لنزع سلاح "23 مارس".. طلائع القوات الكينية تصل الكونجو الديمقراطية

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود كينيون يصلون مدينة غوما شرقي جمهورية الكونجو الديمقراطية في إطار عملية عسكرية إقليمية تستهدف المتمردين في المنطقة- 12 نوفمبر 2022  - AFP
جنود كينيون يصلون مدينة غوما شرقي جمهورية الكونجو الديمقراطية في إطار عملية عسكرية إقليمية تستهدف المتمردين في المنطقة- 12 نوفمبر 2022 - AFP
غوما-أ ف ب

وصلت طلائع الجنود الكينيين إلى مدينة غوما شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية، السبت، في إطار مهمة لدول شرق إفريقيا لإحلال السلام في هذه المنطقة المضطربة، بينما تتواصل المبادرات الدبلوماسية.

ويأتي نشر هذه القوات بعد انتشار مقاتلي حركة "23 مارس" المتمردة في إقليم شمال كيفو في الكونجو الديمقراطية واستيلائهم على مساحات شاسعة من الأراضي، وتأجيج التوتر في المنطقة.

وقصفت المدفعية الكونجولية، الجمعة، مواقع للمتمردين بعد 3 أيام من غارات شنتها طائرات سوخوي-25 ومروحيات من طراز "مي-24"، كما انقطعت الكهرباء في غوما التي يبلغ عدد سكانها مليون نسمة.

وفي الأثناء، حطت طائرتان تقلان نحو 100 جندي كيني في مطار المدينة، حيث استقبلهم عدد من كبار الشخصيات المحلية، حسبما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في الموقع.

وقال المسؤول الكيني اللفتنانت كولونيل أوبيرو للصحافيين إن مهمتهم تتمثل في "تنفيذ عمليات هجومية" إلى جانب القوات الكونجولية والمساعدة في نزع سلاح المجموعات المسلحة.

وأوضح أن الكتيبة الكينية ستعمل جنباً إلى جنب مع المنظمات الإنسانية.

ودان برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، نهب مقاصف مدارس يدعمها في وسط روتشورو وكيوانجا، وهما منطقتان تقعان في شمال غوما، ويسيطر عليهما المتمردون.

ووافق البرلمان الكيني خلال الأسبوع الجاري على نشر أكثر من 900 جندي في إطار قوة عسكرية مشتركة من كتلة مجموعة شرق إفريقيا لتهدئة الوضع في الكونجو الديمقراطية التي تعاني منذ نحو 3 عقود من هجمات جماعات مسلحة.

وتنشط أكثر من 120 جماعة متمردة في الكونجو الديمقراطية، وقد تشكل كثير منها إبان حروب إقليمية اندلعت في مطلع الألفية.

توتر متصاعد

في قمة بالعاصمة الكينية نيروبي في يونيو الماضي، أعلن قادة الدول السبع الأعضاء في مجموعة شرق إفريقيا (بوروندي وكينيا ورواندا وتنزانيا وجنوب السودان وأوغندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية) رسمياً إنشاء هذه القوة التي تخضع لقيادة عسكرية كينية.

وأدت أعمال العنف إلى تصاعد التوتر بين الكونجو الديمقراطية ورواندا التي تتهمها كينشاسا منذ بداية العام بتقديم دعم فعلي لهذا التمرد.

وأشار تقرير سري للأمم المتحدة، اطلعت عليه فرانس برس في أغسطس، إلى تورط رواندي مع حركة "23 مارس". وتحدث مسؤولون أميركيون عن تقديم قوات الدفاع الرواندية المساعدة لحركة "23 مارس".

وتنفي رواندا ذلك، وتتهم في المقابل الكونجو الديمقراطية - التي تنفي التواطؤ مع القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي حركة تمرد للهوتو الروانديين الذين تورط بعضهم في الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا في 1994.

فشل الوفاء

وظهرت "23 مارس" أو "إم23" وهي مجموعة من التوتسي معظمهم من الكونجوليين في 2012 وسيطرت لفترة وجيزة على غوما قبل طردها.

وبعد أن ظلت كامنة لسنوات، حملت المجموعة السلاح مرة أخرى في أواخر 2021 معتبرة أن كينشاسا قد فشلت في الوفاء بتعهدها بدمج أفرادها في الجيش.

وحقق متمردو الحركة سلسلة من الانتصارات ضد الجيش الكونجولي في شمال كيفو في الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى اتساع رقعة الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم.

وأدت عودتهم إلى تقويض العلاقات بين الكونجو الديمقراطية وجارتها الأصغر رواندا التي تتهمها كينشاسا بدعم "إم23".

القتال الأخير

ويقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) أن القتال الأخير تسبب في نزوح 188 ألف شخص.
واندلع قتال عنيف بين الجيش والحركة في روجاري في شمال كيفو.

والجهود الدبلوماسية قائمة أيضاً لتخفيف التوتر في شرق الكونجو الديمقراطية.
فقد زار الرئيس الأنجولي جواو لورنتشو رئيس المؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات العظمى رواندا الجمعة، والتقى نظيره بول كاغامي على أن يزور الكونجو الديمقراطية السبت.

وقال وزير الخارجية الأنجولي تيتي أنتونيو السبت "نشعر جميعاً بالقلق إزاء الوضع السائد حالياً في شرق جمهورية الكونجو الديمقراطية".

كما يصل الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا المكلف القيام بوساطة من قبل مجموعة شرق إفريقيا إلى كينشاسا الأحد لإجراء محادثات "في زيارة عمل تستغرق 48 ساعة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات