عمّقت هزيمة المرشح الجمهوري لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية نيفادا، آدم لاكسالت، من أوجاع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قبل إعلانه المتوقع الثلاثاء الترشح للانتخابات الرئاسية في 2024، وسط ضغوط جمهورية لتأجيل إعلانه، ودعوات للحزب إلى "تجاوز ترمب كلياً".
فبعد 4 أيام على انتخابات منتصف الولاية التي خيبت آمال الجمهوريين، أُعلِن فوز السيناتورة الديمقراطية كاثرين كورتيز ماستو في ولاية نيفادا على لاكسالت، المدعوم من ترمب.
وبإعادة انتخابها، ارتفع عدد الديمقراطيّين المُنتخبين في مجلس الشيوخ إلى 50 من أصل 100، ما يسمح لحزب بايدن بالسيطرة على هذا المجلس، باعتبار أنّ الصوت المُرجِّح يعود إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وأعلنت وسائل إعلام أميركية حسم السباق لمصلحة ماستو، بعد أن تقدمت بفارق 0.5% في فرز الأصوات، السبت، وأظهرت النتائج الأولية أنها تتقدم بنسبة 48.7٪ مقابل 48.2٪ لمصلحة لاكسالت.
إعلان الترشح للرئاسة
دونالد ترمب الذي توقع "موجة حمراء كبيرة"، وبشر بنصر كبير للجمهوريين في الانتخابات النصفية، أعلن قبيل إجراء الانتخابات أنه سيعلن عن "أمر كبير جداً" منتصف نوفمبر، وسط تسريبات بشأن استعداداته لخوض السباق إلى البيت الأبيض مرّة جديدة.
وأكد تلك التقارير، مستشار مقرّب من ترمب، الجمعة، قال إن الأخير سيُعلن الثلاثاء، ترشحه للانتخابات الرئاسيّة لعام 2024.
وأضاف جيسون ميلر، مستشار ترمب، عبر بودكاست "وور روم" الذي يُقدّمه صديق آخَر للرئيس الجمهوري السابق هو ستيف بانون، أنّ "ترمب سيُعلن الثلاثاء أنّه مرشّح للانتخابات الرئاسيّة.. وسيكون إعلاناً احترافياً جداً ومتقناً جداً".
وأشار ميلر إلى أنّه التقى الجمعة، ترمب (76 عاماً) الذي قال له "بالطبع سأترشّح.. سأفعل ذلك، وأريد التأكّد من أنّ الناس يُدركون أنّني متحمّس، وأنّنا بحاجة إلى إعادة البلاد إلى مسارها الصحيح. الجميع يعرفون أنّني سأترشّح".
ولطالما خطط ترمب للإعلان عن ترشحه بعد فترة وجيزة من الانتخابات النصفية، بل وحتى تلاعب بقرار الإعلان قبل 8 نوفمبر، في محاولة للتغلب على المنافسين المحتملين للحصول على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري لعام 2024، ومنهم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، وفقاً لـ"فرانس برس".
ترمب "غاضب"
ودعّم ترمب أكثر من 330 مرشحاً جمهورياً على المستويين الفيدرالي والمحلي، خسر عدد كبير منهم سباقاتهم الانتخابية.
وفي ظلّ الانتكاسات المتتالية التي مُني بها المرشحون الذين أيدهم، أطلق الرئيس السابق تصريحات عن "التزوير الانتخابي"، رافضاً الاعتراف بحكم صناديق الاقتراع، كما فعل منذ هزيمته في الانتخابات الرئاسية في عام 2020.
ووصف ترمب الانتخابات بأنها "ملوثة"، مضيفاً: "آلات (التصويت) معطلة في دوائر جمهورية. يتوجب إجراء انتخابات جديدة على الفور!".
ونقل مراسل شبكة "سي إن إن" جيم أكوستا، عن مستشار لترمب، الأربعاء، أن الرئيس السابق أصبح "غاضباً ويصرخ على الجميع" بسبب خسارة المرشحين الذين أيدهم، وخاصة خسارة مرشحه لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا محمد أوز، لمصلحة الديمقراطي جون فيترمان، في واحدة أكبر الخسائر الجمهورية، إذ إن المقعد كان يشغله سابقاً عضو جمهوري.
"الخاسر الأكبر"
تلك النتائج المخيّبة للآمال، أدّت إلى موجة هجوم كبيرة لوسائل إعلام أميركية محافظة، أنحت باللائمة على دونالد ترمب في الخسائر التي مني بها الحزب، ودعت إلى "التخلي عنه".
صحيفة "وول ستريت جورنال" المملوكة لقطب الإعلام روبرت مردوخ، مالك قناة "فوكس نيوز"، وصفت ترمب بأنه "خاسر الحزب الجمهوري الأكبر"، وهي الإهانة التي عادةً ما يوجهها الرئيس السابق لأعدائه.
فيما نشرت صحيفة "نيويورك بوست" المملوكة لمردوخ أيضاً، كاريكاتوراً لترمب وصورته كأنه شخصية "همبتي دمبتي" الكارتونية مع عنوان جاء فيه: "لقد تعرض دون (الذي لم يستطع بناء جدار) لسقوط كبير، فهل يمكن لجميع الرجال الجمهوريين إعادة تنظيم الحزب ليتماسك مرة أخرى؟".
أما صحيفة "واشنطن إكزامينر"، والمعروفة بتوجهها المحافظ نشرت مقالاً للكاتب بيتر لافين، بعنوان "تخلوا عن ترمب الآن"، والذي دعا فيه ساخراً زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، إلى البحث عن أي فائض في الميزانية التي خصصها ترمب لبناء السور على الحدود مع المكسيك، لإيجاد تمويل لتغطية منزل الرئيس السابق في مارالاجو بولاية فلوريدا، بسور ارتفاعه ميل واحد.
ضغوط لعدم الترشح
صحيفة "ذا هيل" الأميركية، قالت إن هناك مخاوف في الحزب الجمهوري من أن إعلاناً مبكراً من ترمب بالترشح للرئاسة في 2024، قد يكبدهم مقعد مجلس الشيوخ في جورجيا، ويرتد على نسب تأييد الحزب.
وقال مشرّعون ومحللون استراتيجيون في الحزب لـ"ذا هيل" إن إعلان ترمب قد يحفز الديمقراطيين على الذهاب بكثافة للتصويت لمرشحهم.
وقالت الصحيفة إن بعضاً من المسؤولين في الحزب باتوا يدعون علناً إلى تجاوز ترمب بالكلية إثر الخسائر التي مني بها الحزب.
ووصف حاكم نيوهامبشير كريس سنونو، الذي أعيد انتخابه للتو، قرار ترمب إعلان ترشحه للرئاسة مبكراً بأنه "قرار سخيف"، حسب ما نقلت "ذا هيل".
وقال الحاكم، لراديو "سيريوس إكس إم"، إن ذلك قد يضر باحتمالات فوز المرشح الجمهوري لمقعد جورجيا في الشيوخ، هيرشيل والكر.
وكانت شبكة "نيوزماكس" المؤيدة لترمب والمعروفة بتوجهها الجمهوري، نقلت عن جيسون ميلر مستشار ترمب الأربعاء، دعوته للرئيس السابق إلى تأجيل الإعلان عن ترشحه للرئاسة حتى انتهاء انتخابات مجلس الشيوخ في 6 ديسمبر.
وقال جايسون ميلر: "أنا أنصح الرئيس بالانتظار حتى انتهاء السباق في جورجيا، هذا الأمر أكبر من أي شيء آخر في البلد".
ويذكر أن هذا التحذير، كان قبل فوز الديمقراطيين بمقعد نيفادا، والسيطرة على مجلس الشيوخ، إذ لم يعد مقعد جورجيا حاسماً.
لمتابعة التغطية الحية لنتائج الانتخابات النصفية الأميركية: