لمنع مثل هذا السلوك غير المسؤول".

نفي أوكراني وغربي

في المقابل، شجبت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون ما وصفوه بـ"المزاعم السخيفة و الخطيرة"، مشيرين إلى أنَّ روسيا تستعد للتصعيد في ساحة المعركة حيث تتراجع قواتها منذ سبتمبر.

وقالت الحكومة السلوفينية لوكالة "فرانس برس"، الأربعاء، إنَّ روسيا استخدمت صورة من سلوفينيا تعود إلى عام 2010 لدعم مزاعمها بشأن تطوير أوكرانيا "قنبلة قذرة".

واعتبر دراجان باربوتوفسكي المستشار في مكتب رئيس الوزراء السلوفيني روبرت جولوب أنَّ الاستخدام المذكور "تم بسوء نية ومن دون علم السلطات السلوفينية".

وفي وقت سابق، نشرت الحكومة السلوفينية سلسلة تغريدات بالإنجليزية قالت فيها إن "الصورة التي استخدمتها وزارة الخارجية الروسية عبر تويتر.. مصدرها وكالة النفايات المشعّة السلوفينية".

وكانت وزارة الخارجية الروسية نشرت، الاثنين، بالإنجليزية، عبر موقع تويتر، الرسالة التالية: "وزارة الدفاع الروسية: وفق المعلومات المتوافرة لدينا، صدرت أوامر لمنظمتين أوكرانيتين بتطوير #قنبلة_قذرة".

وأرفق النص بصور تظهر محطة للطاقة النووية، وموقعاً لتخزين النفايات المشعة، ومفاعلات بحث علمي، بالإضافة إلى أكياس بلاستيكية تحتوي على يورانيوم وبلوتونيوم مستخدم.

ويظهر تحذير عليه كلمة "مشعّة" بالسلوفينية على الأكياس البلاستيكية. وأوضحت حكومة سلوفينيا العضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أنَّ "إحدى الصور المستخدمة في التغريدة الروسية للإشارة إلى قدرات أوكرانيا لتطوير قنبلة قذرة تعود إلى عام 2010 وتم استخدامها في مؤتمرات ومنشورات".

وقالت إنها "نُشرت من دون علم وكالة النفايات المشعّة السلوفينية"، مضيفة أنَّ "النفايات المشعّة مخزنة بأمان وتحت المراقبة في سلوفينيا ولن تستخدم في صنع قنابل قذرة".

المسيرات الإيرانية

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، بما اعتبره "توجهاً إيجابياً" في العلاقات مع إسرائيل، بعدما تقاسم البلدان معلومات استخباراتية تتصل بـ"400 مسيرة إيرانية" استخدمتها روسيا لدعم غزوها.

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحافي في كييف مع رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو: "نحن إذن في بداية التعاون. إنه توجه إيجابي في العلاقات مع إسرائيل"، مؤكداً أنه يرى "تقدماً" في هذا التبادل "بعد توقف طويل".

وتتهم أوكرانيا والغرب إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو وطهران.

استمرار الإجلاء

ميدانياً، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في خيرسون، الأربعاء، إجلاء 70 ألف مدني خلال أسبوع من المدينة التي تحوَّلت حصناً لمواجهة هجوم أوكراني منتظر.

وفي أماكن أخرى على الجبهة، لقي ما لا يقل عن 7 أشخاص مصرعهم وأصيب 13 آخرون في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق حصيلة أعلنتها الرئاسة الأوكرانية.

وكثَّفت روسيا في الأسابيع الأخيرة ضرباتها على البنية التحتية للكهرباء في أوكرانيا، ما تسبب في انقطاع التيار في مدن عدة من بينها كييف. وواصلت شركة "أوكرينرجو" فرض قيود على استهلاك الكهرباء للشركات والأفراد لليوم الثاني على التوالي.

كما أعلنت كييف، الأربعاء، عن تبادل أسرى جديد مع موسكو شمل عشرة جنود أوكرانيين. وأعادت روسيا جثة المقاتل الأميركي جوشوا آلان جونز الذي لقي مصرعه خلال معارك في أغسطس.

دعم عسكري

وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، أمام برلمان بلادها، الأربعاء، إنَّ الطريقة الوحيدة لتسهيل التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا هي مساعدة كييف على الدفاع عن نفسها عسكرياً.

وأضافت أمام مجلس الشيوخ قبل التصويت على الثقة في حكومتها اليمينية: "يمكن تحقيق السلام من خلال دعم أوكرانيا. إنها الفرصة الوحيدة المتاحة أمام الجانبين للتفاوض".

وتعهدت ميلوني مراراً بدعم كييف، بينما كان حلفاؤها في الائتلاف الحكومي، سيلفيو برلسكوني وماتيو سالفيني، أكثر تناقضاً بشأن هذه القضية بسبب علاقاتهما التاريخية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت ميلوني إنه في حين أن الأسلحة التي تزود إيطاليا بها أوكرانيا ليست حاسمة لنتيجة الحرب، فإنها ضرورية لإيطاليا للحفاظ على مصداقيتها الدولية.

تصنيفات