نددت بريطانيا وفرنسا في بيان مشترك نشرته الخارجية البريطانية بـ"قمع إيران العنيف للاحتجاجات السلمية المشروعة"، ودعم إيران لحرب الروسية "غير المشروعة" في أوكرانيا بسبل منها تقديم الطائرات المُسيرة التي يتم استخدامها في الاستهداف العشوائي للمدنيين والبنى التحتية المدنية.
وبحسب البيان الصادر، مساء الجمعة، أدان وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي ونظيرته الفرنسية كاترين كولونا، بما وصفوه "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وما حوله"، بما في ذلك "نقل الطائرات المسيرة والصواريخ"، وشدد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذه الأنشطة.
وأجرى الوزيران محادثات في باريس للتأكيد على الشراكة "الدائمة والضرورية" بين فرنسا وبريطانيا، بمناسبة ذكرى يوم الهدنة التي وقعت بين الحلفاء والإمبراطورية الألمانية في 11 نوفمبر 1918. وتطلع الوزيران إلى القمة الثنائية الطموحة المُقرر عقدها في فرنسا أوائل العام المقبل.
وأكد الوزيران ضرورة العمل على ألّا تمتلك إيران أبداً سلاحاً نووياً، وعبّرا عن القلق العميق إزاء تعاون طهران المحدود مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
وأعلن الجانبان عزم بلديهما الاستمرار في تزويد أوكرانيا بالدعم السياسي والعسكري والإنساني والاقتصادي الذي تحتاجه للدفاع عن سيادتها وسلامتها الإقليمية، والعمل على تعزيز قدرتها على الصمود في الشتاء القادم وما بعده، وأعربا عن أسفهما للتأثير العالمي لـ"العدوان الروسي على أوكرانيا".
وأعرب الوزيران عن استيائهما من التأثير العالمي للأفعال الروسية، وأكدا التزامهما بتخفيف الآثار على الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.
الموقف من الصين
والتزم الوزيران بتعزيز التعاون في دعم تحقيق حرية وانفتاح منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتنسيق الاستجابة للتحديات التي تشكلها الصين "العدوانية بشكل متزايد"، مع البقاء على استعداد للعمل مع الصين بشأن التحديات العالمية مثل تغير المناخ.
وقال البيان إن "فرنسا وبريطانيا ستضغطان على الصين، بصفتها عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بالحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا، للالتزام بمسؤولياتها في الأمم المتحدة فيما يتعلق بأوكرانيا وحقوق الإنسان".
وفيما يتعلق بتغيّر المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، ستدعم بريطانيا وفرنسا الجهود الدولية التي تقودها مصر والإمارات، ودعم الطموحات المناخية المُلّحة من خلال العمليات المتعددة الأطراف.
إمدادات الطاقة
واتفق الطرفان البريطاني والفرنسي، على التعاون لتأمين إمدادات الطاقة وتسريع انتقال الطاقة النظيفة، من خلال دعم تطوير طاقة الرياح البحرية، وبحسب بيان الحكومة البريطانية، أعاد الوزيران التأكيد على أهمية الحد من ارتفاع أسعار الطاقة والحد الأقصى لأسعار النفط في دول مجموعة السبع، والالتزام بزيادة التعاون الثنائي في المجال النووي السلمي.
وشدّد كليفرلي وكولونا على الضرورة الملحة للتصدي لجميع أشكال الهجرة غير الشرعية، بما في ذلك عبور القوارب الصغيرة ومعالجة أسبابها الجذرية، ورحبا بالتقدم المحرز نحو إبرام اتفاق جديد بين بريطانيا وفرنسا، في هذا الصدد، إلى جانب إبرام "صفقة طموحة في أقرب وقت ممكن".
والتزم الوزيران بتعزيز التعاون النووي المدني بين فرنسا وبريطانيا، ورحبا بالتقدم الجيد نحو التوصل إلى قرار استثماري لمشروع محطة الطاقة النووية "سيزويل سي".
اتفاق جديد
وأعلنت فرنسا والمملكة المتحدة الجمعة إحراز "تقدّم" في سبيل التوصل إلى اتفاق جديد بشأن الهجرة غير الشرعية.
وأشار وزير الخارجية البريطاني ونظيرته الفرنسية إلى "ضرورة معالجة جميع أشكال الهجرة غير الشرعية بما فيها عمليات عبور القوارب ومعالجة أسبابها الجذرية".
وجاء أيضاً في بيانهما المشترك أنهما "رحّبا بالتقدم الذي أُحرز نحو إبرام اتفاق جديد مهم بين فرنسا والمملكة المتحدة، وفي هذا السياق، نحو إبرام سلسلة من التدابير الطموحة في أقرب وقت ممكن".
وبعد سنوات من التوتر بين باريس ولندن خصوصاً في ظلّ حكومات بوريس جونسون وليز ترس، تأمل العاصمتان إحياء علاقاتهما برعاية رئيس الوزراء الجديد ريشي سوناك.
ويقضي "الاتفاق المهم" بين الدولتين بأن تدفع لندن 80 مليون جنيه إسترليني إضافية لباريس لتعزيز قوات الشرطة على الشواطئ الفرنسية.
وأكّد سوناك الاثنين "نريد جميعا حلّ الوضع في أسرع وقت ممكن"، بعد لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في شرم الشيخ على هامش مؤتمر المناخ "كوب27" حيث قال إنه يريد "التعاون بشكل وثيق" مع فرنسا بشأن مسألة الهجرة.
ومنذ بداية العام، عبر أكثر من 40 ألف شخص بحر المانش بطريقة غير قانونية على متن قوارب صغيرة.
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان أثارت جدلاً عندما وصفت في وقت سابق من نوفمبر، تدفّق المهاجرين الذين يصلون إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة بأنه "غزو".
اقرأ أيضاً: