انتخابات إسرائيل.. إقبال متزايد على التصويت مع حشد اللحظات الأخيرة

time reading iconدقائق القراءة - 9
ناخب يدلي بصوته في الانتخابات الإسرائيلية العامة الخامسة في 4 سنوات. 1 نوفمبر 2022 - Bloomberg
ناخب يدلي بصوته في الانتخابات الإسرائيلية العامة الخامسة في 4 سنوات. 1 نوفمبر 2022 - Bloomberg
دبي/ القدس -الشرقرويترزأ ف ب

أعلن مسؤولون إسرائيليون، الثلاثاء، أن الانتخابات البرلمانية شهدت إقبالاً كبيراً على عملية التصويت التي تستمر حتى الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي (20:00 بتوقيت جرينتش).

وأعلنت المديرة العامة للجنة الانتخابات المركزية أورلي عاديس، مساء الثلاثاء، وصول نسبة المشاركين في التصويت إلى 66.3% من إجمالي من يحق لهم التصويت قبل ساعتين من إغلاق صناديق الاقتراع، ما يعني إقبالاً هو الأعلى منذ انتخابات 1999 في الساعة ذاتها. 

وهذه هي الانتخابات الخامسة خلال أقل من 4 سنوات، و يحاول من خلالها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو العودة للسلطة عبر سباق من المرجح أن يسفر عن صعود حزب يميني متطرف ليصبح صاحب الكلمة العليا في تشكيل الحكومة المقبلة.

وأشارت عاديس، في وقت سابق، إلى نشر عناصر للشرطة في محطات اقتراع ببلدة يركا الدرزية بشمال البلاد بعد تقارير عن حدوث مخالفات.

وقالت إن "اللجنة تلقت شكاوى حول وقوع حوادث وتجاوزات في بعض مراكز الاقتراع بأنحاء إسرائيل، وعلى سبيل المثال حاول سكرتير صندوق في مدينة "بيتار عيليت" إقناع ناخبين بالتصويت لصالح حزب معين، وعلى الفور تم ايقافه عن العمل واستبداله بسكرتير آخر. وفي بعض الأماكن شطبت أسماء مواطنين من جداول الناخبين".

بينما أعلن حزب "الجبهة-العربية للتغيير" أن نسبة التصويت في الوسط العربي حتى الساعة 12 ظهراً بلغت 12%، وقال الحزب إن "الجبهة العربية للتغيير" أطلقت حملة تهدف إلى قيام كل واحد من أنصارها بتجنيد ناخب إضافي واحد على الأقل".

ومع ذلك ذكرت تقارير محلية أن بلدات عربية شهدت ازدياداً في نسب التصويت مع حلول ساعات المساء، مقارنة بانتخابات الكنيست الماضية، في الوقت الذي لا زالت تشهد فيه مراكز الاقتراع إقبالاً من الناخبين للتصويت بانتخابات الكنيست الـ25.

وفقاً للإحصاءات، يقارب عدد الناخبين من فلسطينيي الداخل 1.1 مليون شخص، يمثلون نحو 16% من إجمالي الناخبين في إسرائيل.

من جانبه، أشاد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج، الذي قام بجولة في مقر لجنة الانتخابات المركزية بالقدس مع عقيلته ميخال، بعمل موظفي الانتخابات، وحض الناخبين على التصويت قائلاً: "اخرجوا للتصويت والتأثير، لأن كل صوت له تأثير".

لبيد: "صوتوا لمستقبل أبنائنا"

أما رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لبيد فيحاول التمسك بالسلطة فيما أظهرت استطلاعات الرأي أن حزبه الوسطي "يش عتيد" (هناك مستقبل) سيتخلف عن حزب الليكود اليميني بزعامة نتنياهو في الاقتراع الذي ستليه كالعادة مساومات معقدة للتوصل إلى تشكيل ائتلاف حكومي.

وبعد إدلائه بصوته، حث لبيد، وسط حشد من أنصاره، الناخبين، على التصويت وخاطبهم قائلاً: "إذهبوا وصوتوا اليوم من أجل مستقبل أطفالنا، من أجل مستقبل بلدنا". 

وبنى لبيد حملته الانتخابية على الإنجازات الدبلوماسية التي تحققت مع دول من بينها تركيا ولبنان، فضلاً عن أداء قوي للاقتصاد الإسرائيلي الذي يجتاز بيئة عالمية مضطربة في صورة جيدة نسبياً.

وعكف أنصار لبيد على حث الناخبين للتصويت عبر 20 ألف عضو ومتطوع في نحو 250 مقراً، مستخدمين اللقاءات المباشرة والاتصالات الهاتفية المباشرة مع من لم يصوتوا بعد لحثهم على التصويت فوراً.

نتنياهو: "سننهي اليوم بابتسامة"

وواصل رئيس الليكود وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو جولاته في معاقل الحزب لحث أنصاره على التصويت وزيادة حظوظ الليكود قدر الإمكان في هذه الانتخابات.

ولم يتوقف نتنياهو عن نشر العديد من الفيديوهات والتغريدات الرامية إلى الهدف ذاته عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.

وحث نتنياهو الجميع على الخروج والتصويت، ووصف الأمر بأنه "شرف عظيم"، لافتاً انتباه مؤيديه إلى إمكانية أن يكون هناك إقبال كبير من الخصوم على التصويت.

وأثناء إدلائه بصوته في القدس، قال نتنياهو إن اتجاهات التصويت المبكرة تظهر إقبالاً أعلى لصالح حزب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الوسطي "يش عتيد" (هناك مستقبل) و"مناطق اليسار"، داعياً أنصار الليكود إلى التصويت للحزب.

وتابع: "قلت لكم إنني قلق بعض الشيء ولكن بمشيئة الرب.. سننهي اليوم بابتسامة".

كما واصل الليكود نفسه، حشد الناخبين عبر رسائل الهاتف المحمول والاتصالات الهاتفية المباشرة مع الناخبين الذين لم يخرجوا للتصويت.

"بن غفير قادم"

ومع استمرار مشكلات نتنياهو القانونية، نجح النائب الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، وزعيم اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش من النيل من شعبية الليكود التقليدية بين أنصار التيار المتشدد. 

وتظهر الاستطلاعات أن "الصهيونية الدينية"، وهي مجموعة كانت هامشية في السابق، من المتوقع أن تحتل المرتبة الثالثة في النتائج.

ويبدو أن بن غفير، وهو عضو سابق في حركة "كاخ" المدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة، خفف بعضاً من مواقفه السابقة، إلا أن احتمال انضمامه إلى حكومة يقودها نتنياهو يثير قلق واشنطن.

وقال بن غفير للصحافيين خلال الإدلاء بصوته في مستوطنة كريات أربع بالضفة الغربية حيث يعيش: "هنا، وبصوت واحد، نأمل أن يصبح نتنياهو رئيساً للوزراء، (وأن) تتشكل حكومة يمينية".

وخلال جولة قام بها النائب في سوق بمدينة سديروت، صرخ أحد التجار: "يا رفاق، بن غفير قادم!". وقال أحد المتسوقين "التقطوا صورة لي مع الملك"، ومرر هاتفه لجاره حتى يتمكن من التقاط صورة له مع نائب يسعى إلى منصب وزير الأمن الداخلي المقبل.

انقسامات وإحباط

وبعد سنوات من الجمود السياسي، قد يؤثر سخط الناخبين إزاء ذلك على نسبة المشاركة في التصويت، لكن التأييد المتنامي لتكتل "الصهيونية الدينية" القومي المتشدد وزعيمه المشارك إيتمار بن غفير أضفى حماساً على السباق.

ويحاكم نتنياهو وهو صاحب أطول فترة رئاسة وزراء في إسرائيل، بتهم فساد ينفيها. ولا تزال التوقعات تشير إلى أن حزبه اليميني "الليكود" سيخرج من الانتخابات بأكبر عدد مقاعد في البرلمان منفرداً.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت الأسبوع الماضي، أنه لن يتمكن من الحصول على 61 مقعداً المطلوبة لضمان الأغلبية في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً، بما يفتح الباب لمفاوضات ونقاشات قد تستمر أسابيع لتشكيل ائتلاف حاكم وربما تقود لانتخابات جديدة.

واستحال غلاء المعيشة في البلاد قضية ساخنة في موسم الانتخابات هذا في إسرائيل، إذ يعاني الإسرائيليون من ارتفاع الأسعار منذ فترة طويلة، وباتوا يشعرون أكثر بتداعيات الأزمة وسط الاضطرابات الاقتصادية العالمية المرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا.

لكن في جولات الانتخابات المتكررة منذ أبريل 2019 لم يغير سوى عدد قليل من الناخبين ولاءاتهم بشكل كبير.

انهيار ائتلاف لبيد

كان لبيد مهندس التحالف الأخير برئاسة نفتالي بينيت الذي ضم للمرة الأولى حزباً عربياً "القائمة العربية الموحدة -الحركة الإسلامية" برئاسة منصور عباس، وضم يساريين ووسطيين ويمينيين.

وفي يونيو، أعلن بينيت أن الائتلاف لم يعد قابلاً للاستمرار وتمت الدعوة إلى انتخابات. 

وفي الانتخابات الأخيرة شغلت الأحزاب العربية 10 مقاعد فقط من أصل 120 مقعداً في البرلمان.

ويشهد المجتمع العربي إحباطاً في ظل الانقسامات التي حدثت في القوائم العربية إذ تخوض 3 قوائم عربية الانتخابات.

وكان منصور عباس انفصل عن القائمة العربية المشتركة في العام 2021، ما مهد لانضمامه إلى الائتلاف. وكانت القائمة المشتركة حصلت على 15 مقعداً في عام 2015 وضمت 4 أحزاب.

وأدلى عباس بصوته من مدينته المغار وعبر عن أمله في ارتفاع نسبة التصويت بين المجتمع العربي في إسرائيل.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات