بوتين يبدي الاستعداد للعودة لاتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية "بشروط"

أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، الثلاثاء، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عن استعداد بلاده لاستئناف تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، لكنه اشترط التحقيق في الهجوم الذي طال سفناً روسيةً في منطقة سيفاستوبول بالبحر الأسود، وسط انتقادات فرنسية تشير إلى أن قرار موسكو "يضر بالأمن الغذائي العالمي".

وتعهد الرئيس الروسي، حسبما ورد في بيان، بالنظر في إمكانية استئناف مشاركة بلاده في اتفاق الحبوب لكنه أكد "ضرورة إجراء تحقيق مفصل في ملابسات الهجوم على السفن في منطقة سيفاستوبول" و"تقديم كييف ضمانات حقيقة لتنفيذ لاتفاق إسطنبول بشكل صارم".

وتطرق بوتين لأسباب قرار تعليق مشاركة موسكو في صفقة الحبوب، وأوضح أن "كييف تستخدم بدعم من الغرب، ممر الحبوب لمهاجمة سيفاستوبول والسفن التي تحرس الممر"، بحسب قناة "روسيا اليوم".

وأشار بوتين لأردوغان على "عدم الوفاء بالجزء الثاني من صفقة الحبوب، بفتح تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية".

هذا وأعلنت الرئاسة التركية في بيان أن أردوغان أبلغ بوتين أن بلاده "تواصل اتخاذ المبادرات اللازمة مع جميع الأطراف لحل المشاكل المتعلقة بتنفيذ اتفاقية إسطنبول لشحن الحبوب"، مشدداً على ثقته بإقامة تعاون "يركز على الحل بشأن هذه المسألة كما العديد من المسائل الأخرى".

وأوضح الرئيس التركي أنه "في حال حل أزمة الحبوب بنهج بناء فإن ذلك سيشجع أيضاً الخطوات التي ستتخذ في طريق العودة إلى المفاوضات"، بحسب وكالة الأنباء التركية "الأناضول".

وعلقت روسيا، السبت، مشاركتها في اتفاق البحر الأسود لتصدير الحبوب الأوكرانية، في أعقاب هجوم على أسطولها في منطقة سيفاستوبول بالبحر الأسود قالت إنه طال سفناً مشاركة في الاتفاق التي حذرت من تنفيذه "دون مشاركتها".

ومن المتوقع أن يبحث الرئيس التركي كذلك خلال الأيام المقبلة ملف اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي بهدف "تجاوز" هذه الأزمة، وفق ما ذكره وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للصحافيين.

كان وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، بحث، في اتصال هاتفي، في وقت سابق، الاثنين، مع نظيره التركي خلوصي أكار، مسألة تعليق روسيا تنفيذ اتفاقيات نقل المواد الزراعية من الموانئ الأوكرانية، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

ودعا نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين، الثلاثاء، خلال اجتماع مع السفير التركي لدى موسكو محمد سامسار، أوكرانيا لـ"تقديم ضمانات بأن الممر الإنساني في البحر الأسود لن يستخدم لأغراض عسكرية".

وذكرت الخارجية الروسية في بيان أنه "خلال الاجتماع، تم تحليل المجالات الرئيسية للتعاون الروسي التركي على المنصات الدولية، وعلى رأسها مبادرة البحر الأسود لتصدير المنتجات الزراعية من الموانئ الأوكرانية في سياق الهجوم الأخير الذي شنته كييف على سيفاستوبول"، بحسب "سبوتنيك".

انتقادات فرنسية

ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتقادات لروسيا بقوله إن قرار تعليق تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب "يضر بالأمن الغذائي العالمي".

وجاء في بيان صادر عن الإليزيه "ناقش الرئيسان مسألة تعليق روسيا تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر بحري. وندد رئيس البلاد بقرار روسيا الأحادي الذي يضر مجدداً بالأمن الغذائي العالمي".

وجدّد إيمانويل ماكرون لنظيره زيلينسكي "جهود فرنسا لزيادة دعمها العسكري لأوكرانيا في أقرب وقت ممكن، خصوصاً في ما يتعلق بأنظمة الدفاع المضاد للطائرات".

وأُبرم الاتفاق بين أوكرانيا وروسيا في يوليو الماضي برعاية تركيا والأمم المتحدة وينتهي مفعوله في 19 نوفمبر الجاري، للتخفيف من أزمة الغذاء العالمية التي تسبب بها النزاع ولاسيما في إفريقيا.

وسمح الاتفاق حتى الآن بتصدير أكثر من 9.5 مليون طن من الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ منذ الغزو الروسي في أواخر فبراير.

وفي السياق، أبحرت 3 سفن شحن جديدة محملة حبوباً من موانئ أوكرانية صباح الثلاثاء متجهة إلى الممر الإنساني في البحر الأسود.

وأفاد مركز التنسيق المشترك في إسطنبول وهو المشرف على صادرات الحبوب الأوكرانية، لوكالة "فرانس برس" بأن "وفود أوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة وافقت على تحرك هذه السفن الثلاثاء. وأبلغ الوفد الروسي به".

ومع بذل تركيا والأمم المتحدة جهوداً لإزالة الاعتراضات الروسية، قال المركز إن منسق الأمم المتحدة لمبادرة الحبوب في البحر الأسود أمير عبدالله، "يواصل محادثاته مع الدول الأطراف في الاتفاق لكي تستأنف مشاركتها الكاملة في المركز".

اقرأ أيضاً: